طلال سلامة من روما: اتهم فالتر فلتروني، رئيس حزب الديموقراطيين اليساريين، اليمينيين بتخريب ايطاليا عمداً، اقتصادياً وسياسياً وأخلاقياً. لا بل ان اليمينيين مسؤولين عن إبادة القيم الثقافية والتاريخية بإيطاليا مما يجعل المجتمع المحلي عنفواني وأناني يعاني من مشاكل اجتماعية لامتناهية على الرغم من الإجراءات الحكومية الصارمة التي تطال الطبقات الضعيفة حصراً. هكذا، قد تعيش الحرية والديموقراطية خريفاً رمادي اللون، في عهد برلسكوني. وقد تعاني ايطاليا من مرض الزهايمر(بمعنى فقدان ذاكرتها التاريخية) ان استمرت حكومة روما الحالية في وضع المدافعين الحقيقيين عن البلاد وجمهورية سالو الفاشية وألمانيا النازية على نفس المستوى التكريمي. فمن يختار سياسة النازيين سيجر ايطاليا الى الدمار الكامل.

وهذه المرة الأولى التي يهاجم فيها فلتروني ثقافة فريق برلسكوني التنفيذي وما يحتضنه من برلمانيين ومفكرين فاشيين داخله، بقسوة وجرأة. في سياق متصل، يتمسك فلتروني بأن حكومة برلسكوني تستغل خوف المواطنين وهوسهم الأمني لقمع المشاكل بدلاً من حلها. لا بل إنها تعاود مراجعة تاريخ ايطاليا لتبرئة الفاشيين من جرائمهم الفظيعة. ومن اللافت أن يلجأ فلتروني الى قنبلتين مؤقتين هما قطاعي التعليم والتكوين لمهاجمة نقاط ضعف برلسكوني. فالفكر الديموقراطي يضع التعليم محوراً لكل شيء ينبض بالحياة، في حين يعتبره اليمينيون تكلفة مادية ثقيلة ينبغي قطعها بأي ثمن. بالنسبة الى برلسكوني، فان مدرسة التعليم الوحيدة هي وسائله الإعلامية المحلية المضللة للحقائق، وما على الإيطاليين إلا الانخراط فيها للتعلم والتعليم والتكوين المهني.

وتشتد لهجة فلتروني خلال تعليقه على زيادة إدمان الشباب والشابات على الكوكايين. إذ هو يؤمن بأن مكافحة المخدرات تعني أوتوماتيكياً مكافحة المافيا. لإبادة هذه الأخيرة، على برلسكوني تأليف فريق حقيقي ينظر الى المافياويين بأنهم أعداء وليسوا أبطالاً تفتخر بهم البلاد. للآن، ما يزال الرد اليميني هزيلاً هدفه القمع فقط. فكيف تفسرون أخذ بصمات الأصابع الرقمية لأطفال أسر الغجر وزج المومسات وزبائنهن بالسجن. هل اتبعت باقي الدول الأوروبية، بغض النظر عن لون حكوماتها، ذات الطريق، أم أنه تقليد رديء النوعية لنظريات غربية تمييزية عرقية جمعها بعض المتعاونين مع برلسكوني، من هنا وهنالك؟