فيينا: نفى مصدر مسؤول في الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنباء تشير إلى أن دمشق رفضت السماح لمفتشي الوكالة القيام بزيارة تفقدية ثانية إلى موقع quot;الكبرquot; الواقع في منطقة الصحراء السورية القريبة من محافظة دير الزور. وأكد المصدر المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال هاتفي مع وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أنه لم تصل إلى الوكالة أية معلومات بهذا الشأن. ولكنه استدرك قائلاً quot;في الواقع، نحن في الوكالة الذرية لا نريد أن نعلق على أية أنباء صحافية أو تقارير دبلوماسية غير موثقة أو ذات أبعاد سياسية ولها علاقة في تعيين أعضاء جدد للسنة أو السنتين المقبلتينquot; في مجلس المحافظين.

وشدّد المصدر المسؤول على القول quot;من هذا المنطلق، ليس لدينا أية تفاصيل عن طلب نائب المدير العام للوكالة الذرية لشؤون الضمانات والتحقق أولي هاينونين (فنلندا)، من السلطات السورية السماح لمفتشي الوكالة الذرية القيام بجولة ثانية لمعاينة موقع الكبرquot;. وأشار إلى أن هاينونين سبق له أن قام في أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي بزيارة إلى سورية على رأس وفد من الخبراء، حيث قاموا بمعاينة موقع الكبر، وأخذوا بعض العينات من أجل تحليلها في المختبرات التابعة للوكالة في فيينا، كما أشاد بتعاون السلطات السورية مع بعثة الوكالة، على حد تعبيره.

ولم يكشف المصدر المسؤول عن طبيعة العينات الميدانية التي جلبها أعضاء بعثة التفتيش من موقع الكبر، كما رفض الرد على سؤال عما إذا كان المدير العام سيرفع تقريراً إلى اجتماع مجلس المحافظين المقرر انعقاده في الثاني والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر المقبل، واكتفى بالقول quot;ما تزال العينات التي جلبها مفتشو الوكالة من موقع الكبر في سورية قيد التحليل المخبري، ولا أحد يتوقع موعد الانتهاءquot; منها.

وكانت مصادر دبلوماسية غربية أكدت خلال عطلة نهاية الأسبوع أن سورية رفضت زيارة السماح للوكالة الذرية بإرسال بعثة من المفتشين لمعاينة موقع الكبر للمرة الثانية، والتأكد من صحة تقارير استخباراتية تفيد بأن دمشق كانت تخطط لبناء مفاعل نووي سري في موقع الكبر بمساعدة من كورية الشمالية.

وقد نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية نفيه أن تكون دمشق سعت إلى إنشاء مفاعل نووي في منطقة الكبر القريبة من دير الزور. كما اتهم المصدر السوري الولايات المتحدة بالترويج لما وصفه بـ quot;المزاعم الباطلةquot;. وأشارت المصادر الدبلوماسية الغربية إلى أن الولايات المتحدة وزعت بياناً لدى مندوبي الدول الحليفة في مجلس المحافظين أكدت فيه معارضتها لترشيح سورية إلى عضوية مجلس المحافظين، لاعتقادها بأن انتخاب الأخيرة سيؤدي إلى عرقلة التحقيقات التي تجريها الوكالة الذرية في أنشطة نووية سورية مثيرة للجدل. ونسبت نفس المصادر إلى مندوب أميركي قوله أن الولايات المتحدة تشجع كازاخستان على خوض معركة عضوية مجلس المحافظين ضد سورية.

وكان بيتر ريكوود أحد كبار المسؤولين في القسم الإعلامي بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكد أن أولي هاينونين وأعضاء فريق الخبراء سيعكفون على إعداد تقرير عن نتائج جولة مباحثات التي أجروها مع عدد من المسؤولين السوريين في الهيئة السورية للطاقة الذرية التي يترأسها مندوب سورية لدى الوكالة الذرية إبراهيم عثمان، خلال زيارتهم الأخيرة لسورية، بالإضافة إلى معاينة موقع quot;الكبرquot; الذي دمرته إسرائيل خلال غارة شنتها طائرات حربية في السادس من شهر أيلول/سبتمبر الماضي، لاعتقادها بأنه موقع نووي وقد يندرج في إطار برنامج سري لإنتاج أسلحة نووية.

وكانت الوكالة الذرية أرسلت فريق من الخبراء إلى سورية بناءً على طلب الولايات المتحدة التي قالت إنها حصلت على تقارير من أجهزة المخابرات تشير إلى أن موقع الكبر السوري هو مفاعل نووي محظور وكان على وشك التدشين، وهو ما نفته دمشق جملةً وتفصيلاً وأكدت أن الموقع المستهدف هو موقع عسكري قديم كان يجري إعادة بنائه في الصحراء السورية.