بهية مارديني من دمشق: كشفت منظمة حقوقية عن اعتقال السلطات الأمنية السورية مواطنها باسل غليون، والذي حكمت المحكمة العليا الاسبانية ببراءته من تفجير القطارات السبع في مدريد في 2004 بعد اعتقال دام اربع سنوات وذلك بعد تسليمه الى مطار العاصمة السورية من قبل عناصر أمنية اسبانية ، مطالبة السلطات الامنية السورية بالافراج عنه ، في حين قالت مصادر في العاصمة الاسبانية مدريد لإيلاف ان التعاون السوري الاسباني والعلاقات السورية الاسبانية المتميزة كانت وراء تسليم غليون ، واشارت المصادر الى زيارة رئيس الحكومة الاسبانية الى دمشق قريبا ، ولفتت الى حل هذا الملف بين البلدين قبل الزيارة.
وقالت المنظمة الوطنية لحقوق الانسان في سوريا في تقرير لها اليوم بأن السلطات الاسبانية قامت بشكل سري بإخراج غليون من مركز الاحتجاز وصعدت به إلى الطائرة برفقة ثلاثة رجال أمن أسبان ، وفي يوم الثلاثاء 22-7-2008 وصل باسل الى دمشق ليتم اعتقاله في المطار من قبل السلطات السورية , و رغم تواجد والديه في مطار دمشق الدولي, الا أن رجال الأمن لم يسمحوا لهما بلقائه و سمحوا لهما بالحديث إليه من خلال الهاتف فقط, وتم نقل غليون إلى إحدى الفروع الأمنية بدمشق للتحقيق معه حيث لازال قيد التوقيف .
واعتبرت الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة والذي تابع هذا الملف مع الناشط المقيم في مدريد مازن ياغيquot; ان ما قامت به السلطات الاسبانية عبر سلسلة من الإجراءات يعتبر خرقاً واضحاُ للقوانين والمواثيق الإقليمية والدولية والتي اسبانيا طرفاً فيها من حيث اعتقال باسل غليون لمدة أربع سنوات دون تقديم الدليل على صحة هذا الإجراء والتلكؤ والمماطلة في محاكمته ,حيث استمر حجزه دون تقديمه للمحاكمة لمدة تجاوزت العام اضافة الى ممانعة وعرقلة السفارة الاسبانية لإعطاء والد غليون سمة الدخول لاسبانياquot;فيزاquot;من اجل الاطلاع على ملف ولده والقيام بالإجراءات الإدارية المطلوبة من توكيل محامين وخلافه واعتبار إقامة غليون غير شرعية رغم أن إقامته انتهت وهو في السجن الأمر الذي تعلمه السلطات الاسبانية وترحيل غليون من قبل السلطات الاسبانية الى دمشق منتهكة بذلك القانونِ ومعيارِ حقوقِ الإنسان الدوليِ. الذي يمنع صراحة عودةَ أي شخص يمكن ان يتعرض لشبهة الاعتقال او التعذيب في ذلك البلد.علما ان اسبانيا قد وقعت وصادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية واتفاقية الأُمم المتّحدةَ لمناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة والاتفاقية الأوروبيةِ لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية quot;، و اشارت المنظمة الوطنبة الى إقدام السلطات الاسبانية على طرد غليون دون انتظار قرار محكمة حقوق الإنسان الأوروبية التي قبلت الدعوى التي قدمها محامي غليون لوقف عملية الترحيل وعدم السماح لمحامي غليون بالاتصال به او رؤيته بعد إطلاق سراحه وطيلة فترة اعتقاله الثاني حتى ترحيله و تغاضي السلطات الاسبانية عن إعطاء غليون التعويض المناسب والذي ينص عليه القانون الاسباني كونها اعتقلت غليون لأربع سنوات وهو بريء.