بهية مارديني من دمشق: تعقد في دمشق أواخر الأسبوع الجاري قمة رباعية مع الإعلان عن عدم إتمام الجولة الخامسة من المفاوضات السورية الإسرائيلية ، وتأجيلها إلى موعد اخر. ويبدو أن القمة الرباعية التي ستضم الرئيس السوري بشار الأسد ، والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ،وأمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني ، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي أكد حصول القمة، ستبحث في الملف الأساسي ، وهو المفاوضات السورية الإسرائيلية ، وانتقالها الى مرحلة المفاوضات المباشرة ، ودلل مراقبون على أن هذا الملف هو الذي سيكون الملف الأساسي بالاشارة الى ان الرئيس اللبناني ميشال سليمان الذي حضر قمة رباعية مشابهة في باريس لن يكون هو احد الأطراف الأربعة في القمة بل سيكون الطرف الرابع رئيس الوزراء التركي الذي ترعى بلاده المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل.

وكانت قد عقدت في باريس قمة رباعية ضمت الرئيس السوري والرئيس الفرنسي والرئيس اللبناني وأمير قطر أفضت الى قرار تبادل التمثيل الدبلوماسي بين دمشق وبيروت كما ان برنارد كوشنير وزير الخارجية الفرنسي بعد زيارته الأخيرة لدمشق نقل عن الرئيس الأسد أنه سيكون هناك سفير سوري في لبنان قبل نهاية العام الأمر الذي يؤكد وصول الوضع في لبنان والعلاقات مع سوريا الى حالة من الوضوح أكدتها الثقة التي عبر عنها كوشينر تجاه سوريا ومواقفها من لبنان في ذات المؤتمر الصحافي .

وأضاف كوشينرquot; ان ترسيم الحدود قضية خطيرة وبالغة الصعوبة ونحن مستعدون اذا طُلب منا أن نقف الى جانب الألمان للمساعدة على ذلك لأن ألمانيا اهتمت بذلك quot;، وقال quot;هناك ايضاً ثلاثة مخيمات فلسطينية خارجة عن السيطرة وتابعة للمتطرفين في دمشق وقد أثرنا هذا الموضوع في دمشق حتى ان هنالك مخيماً قرب مطار بيروت وهذا خطيرquot;. مؤكدا على الحوار مع سورية والرضا الفرنسي تجاه ذلك ، ثم ليضيف quot; ولكننا متنبهونquot;.

وسيبقى للقمة بعد التباحث في الملف الأساسي مراجعة ملفات المنطقة والوضع اللبناني والملف النووي الإيراني والوضع في القوقاز وتطوراته الذي كان مثار بحث كوشينر في دمشق مع المسؤولين السوريين أثناء التحضير لزيارة ساركوزي. وكان الرئيس الأسد بحث خلال زيارته إلى فرنسا مؤخرا مع ساركوزي ملف المفاوضات السورية الاسرائيلية حيث طالب الأسد برعاية فرنسية للمحادثات بين سورية وإسرائيل في حال انتقلت للمرحلة المباشرة.

سوريا من جهتها وحسب توقعات محللين ستعرض ما توصلت اليه المفاوضات مع اسرائيل وستكرر موقفها المعلن لجهة عدم رقي المفاوضات الغير مباشرة الى الوصول نحو مرحلة المفاوضات المباشرة ، كما ستطالب برعاية أميركية فرنسية للمفاوضات. الا ان مراقبين لم يتوقعوا تحركا أميركيا حاليا باتجاه دمشق يقابل التحرك الفرنسي الاوروبي، وخاصة بعد ان جددت واشنطن، رفضها التحاور مع دمشق ، معتبرة أن سوريا لا تقوم بدور ايجابي في لبنان والعالم ، حيث رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية روبرت وود التعليق على قرار الرئيس الفرنسي زيارة دمشق، بعد استقباله الرئيس السوري ورفض ساركوزي تمديد عزلة سوريا ، وقال إن واشنطن ستبدأ حوارا مع سوريا في حال quot;أدت دمشق دورا ايجابيا، وامتنعت عن التدخل في شؤون لبنان، وأوقفت دعمها للإرهابيين، وتحولت إلى لاعب منتج على الساحة العالميةquot;.

وأضاف quot;ليس هذا هو الوضع اليوم، طالما أن دمشق لا تؤدي دورا ايجابيا وبناء، فإنها تواصل عزل نفسهاquot;، الا ان الثابت هنا ان اوربا تمضي نحو دمشق دون التفات الطرفين نحو العم سام المشغول حاليا بانتخاباته وأعاصيره ، ولكن لم يتوقع مراقبون حلحلة قريبة لأمور المنطقة ، مشيرين الى الوضع السياسي الحالي في اسرائيل ، والى ان الرئيس الاميركي القادم الى البيت الأبيض باستطاعته ان يحجز تذكرة متقدمة في قطار السلام الشامل في المنطقة الذي لن يكون بكل تأكيد هذا العام.

بقي ان نأخذ ايضا بعين الاعتبار مانشرته صحيفة فور وورد الاميركية ، والتي اكدت ان مجموعة عمل سورية اميركية تعيد بناء الجسور بين دمشق وواشنطن مؤلفة من الوفد السوري الذي زار الولايات المتحدة مؤخرا والمؤلف من الاقتصادي السوري سمير سعيفان، والمحلل السياسي سامي المبيض والدكتور سمير التقي ، وأعضاء الفريق الأميركي المؤلف من السفير السابق في إسرائيل صموئيل لويس، والسفير السابق في سورية تيودور قطوف ومستشار إدارة كلينتون لشؤون الشرق الأوسط روبرت مالي وجون مارك رئيس ومؤسس منظمة البحث عن أرضية مشتركة ، ويرأس مجموعة العمل المشتركة توماس دين.

وقد وضعت استراتيجية لتحسين العلاقات السورية الاميركية ، بعد عدة لقاءات بين اعضاء الوفد ، لتعود العلاقات الى طبيعتها في غضون العام المقبل ، ورغم ان الوفد السوري غير ذي صفة رسمية الا ان الذي ناقش جدول اعمال زيارة الوفد السوري الى الولايات المتحدة الاميركية هو السفير السوري في واشنطن عماد مصطفى ، بحسب الصحيفة الاميركية .