حماس تقصف عسقلان وإسرائيل تتحدث عن إصابات
حشود عسكرية برا والأجانب يغادرون غزة عن طريق إسرائيل


حرب نفسية إسرائيلية عبر الهاتف ضد أهل غزة

نجلاء عبد ربه من غزة، وكالات: أكملت القوات الإسرائيلية حشوادتها البرية على تخوم قطاع غزة، في الوقت الذي تتسارع فيه وتيرة القصف الجوي على أنحاء متفرقة من قطاع غزة. وتشارك بالإضافة للطائرات الحربية من نوع F16 والطائرات العمودية وطائرات الإستطلاع، عدد كبير من الزوارق الحربية الإسرائيلية على كافة شواطئ مدن قطاع غزة الساحلية، وعدد آخر من الدبابات المتمركزة على الحدود مع غزة في قصف كافة المناطق، تمهيداً لدخول غزة البري من كافة الإتجاهات.

ويبدو، بحسب متابعين للوضع الأمني في قطاع غزة، فإن سماح إسرائيلي بخروج كافة الأجانب من غزة، تمهيداً لمرحلة مقبلة في غضون أيام قليلة. وقال الكاتب والمحل السياسي الدكتور هاني العقاد لإيلاف أن إجلاء الأجانب من غزة يعني إصرار إسرائيلي على أكمال خطتها العسكرية التي أقرتها مسبقاً. وأضاف quot;المراحل التي تتحدث عنها القيادات العسكرية الإسرائيلية، منها الدخول البري لقطاع غزة، ولهذا طلبت من الأجانب الخروج من غزة بأسرع وقتquot;.

ومن المقرر أن يغادر أكثر من 400 أجنبي قطاع غزة صباح اليوم، بعد أن غادر ما يقارب الـ 300 منهم في وقت سابق، حيث تقوم سفارات الدول المختلفة حث مواطنيها على المغادرة وعمل ما يلزم لتأمين خروجهم. وسيتم خروجهم من معبر بيت حانون quot;ايريزquot;.

لكن العقاد ألمح إلى أن إسرائيل تهدف بالأساس من عمليتها العسكرية إلى خلق حالة من النزوح الجماعي الفلسطيني لصحراء سيناء المصرية، وهو ما تعلمه مصر جيداً، ولذلك قامت بتعزيزات كبيرة على حدودها مع قطاع غزة، تحسباً لموجة النزوح الجماعي في حالة دخول مئات الدبابات الإسرائيلية لقطاع غزة.

قصفت المقاومة الفلسطينية مدينة عسقلان القريبة من غزة بصلية من الصواريخ، فيما تحدثت وسائل اعلام اسرائيلية عن سقوط عدد من الإصابات. وتشترط إسرائيل وقف إطلاق النار، بحسب صحيفة معاريف العبرية، في حال وقف مطلق للصواريخ الفلسطينية نحو النقب الغربي، والتوقف المطلق لتهريب السلاح والوسائل القتالية، وعدم فتح المعابر إلا بالإتفاقية الدولية التي أبرمت في العام 2005 بين مصر والفلسطينيين والإتحاد الأوروبي، وقف تعاظم حماس كما جرى في أثناء التهدئة الأخيرة، وإقامة آلية دولية تشرف وتتأكد من أن حماس بالفعل تفي بهذه الشروط.ويأتي إعلان عن هذه الشروط يوم سفر وزيرة خارجية إسرائيل تسيبي ليفني إلى باريس للقاء الرئيس ساركوزي، بعد قامت فرنسا بطرح مبادرتها لوقف إطلاق النار.

من ناحيته أكد المحلل العسكري العقيد علاء الغرباوي أن إسرائيل لا زالت مرعوبة من تجربتها السابقة في لبنان في حرب تموز 2006. وأوضح لإيلاف أن القيادة العسكرية الإسرائيلية لم تضع أهدافا واضحة دقيقة لهذا الهجوم على غزة خشية من إخفاقها وعدم تمكنها من تحقيق أهدافها العسكرية. وأضاف quot;سوف تتعامل إسرائيل مع الفعل وردات الفعل بالنسبة للتنظيمات الفلسطينية المسلحة، وتقيّم الوضع الميداني باستمرار، وهو ما يعني أن إسرائيل التي تملك جيشاً نظامياً يقع الآن في تخبط وعدم مجاراة الأمور لصالحهquot;.

ويعتقد الغرباوي أن إسرائيل لن تقدم على إعادة إحتلال قطاع غزة من جديد، quot;فهي لا تريد أن تعود كدولة احتلال مباشر وتتحمل تبعات القطاع من كافة النواحي، عوضا عن أن إعادة احتلال القطاع بحاجة إلى وقت طويل، مما يستفد كافة طاقاتها، ويمكن المقاومة الفلسطينية من أعادة صفوفها بشكل أفضلquot;.

