سانتياغو دي كوبا: بدأ الكوبيون الخميس الاحتفال بالذكرى الخمسين للثورة الكوبية احد اخر الثورات الماركسية في العالم في غياب زعيمهم التاريخي فيدل كاسترو بسبب وضعه الصحي وفي جو من التقشف الكبير بسبب الوضع الاقتصادي الصعب.

وبدأت مراسم الاحتفال في سانتياغو دي كوبا (جنوب شرق) عند الساعة 18,00 بالتوقيت المحلي (الساعة 23,00 ت.غ.) بعرض مشاهد ارشيف ولا سيما مقتطفات من خطاب قائد الثورة في ساحة سيسبيديس في سانتياغو دي كوبا حيث اعلن فيدل كاسترو عندما كان في سن الثانية والثلاثين قبل خمسين عاما بالتحديد quot;بدء الثورةquot;.

ويلقي راوول كاسترو شقيق فيدل (82 عاما) وخليفته الذي ارتدى الزي العسكري، كلمة خلال المراسم التي تجرى من دون اي حفاوة وفي جو من التقشف بسبب الصعوبات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها البلاد الخاضعة منذ 47 عاما لحصار اميركي.

ويبقى فيدل كاسترو الذي تحدى من جزيرته عشرة رؤساء اميركيين الغائب الاكبر عن هذه الاحتفالات. ولم يشارك فيدل كاسترو في اي مناسبة علنية منذ مرضه في تموز/يوليو 2006 الذي اجبره على التخلي عن السلطة. لكنه هنأ quot;الشعب البطلquot; في كوبا على هذه الذكرى في رسالة نشرتها صحيفة غرانما في صدر صفحاتها.

وعشية هذه الاحتفالات اعتبر راوول كاسترو (77 عاما) ان الثورة quot;لم تكن فاشلةquot; رغم الصعوبات الاقتصادية الجمة التي نسبها الى الحصار الاميركي. وحذر الرئيس الكوبي quot;يجب الان نفكر ان كل شيء سيكون سهلا الان بل ان الامور قد تكون اصعبquot; . وقال مسؤول كوبي ان quot;الاحتفالات لن تكون بالضخامة التي نتمناها بسبب الوضع الاقتصاديquot;.

ولا يشارك اي من قادة اليسار في اميركا اللاتينية في احتفالات سانتياغو دي كوبا لكن بعضهم اشاد بالثورة وبزعيمها التاريخي فيدل كاسترو امثال ايفو موراليس (بوليفيا) ودانيال اورتيغا (نيكاراغوا) وهوغو تشافيز (فنزويلا).

وقال الرئيس البوليفي quot;مر خمسون عاما على تحرر الشعب الكوبي من الامبراطورية الاميركية. وتحولت كوبا وشعبها وقادتها الى رمز لتحرير شعوب العالمquot;.

وبنتيجة حركة تمرد استمرت 25 شهرا اعلن فيدل كاسترو quot;انطلاق الثورةquot; في خطاب القاه من على شرفة مقر بلدية سانتياغو بعد فرار الدكتاتور فولخينسيو باتيستا الى الخارج.

وتحولت الثورة الكوبية التي قادها ايضا الثائر الارجنتيني الاسطوري ارنتسو تشي غيفارا (1928-1967) الى ماركسية العام 1961 بعيد محاولة منفيين كوبين مدعومين من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية اجتياح quot;خليج الخنازيرquot;.

وفرض الرئيس الاميركي جون كينيدي في شباط/فبراير 1962 حصارا على كوبا لا يزال ساري المفعول حتى الان. وقد وعد الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما بتخفيف الحصار.

وفي واشنطن اكد ناطق باسم البيت الابيض ان رسالة الرئيس المتنهية ولايته جورج بوش هي ان quot;الولايات المتحدة ستستمر في دعم سعي الشعب الكوبي الى الحريةquot;.

وقال رولاندو غونزاليس (68 عاما) وهو من سكان هافانا quot;لقد كانت خمسون سنة من النضال والتضحية (..) والان يقول راوول ان علينا ان نعصر النفقات هناك دائما سبب او اخرquot;.

وعانت كوبا في 2008 من آثار ثلاثة اعاصير سببت بحسب السلطات خسائر بقيمة عشرة مليارات دولار (20 % من اجمالي الناتج الداخلي) وجعلت البلاد غير قادرة على سداد البعض من ديونها. وهي لا تزال رسميا تعيش في ظل quot;فترة استثنائية في زمن السلمquot;.

واعلن هذا الوضع لدى سقوط النظام السوفياتي الحليف في 1991 ما ادى الى ازمات كبيرة وهجرة جديدة لآلاف الكوبيين الى الخارج خصوصا باتجاه فلوريدا على متن قوارب.

غير ان جزيرة كوبا التي يبلغ عدد سكانها 11,2 مليون نسمة وجدت شركاء جدد خصوصا فنزويلا التي تمنحها مئة الف برميل من النفط يوميا وايضا دولة الصين quot;الشقيقةquot;. بيد ان ظروف عيش الكوبيين الذين تبلغ معدلات اجورهم الشهرية 20 دولارا لا تزال صعبة وهم يعيشون خصوصا بفضل الاقتصاد الموازي.

ولا تزال قضية الحقوق والحريات من القضايا الحساسة جدا في كوبا في الوقت الذي يؤكد فيه منشقون كوبيون تتهمهم السلطات بانهم عملاء للولايات المتحدة، وجود 219 quot;سجينا سياسياquot; في كوبا. والمنشقون، المنقسمون فيما بينهم، غير معروفين جدا في كوبا حيث يخضع الاعلام والانترنت الى رقابة مشددة.