أنقرة: اختتم الرئيس الإيراني، محمود أحمد نجاد، زيارته إلى تركيا، والتي تخللها أداء صلاة الجمعة في مسجد يعود للعهد العثماني، بمؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي، عيدالله غول، قال خلاله إن دول المنطقة قادرة على إحلال الأمن quot;دون حاجة للتدخل الأجنبي،quot; بينما شدد غول على ضرورة حل أزمة ملف إيران النووي بالطرق السلمية.
وفي الوقت الذي لم يرشح الكثير عن مضمون المحادثات بين نجاد القادة الأتراك حيال الموضوع النووي الإيراني المعقد، لفت إعلان وكيل وزير الخارجية الإيرانية علي رضا شيخ عطار، من طهران أن مباحثات إيران في هذا الملف ستجري بعيداً عن الضغوط والضجيج.
وقال نجاد خلال المؤتمر الصحفي مع غول إن طهران quot;ترفض النظام الظالم الذي يسود العالم اليوم،quot; وشدد على أن الولايات المتحدة الأميركية quot;دولة محتلة للعراق و يجب أن تنسحب منه،quot; داعيا إلى دعم الحكومة العراقية ووحدة واستقلال وأمن العراق.
من جانب آخر، قال نجاد إنه يأمل في أن توقع بلاده و تركيا قريبا اتفاقات في قطاعات الغاز الطبيعي والكهرباء، وهي نقطة قيل إن إنجازها اصطدم بالحظر المفروض على طهران والعقوبات التي تحول دون التعامل التجاري معها.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية quot;فارسquot; عن الرئيس التركي قوله إن بلاده quot;تدعم إيران بالاستفادة من الطاقة النووية السلميةquot; كما ترغب في حل الملف النووي لطهران quot;بالطرق السلمية.quot;
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية quot;ايرناquot; عن وكيل وزير الخارجية الإيرانية، علي رضا شيخ عطار، قوله إن مباحثات إيران النووية quot;تجري بمناي عن الضغوط والضجيجquot;
وأضاف شيخ عطار: quot;سياسة إيران النووية واضحة وشفافة، وهي مبنية على المبادئ الرئيسية التي تقوم على أساسها إيران وتتمثل في نبذ الهيمنة واعتماد الصمود والدفاع عن الحق.quot;
وأعلن شيخ عطار quot;استعداد مسؤولي إيران لإجراء مباحثات بناء على المنطق والقانون الدولي للدفاع عن حق واستخدام الطاقة النووية وتبديد هواجس الدول. quot;
وكانت زيارة نجاد التي بدأت الخميس إلى تركيا قد تخللها قيامها بأداء صلاة الجمعة في مسجد السلطان احمد بمدينة أسطنبول، الذي يعود للعهد العثماني، حيث رحب به حشد من الأتراك.
ورداً على سؤال حول شعوره أثناء حضوره بمسجد من العهد العثماني ومشاركته صلاه الجمعة في اسطنبول، وما إذا كان لخطوته بعد سياسي قال نجاد إن الإسلام quot;أبعد من الحدود الجغرافيةquot; وان صلاه الجمعة هي بمثابه quot;عمل عبادي - سياسيquot; وأن مشاركته بالصلاة في اسطنبول quot;تأكيد على التضامن مع الشعب التركي وبمثابة عمل سياسي كبير.quot;
يذكر أن زيارة نجاد شهدت لتوقيع خمس مذكرات للتعاون في المجالات الأمنية والاقتصادية والثقافية، وخاصة في إطار مكافحة الجرائم المنظمة والإرهاب والمخدرات.
يذكر أن القيادة التركية، التي تربطها علاقات قوية بالولايات المتحدة، كانت قد تعرضت لانتقادات بسبب الزيارة التي قيل إن ترتيبات بروتوكولية اتخذت لتجنيب نجاد زيارة ضريح مؤسس الدولة التركية العلمانية الحديثة، مصطفى كمال أتاتورك.
ويرى خبراء أن أنقرة تعتمد على زيارة نجاد لتعزيز موقعها في الملفات الإقليمية والدولية، إذ أن أنها تتوسط حالياً على خط العلاقات السورية - الإسرائيلية، من خلال استضافتها لجولات تفاوض غير مباشرة بين البلدين