موسكو: يصل وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى موسكو اليوم (الاثنين) ليستعرض تطورات الوضع في القوقاز مع الرئيس الروسي كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اندريه نيستيرينكو، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يتطلع إلى بحث تنفيذ الخطة التي اتفق عليها الرئيسان الروسي والفرنسي في 12 أغسطس لتسوية ما ترتب على اعتداء القوات الجورجية على أوسيتيا الجنوبية في ليل 7 على 8 أغسطس.

ويشار إلى أن الأوروبيين يرون أن روسيا لم تنفذ هذه الخطة بحذافيرها حتى الآن لأن عسكرييها ما زالوا موجودين، مثلا، في مدينة بوتي الجورجية البعيدة عن منطقتي النزاعين الجورجي - الأبخازي والجورجي - الأوسيتي. ويأتي الوفد الأوروبي باقتراح يدعو إلى نشر قوة بوليسية قوامها 150 إلى 200 شرطي من بلدان الاتحاد الأوروبي في ما يسمى بالمنطقة الآمنة حول أوسيتيا الجنوبية في مكان قوة حفظ السلام الروسية.

وكانت موسكو قد أعلنت عن استعدادها لمناقشة هذا الاقتراح بالإضافة إلى ما سماه مسؤول في الخارجية الروسية بخارطة الطريق لتحقيق الأمن في أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية اللتين اعترفت روسيا باستقلالهما في 26 أغسطس. كما تصر موسكو على وجوب عقد اتفاق عدم استخدام القوة بين جورجيا وأوسيتيا الجنوبية. وسيحاول ممثلو الاتحاد الأوروبي بدورهم إقناع روسيا بالعودة عن الاعتراف باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

ومن المفروض أن يناقش ساركوزي نتائج محادثات الوفد الأوروبي في موسكو مع الرئيس الجورجي ميخائيل سآكاشفيلي في تبليسي في يوم الثلاثاء. ومن المنتظر أن يشهد هذا اليوم (9 سبتمبر) مفاجأة تفجرها روسيا معلنة عن إقامة علاقات دبلوماسية مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.

ميدفيديف: تهيئة روسيا لمواجهة حرب حقيقية

وكان وصف ميدفيديف خلال جلسة عقدها مجلس الدولة في يوم السبت الماضي وحضرها حكام الأقاليم الروسية، وصف للمرة الأولى ما جرى ويجري في جورجيا بـquot;الحرب الحقيقيةquot;، مشددا على وجوب تعزيز الأمن القومي وتغيير السياسة الخارجية.

ومن الأسباب التي تدعو روسيا للعمل على تعزيز أمنها، استمرار الولايات المتحدة الأميركية في إمداد نظام الحكم الجورجي بالأسلحة في صورة إمدادات إغاثة وبقاء سفن عسكرية لحلف شمال الأطلسي في البحر الأسود. وإزاء ذلك رأى المشاركون في الجلسة ضرورة أن تعزز روسيا أمنها عسكريا وغذائيا وصناعيا. وأعلن وزير الزراعة الروسي ألكسي غوردييف في اليوم نفسه عن رصد اعتمادات إضافية قدرها 102 مليار روبل لزيادة إنتاج اللحوم والألبان.

ودعا الرئيس ميدفيديف إلى وجوب إعادة النظر في إستراتيجية السياسة الخارجية، لافتا إلى quot;محاولة ممارسة ضغط سياسيquot; على روسيا، قائلا quot;إنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئا، فالعالم تغير بعد 8 أغسطس عندما أيدنا مئات الملايينquot;. ويُفترض أن تركز روسيا على المسار الأوراسي لسياستها الخارجية.

وتضاربت آراء الخبراء حول نتائج جلسة مجلس الدولة. فقد رأى محللون ليبراليون أن التغيرات المرتقبة قد تترك أثرها السلبي على الاقتصاد الروسي والحياة العامة في حين دعا الخبير دميتري يفستافييف إلى إقامة تمثال لميخائيل سآكاشفيلي وجورج بوش كصاحبي فضل كبير في دفع روسيا لتأهيل نفسها لواجهة المستجدات الدولية من خلال الاعتماد على الذات وحثّها على تقوية قدراتها.