القدس: اكد وزير الإعلام والخارجية الفلسطيني والمتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية رياض المالكي ان خيار التدخل العربي لحماية المدنيين والمؤسسات والأبرياء ممن لا ذنب لهم في الحسابات التي تحكم الوضع في غزة هو خيار واجب التفكير فيه جديا الآن. واعتبر المالكي في تصريحات صحفية اليوم ما يجري في قطاع غزة قتل لكل المحاولات الجارية لإعادة المياه إلى مجاريها.

واضاف ان ما يجري في الوطن لا يمكن أن يستمر وأن الحكومة ملتزمة بعمل اللازم لإعادة إنعاش غزة سريعا كما حصل في الضفة الغربية والتخلص تماما من الشوائب التي لا تريد سوى القضاء على المشروع الوطني الفلسطيني. وقال ما نريده هو أن تخضع حماس للشرعية الوطنية والأخلاقية والتخلص فورا من الدموية التي تقضي على مستقبلنا جميعا. وارتفعت حصيلة الضحايا فى اشتباكات غزة إلى تسعة قتلى وثمانين جريحا.

من جهتها أعلنت حركة حماس انتهاء الاشتباكات والسيطرة على حي الشجاعية في مدينة غزة بعد ان كانت قوات الأمن التابعة للحكومة الفلسطينية المقالة قد اقتحمت فى وقت سابق منازل في الحى معقل عائلة حلس التي تتهمها حماس بإيواء مشتبهين بتنفيذ انفجار الأسبوع الماضي الذي أدى إلى مصرع خمسة من عناصر حماس.

وذكرت مصادر مطلعة أن عددا كبيرا من المطلوبين من عائلة حلس، هربوا الى معبر ناحال عوز الإسرائيلي ومنه الى داخل المناطق الاسرائيلية. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا أنه سمح لنحو 150 من الفارين بالدخول إلى إسرائيل بينهم أمين سر فتح في قطاع غزة أحمد حلس (أبو ماهر) ويعتقد انه مصاب في فخذه ويتلقى العلاج داخل إسرائيل مع عدد آخر من المصابين. واتهم سعيد صيام وزير الداخلية في حكومة حماس المقالة عائلة حلس بالتورط في اعمال عنف وتدريب وإيواء عناصر خارجة عن القانون.

وقال صيام في مؤتمر صحفي إن عائلة حلس شكلت مربعا امنيا في حي الشجاعية خارج سلطة القانون والامن. وأضاف أن عائلة حلس نقضت اتفاقا سابقا ابتسليم مشتبه بهم للتحقيق معهم وقال سعيد صيام إنه تم أيضا اكتشاف المتفجرات التي استخدمت في إعداد العبوات الناسفة التي استخدمت في تفجيرات غزة.

وأعلنت الشرطة أنها اكتشفت ورشة لتصنيع العبوات لغرض ما وصفته بزعزعة الأمن والاستقرار وتفجير الأماكن العامة، في غزة، وإنها صادرت كميات كبيرة من الاسلحة. و كد خالد البطش، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، استمرار اعمال الوساطة لتخفيف حدة التوتر بين فتح وحماس. لكن بيانا لعائلة حلس اتهم قوات الامن التي اقتحمت الحي باستخدام القوة المفرطة في اقتحام المنطقة.

اشتباكات عنيفة

وبدأ القتال في ساعات الفجر الأولى، بإستخدام أسلحة رشاشة ثقيلة وقذائف مضادة للدروع، بعد أن اتخذت قوات كبيرة من الشرطة التابعة للحكومة المقالة في غزة، مواقع قتالية، في محيط حي الشجاعية، الأكثر اكتظاظا بالسكان في شرقي غزة. وجاء القتال، في أعقاب انتهاء المهلة التي أعطتها حماس للعائلة لتسليم نحو 20 مطلوبا.

وقال شهود عيان إن العملية بدأت بعد قطع التيار الكهربائي عن الحي، وقال إسلام شهوان المتحدث باسم الشرطة في غزة إن عددا كبيرا من افراد العائلة حاولوا الفرار متنكرين في زي نساء. واضاف شهوان أن رجال الامن اقتحموا عددا من المباني الشاهقة وألقوا القبض على عدد من المسلحين كانوا يعتلون أسطح المباني ويقومون بعمليات قنص. واضاف شهوان ان المسلحين من عائلة حلس استخدموا بنادق آلية في مواجهة قوات حماس وحصنوا المنطقة بالسواتر الرملية.

إطلاق سراح

من جهة آخرى أفرجت الأجهزة الأمنية التابعة لحماس عن القيادي في فتح إبراهيم أبو النجا. وفي الضفة الغربية، أفرج مسلحون ملثمون عن محمد غزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس بعد اختطافه من منزله في مدينة نابلس والتهديد بإعدامه إذا لم توقف حماس هجماتها واعتقالاتها لكوادر حماس في قطاع غزة.