الياس توما من براغ: دخلت تشيكيا في اختبار جدي للتأهل السياسي مع انتقال رئاسة الاتحاد الأوروبي إليها اليوم رسميا من فرنسا وذلك بسبب صعوبة الملفات التي تنتظرها بدءا من معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية التي ينتظر أن تظهر بشكل اكبر خلال هذا العام على دول الاتحاد وانتهاء بمعالجة التصعيد الخطير القائم في غزة وانتهاء بإخراج الاتحاد الأوروبي من الطريق المسدود الذي دخله منتصف العام الماضي عندما رفض الناخبون الايرلنديون إقرار اتفاقية لشبونة رغم أنها أساسية لإصلاح مؤسسات الاتحاد الأوروبي وتعميق عملية التكامل الأوروبي .

وعلى الرغم من أن حكومة ميريك توبولانيك قد أكدت أنها استعدت بشكل جيد للرئاسة الأوروبية غير أن عدم توصلها إلى اتفاق quot;هدنة quot; مع المعارضة القوية في البلاد التي تريد إجراء انتخابات برلمانية مبكرة هذا الصيف أو في الخريف كحد أقصى وعدم امتلاك الحكومة الآن أغلبية واضحة في البرلمان بسبب الانشقاقات التي حدثت في بعض أحزاب الائتلاف الحاكم وخلاف الحكومة مع الرئيس التشيكي فاتسلاف كلاوس بشان بعض قضايا التكامل الأوروبي ومنها اتفاقية لشبونة يجعل الشكوك قائمة منذ الآن بشان تمكن حكومة توبولانيك من تحقيق نجاح نوعي في الرئاسة الأوروبية كالذي حققته فرنسا .

ويزيد الشكوك بمقدرة براغ على النجاح بالدور الذي بدأت تضطلع به الآن لأول مرة منذ انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي في أيار من عام 2004 هو عدم انضمامها إلى منطقة اليورو حتى الآن على خلاف جارتها سلوفاكيا وعدم إقرارها حتى الساعة اتفاقية لشبونة الأمر الذي يمكن له أن يحد من دورها في معالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية على الدول المنضمة إلى اليورو ويضعف دورها في مساعدة الحكومة الايرلندية على البحث عن حل لمصادقة على اتفاقية لشبونة .

وفيما حدد رئيس الحكومة التشيكية اولويات بلاده للستة اشهر القادمة في رئاسة الاتحاد بمعالجة تداعيات الأزمة المالية العالمية وبضمان امن وتعدد مصادر الطاقة الدول الاتحاد والتركيز على البعد الشرقي للسياسة الأوروبية وتكامل منطقة غرب البلقان مع الاتحاد اعترف وزير خارجيته كارل شفارتسينبيرغ بان معالجة الوضع الخطير القائم في غزه سيكون التحدي الأول لبراغ لإثبات الذات مشيرا إلى انه سيتوجه الأحد القادم إلى منطقة الشرق الأوسط للبحث عن حل مع وفد أوروبي.

وعلى الرغم من تشديد شفارتسينبيرغ على أن مواقفه التي سيعلنها بعد اليوم بشان الأوضاع والتطورات في مختلف دول العالم والمناطق ستعكس مواقف الاتحاد الأوروبي وليس مواقف بلاده إلا أن الموقف الذي أعلنه خلال الأيام الأولى من الهجوم البربري الإسرائيلي على غزة ودفاعه عن quot;حق quot; إسرائيل بالدفاع عن النفس وإدانته لحماس يجعل الشكوك قويه بقيام الدبلوماسية التشيكية بلعب دور متوازن وحيادي في قضايا الشرق الأوسط .

ولم يخف العديد من المسؤولين الإسرائيليين مراهنتهم على براغ في فتح المزيد من أبواب الاتحاد الأوروبي أمامهم الأمر الذي أكده أيضا شفارتسنبيرغ ونائب رئيس الحكومة للشؤون الأوروبية ألكسندر فوندرا من خلال إعلانهما عن رغبتهما بتنظيم أول لقاء قمة quot; تاريخي quot; بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في براغ بهدف رفع مستوى العلاقات بين الطرفين الأمر الذي يعتبر حسب الأوساط العربية واليسارية التشيكية هنا في حال تحقيقه مكافأة مجانية تقدمها أوروبا لإسرائيل على سياساتها العدوانية .