وأشار الكاتب والمحلل السياسي يوسف صادق إلى أن عامل الوقت لا يعمل لصالح إسرائيل. وأوضح لإيلاف أن إستمرار الهجوم على غزة سيعمل على توحيد الفلسطينيين بعد الإنقسام الذي حصل قبل عام ونصف وسيطرة حركة حماس على قطاع غزة عسكرياً.

وقال صادق لإيلاف quot;الفرصة الأساسية أمام المقاومة الفلسطينية هو دخول دبابات إسرائيلية لقطاع غزة، وهو ما يعني عدم تمكن الطائرات الحربية الإسرائيلية من قصف أماكن تواجد تلك الدبابات، وبالتالي تعوّل المقاومة على إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي، على غرار حربها مع حزب الله في تموز من العام 2006م، عندما تمكن مقاتلي حزب الله من إلحاق خسائر كبيرة في الدبابات الإسرائيليةquot;.وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تستعد لمعركة طويلة مع إسرائيل، وهو ما يفسر رفض حركة حماس التي تتزعم المقاومة حالياً في غزة لأية هدنة.

وكانت إسرائيل قد أغلقت الضفة الغربية بشكل كامل لمدة 48 ساعة ، تحسبا ليوم الغضب الفلسطيني يوم الجمعة، ولمحاصرة التطورات الشعبية المتنامية في مدن وبلدات الضفة. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي قد قام مساء أمس بتكثيف غاراته الجوية على قطاع غزة ن حيث تم قصف مقر الرئاسة الفلسطينية للمرة الثالثة وعدد من المنازل في وسط وشمال غزة، وعدد من المواقع العسكرية والأمنية المختلفة، كما سبق تدمير كامل لمنزل القيادي في حماس نزار ريان الذي قتل هو وإحدى زوجاته وعدد من أبنائه.

وإستهدفت الطائرات الإسرائيلية منذ الساعات الأولى من صباح اليوم العديد من المنازل لمواطنين في شمال قطاع غزة عرف منهم منزل لعائلة بارود مكون من أربعة طوابق ومنزل لعائلة أبو حبل مكون من ثلاثة طوابق، كما استهدف القصف ورش للحدادة وبيارات زراعية.

الضفة والمسجد الأقصى

الى ذلك اعلن الجيش الاسرائيلي انه قرر فرض اغلاق على جميع انحاء الضفة الغربية ابتداء من فجر اليوم يشمل منع الفلسطينيين من دخول اسرائيل. وذكرت الاذاعة العبرية صباح اليوم quot; ان هذا الاغلاق الذي سيستمر ثماني واربعين ساعة جاء بامر من وزير الدفاع ايهود باراكquot; مشيرة الى ان هذا القرار يسرى منذ منتصف الليلة الماضية . واوضح الجيش الاسرائيلي في بيان له quot;ان الحالات الانسانية والاشخاص الذين في حاجة الى مساعدة طبية سيتم السماح لهم بدخول اسرائيلquot;.

ولم يشر البيان الى سبب قرار الاغلاق هذا الذي اتخذه باراك غير ان صحيفة quot;جيروزاليم بوستquot; الاسرائيلية اكدت على موقعها على الانترنت ان قرار فرض الاغلاق جاء في اعقاب تحذيرات من ان من وصفتهم quot;بمتشددينquot; فلسطينيين يخططون لشن هجمات داخل اسرائيل. وقالت quot;ان هذه الهجمات ستنفذ انتقاما من الهجمات الاسرائيلية على حركة المقاومة الاسلامية quot;حماسquot; في قطاع غزة.

وكانت حركة حماس طالبت الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية باعتبار اليوم الجمعة quot;يوم غضبquot; . وقالت الحركة في بيان وزع بغزة quot;فليكن يوم الجمعة يوم غضب ضد الاحتلال الصهيوني ويوم مسيرات عارمة تنطلق من المسجد الاقصى المبارك وكل مساجد الضفة (الغربية) عقب صلاة الجمعة تضامنا مع اهلنا في غزةquot;. واعلنت الشرطة الاسرائيلية اليوم انها نشرت الافا من عناصرها في مدينة القدس وحددت الوصول الى المسجد الاقصى لاداء صلاة يوم الجمعة فيه. وتقرر ان يسمح للرجال الذي هم فوق سن الخمسين ويحملون بطاقات هوية اسرائيلية بالوصول الى المسجد من دون فرض اي قيود على وصول النساء.

وكانت اسرائيل قد اغتالت امس الدكتور نزار ريان القيادي في حركة quot;حماسquot; (49 عاما) في غارة جوية نفذها الطيران الحربي على منزله ما ادى الى تدمير منطقة سكنية بالكامل واستشهاده مع عدد كبير من افراد عائلته. كما ادت هذه الغارة الى اصابة عشرات المواطنين بجراح فيما بدا انها مجزرة مروعة استهدفت مدنيين امنيين في بيوتهم التي انهارت عليهم.

