القاهرة: اثارت الاتهامات المتكررة للداعية الشيخ يوسف القرضاوي لايران بالسعي الى نشر المذهب الشيعي في الدول السنية انتقادات مثقفين مصريين وخصوصا قوله بانها تمارس نوعا من quot;الاستعمار الجديدquot;، حتى ذهب بعضهم الى التحذير من quot;فتنة بين السنة والشيعةquot;.

وكتب المفكر الاسلامي طارق البشري في صحيفة quot;الدستورquot; المصرية المعارضة السبت مقالا بعنوان quot;فتنة السنة والشيعةquot; ينتقد فيه ما اسماه quot;الفاشية ضد الشيعةquot; والتي قال ان العالم الاسلامي يشهدها الان.

واكد ان quot;الفاشية الان باسم السنة جميعا ضد الشيعة بعامة لهو اخطر ما يمكن ان يواجه الامة الاسلامية لانه يحول بأس المسلمين الى بعضهم البعض بدلا منquot; توجيهه الى quot;الغازين لارضهم المستعبدين لاوطانهمquot;.

والقلق من صراع سني شيعي ناجم عن تداعيات العنف الطائفي في العراق لدى اندلاعه في العام 2006.

وكان دعم ايران للشيعة في العراق عزز مخاوف بعض الدول الخليجية ذات الغالبية السنية خصوصا مع وجود اقليات شيعية مهمة فيها.

وقال البشري الذي كتب مؤلفات عدة في الفكر الاسلامي ابرزها سلسلة دراسات تحت عنوان quot;في المسألة الإسلامية المعاصرةquot;، ان quot;هذه الفاشية جمعت بين من عرفوا بالاعتدال وبين من عرفوا بالغلو ودعوا الى العنفquot; في اشارة غير مباشرة الى القرضاوي المعروف بانه من علماء المسلمين المعتدلين.

واعتبر ان الجدل حول quot;التبشير الشيعيquot; لا يفيد الا quot;السياسات الاميركية الاسرائيلية التي تعمل على محاصرة حزب الله وهو من اهم قوى المقاومة الوطنية (...) وضرب النظام الوطني في ايران المناوئ للعدوان الاميركي الاسرائيلي في المنطقةquot;.

وشدد الكاتب المصري على ان السنة الذين يشكلون quot;غالبيةquot; المسلمين يتحملون quot;بموجب حجم الغالبية ووزنها المسؤولية الاكبر في حفظ وحدة الجماعةquot;.

وقد جدد القرضاوي في تصريحات لقناة quot;اوربتquot; الفضائية السعودية الخميس اتهاماته لايران بالسعي لمد النفوذ الشيعي في الدول السنية.

ونقلت عنه صحيفة quot;المصري اليومquot; قوله quot;لا ارضى لبلد عربي او اجنبي مهاجمة ايران ولا ارضى ان تهاجم ايران اي بلد عربي خصوصا ان بعض الايرانيين لديهم احلام امبراطوية وهذا خطأ وخطرquot;.

وتابع ان quot;ما يحدث عمل منظم، غزو له اهدافه ووسائله ورجاله وليس غزوا دينيا انما سياسي. تحاول ايران فرض نفوذها على من حولها ونحن نرفض التبعية لاستعمار جديد ايراني او غير ايرانيquot;.

واضاف القرضاوي المقيم في قطر منذ سنوات عدة quot;عندما تركت مصر قبل 47 عاما لم يكن فيها شيعي واحد والان هناك الكثير منهم فمن ادخلهم في التشيع؟ ومصر هي بلد الازهر وقلعة السنةquot;.

ولا توجد احصائيات حول عدد الشيعة في مصر التي يشكل السنة الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة.

يذكر ان الازهر اعترف بالمذهب الشيعي الجعفري العام 1959 ابان عهد الشيخ محمود شلتوت.

من جهته، اكد كاتب اسلامي اخر هو فهمي هويدي ان quot;الزوبعة التي اثارها حديث القرضاوي عن الشيعة كشفت النقاب عن وجود تيارين او نمطين من التفكير في الساحة الاسلامية، احدهما مهجوس بالدفاع عن الطائفة، والثاني مشغول بالدفاع عن الامةquot;.

وحذر من ان quot;الاستغراق في الغيرة على المذهب علي النحو الذي ينتهي بشق الصفوف بما يؤدي الي اضعاف الجميع في مواجهة التحديات المصيرية التي لن ترحم الشيعة والسنة معاquot;.

وانتقد هويدي ضمنا القرضاوي اذ اعتبر انه quot;ليس غريبا ان يدخل المتعصبون والمهيجون في الجدل ما بين التيارين ولكن الغريب ان يصدقهم نفر من العقلاء، والاغرب ان يجذبوا الى صفهم بعض العلماء، وتلك كلها من تجليات الفتنةquot;.

وقد دار سجال بين القرضاوي ومراجع شيعية وجهت انتقادات عدة لمواقفه وتصريحاته حول ما يعتبره quot;مدا شيعياquot;.

وقال المرجع الشيعي اللبناني الشيخ محمد حسين فضل الله quot;لم اسمع عن الشيخ القرضاوي اي موقف ضد التبشير (المسيحي) الذي يريد اخراج المسلمين عن دينهم (...) او اي حديث عن اختراق العلمانيين او الملحدين للواقع الاسلاميquot;.

واعتبر الامين العام لمجمع التقريب بين المذاهب في ايران آية الله محمد علي تسخيري مطلع الشهر الجاري في بيان ان انتقادات القرضاوي للمذهب الشيعي quot;مثيرة للفتنة وناجمة عن ضغوط الجماعات التكفيرية والمتطرفة التي تقدم معلومات مفتراةquot;.

لكن القرضاوي رد مدافعا عن موقفه قائلا ان التسخيري quot;نسي انني لم اكن في يوم ما مثيرا للفتنة بل داعيا الى الوحدة والالفة ووقفت ضد هذه الجماعات المتطرفة وحذرت من خطرهاquot;.