صنعاء: أكدت مصادر مطلعة أن الهجوم الذي تعرضت له السفارة الأميركية في صنعاء الأربعاء أسفر عن جرح 13 شخصاً على أقل تقدير، مع معلومات غير مؤكدة عن سقوط ثلاثة قتلى. وذكرت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن الهجوم بدأ مع اقتراب أشخاص يستقلون سيارتين من الطوق الأمني الخارجي المحيط بالسفارة على بعد كيلومتر منها، وكان ركاب السيارة الأولى يرتدون ملابس الشرطة، وقد حاولوا التحدث إلى عناصر الأمن اليمني المكلفة بالحراسة، قبل أن تتطور الأمور إلى مواجهة مسلحة استُخدم خلالها الرصاص والقذائف الصاروخية. وقالت قناة العربية ان جماعة تطلق على نفسها اسم الجهاد الاسلامي في اليمن أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم وهددت بشن هجمات في مناطق أُخرى من الخليج.

واستغلت السيارة الثانية، التي كانت محمّلة بالمتفجرات، الاشتباك للتقدم واختراق البوابة الخارجية للطوق الأمني، غير أنها لم تتمكن من اجتياز الطوق الثاني البعيد بدوره عن السفارة، فانفجرت عند بوابته. وقال شهود عيان أن تعزيزات أمنية كبيرة بدأت تصل إلى المنطقة التي وقع فيها الهجوم، والمعروفة بحي السفارات شرقي صنعاء، وتُشاهد ثلاث أو أربع مروحيات في الأجواء حالياً.

من جانبه، قال راين غليها، الناطق باسم السفارة الأميركية في صنعاء إن هناك quot;العديد من الضحاياquot; جراء الهجوم، غير أنه ذكر عدم توفر معلومات لديه تحدد هويتهم أو عددهم. وقال غليها إن السفارة كانت تدرك حساسية الوضع الأمني في اليمني، خاصة quot;لجهة المخاطر الإرهابية المحتملة على المصالح الأميركية.quot; وكان شهود عيان قد أشاروا إلى أن عدداً من التفجيرات دوت في العاصمة اليمنية، صنعاء، على مقربة من موقع السفارة الأميركية، وذكر شاهد عيان بريطاني أنه سمع انفجاراً قوياً ترك quot;كرة لهبquot; قرب السفارة، تبعه تبادل بإطلاق النار لدقائق، ليُسمع بعد ذلك صوت المزيد من الانفجارات.

وأضاف الشاهد الذي يقطن مقابل مجمع السفارة الأميركية إنه لم يرى ضحايا جراء العملية، لكنه سمع من بعض السكان المحليين أن عدد المصابين quot;كبير،quot; مشيراً إلى أن الانفجار الأول أدى إلى اهتزاز المبنى الذي يسكن فيه. وقال شهود عيان إن سكان المنطقة المحيطة بالسفارة أبلغوا عن سماع تفجيرات، أعقبها إطلاق نار واندلاع حريق كبير في المنطقة.

ونقل موقع quot;المؤتمر نتquot; الإلكتروني التابع لحزب المؤتمر الحاكم، أن أجهزة الأمن تفرض طوقاً أمنياً مشدداً على مبنى السفارة،quot; مشيراً إلى معلومات حول تعرض المبنى لهجوم بسيارة مفخخة quot;أعقبه دوي عدة انفجارات متتالية.quot; وكانت السفارة الأميركية في صنعاء قد تعرضت في مارس/آذار الماضي لهجوم بقذائف هاون أسفر عن مصرع شخص واحد وإصابة ستة.

ودفع ذلك السلطات الأميركية إلى الطلب من موظفيها غير الأساسيين في سفارتها باليمن مغادرة البلاد في الثامن من أبريل/نيسان، على ضوء ازدياد المخاوف الأمنية. ويعود الهجوم الأخير على السفارة الأميركية باليمن قبل العام الحالي إلى الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2003 عندما قتل شخصان وأصيب عشرات آخرين حين اشتبكت الشرطة مع متظاهرين حاولوا اقتحام السفارة الأميركية في اليمن، عندما تجمهر حوالي 30 ألف متظاهر ضد الهجوم الأميركي على العراق.

وتمتلك الحركات المتشددة وجوداً قوياً في اليمن، ويضم معتقل غوانتانامو الأميركي العديد من المعتقلين اليمنيين الذين يعتقد أنهم على صلة بتنظيم القاعدة الذي يقوده أسامة بن لادن. وقد أجرت صنعاء عدة محاكمات لقياديات من القاعدة، كما شهدت البلاد حالات فرار لعناصر من التنظيم.