منشورات اسرائيلية

والقى الطيران الاسرائيلي على غزة آلاف المنشورات التي تدعو الفلسطينيين الى ابلاغه باماكن وجود مقاتلين لحماس، حسبما ذكر شهود عيان اليوم الجمعة. وقال الجيش في بيانه الذي كتب باللغة العربية ان quot;مطلقي الصواريخ والعناصر الارهابية يشكلون خطرا عليكم وعلى عائلتكمquot;.

وادرج في المنشورات رقم هاتف وعنوانا الكترونيا لارسال اي معلومات عن quot;نشاط العناصر الارهابيةquot;، مؤكدا ان الجيش quot;سيرحب بجميع المعلومات المتوفرة لديكم بدون الحاجة الى ذكر تفاصيلكم الشخصيةquot;.

وقال quot;اذا كنتم ترغبون في تقديم العون والمساعدة لاهاليكم واخوانكم في القطاع ما عليكم الا الاتصال على الرقم (...) لاطلاعنا على مواقع منصات الصواريخ والعصابات الارهابية التي جعلت منكم رهينة لعملياتهاquot;. وكتب الجيش في نهاية البيان quot;صونا لامنكم نرجو منكم المحافظة على السرية التامة عند اقامة اي اتصال بناquot;.

الاف الفلسطينيين يتظاهرون في رام الله

وتظاهر الاف الفلسطينيين الجمعة في شوارع رام الله في الضفة الغربية احتجاجا على الهجمات الاسرائيلية وانطلقت التظاهرة من وسط رام الله بعد صلاة الجمعة بمواكبة كبيرة من الشرطة الفلسطينية. وحمل المتظاهرون الاعلام الفلسطينية واعلام حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ،الى جانب لافتات لحركة حماس.

وردد المشاركون في التظاهرة شعارات مؤيدة لقطاع غزة وهتفوا quot;بالدم بالروح نفديك يا غزةquot;. كما اطلقوا صيحات دعم لحركة حماس داعين رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية الى quot;قصف تل ابيبquot;.

ونظمت التظاهرة بدعوة من الفصائل الوطنية الفلسطينية وحركة حماس التي اعلنت الجمعة ، quot;يوم غضب ضد الهجوم على غزةquot;. وتمنع الشرطة الفلسطينيينة عادة التظاهرات التي تدعم حماس في الضفة الغربية وذلك منذ سيطرة الحركة على قطاع غزة في حزيران/ يونيو 2007.

ايران تطالب بوقف فوري للهجمات الاسرائيلية

بدوره طالب وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في خطاب خلال صلاة الجمعة بوقف فوري للهجمات الاسرائيلية على غزة وانهاء الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني. وقال متكي quot;نطلب وقفا فوريا لاطلاق النار ووقف الهجمات ومساعدة شعب غزة وكذلك انهاء الحصار وفتح كل الحدود خصوصا البحريةquot;. وندد بتحرك البحرية الاسرائيلية التي تمنع quot;مثل القراصنةquot; وصول المساعدات الى الشعب الفلسطيني. وانتقد متكي ايضا الدول العربية ومجلس الامن الدولي ومنظمة المؤتمر الاسلامي لquot;تقاعسهاquot;. وتعد ايران التي لا تعترف بوجود دولة اسرائيل، حليفا لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) وتقدم لها مساعدة مالية كبيرة.

وقال وزير الخارجية الإيرانية إن quot;إسرائيل خرقت في غزة كل القوانين والمواثيق الدولية بما فيها معاهدة جنيف، حيث أن المقدسات الإسلامية تنتهك اليوم جراء هذا العدوانquot;، مشيراً إلى أن كل المعادلات الفرنسية والأميركية قد quot;فشلت في حلّ مشاكل الشرق الأوسطquot;. واعتبر أن إسرائيل لن ترضخ لأي قرار إلا quot;تحت المقاومة كما حصل في لبنانquot;، مضيفاً أنه يتوجب على القادة في السلطة الفلسطينية العودة إلى الرأي العام الفلسطيني في قراراتهم. وقال متكي إن هناك في مجلس الأمن من يعمل ضد مصالح الشعوب، معتبراً أن المجلس ليس جديراً في الدفاع عن حقوق الشعوب.

من ناحية أخرى وصف رجل الدين الإيراني وعضو مجلس الخبراء أحمد خاتمي الرئيس المصري حسني مبارك بـquot;الحاكم المجرمquot;، وقال إنه يشارك في quot;الجرائم الفظيعةquot; التي تحصل في غزة. وقال خاتمي إن quot;القتل والبطش والتنكيل بالشعوب من طبيعة الديمقراطية الغربية التي يتشدق بها الغرب دائماquot;، وما يحصل في غزة يكشف عن الوجه الحقيقي لليبرالية والديمقراطية المزعومة. وأسف للصمت المطبق الذي يلتزمه بعض زعماء الدول العربية إزاء ما يجري في غزة.