خلف خلف من رام الله: تواصل إسرائيل حربها النفسية ضد مواطني قطاع غزة، وذلك عبر الغارات الوهمية والفعلية التي باتت تستهدف والبيوت. وغالبًا الاتصال بسكانها ومطالبتهم بالمغادرة قبل وقوع القصف بدقائق معدودة. وتكشف معطيات إسرائيلية نشرت اليوم الجمعة أن ضباط الجيش الإسرائيلي ورجال المخابرات اتصلوا بـ 9 ألاف صاحب منزل في غزة وطالبوهم بإخلاء منازلهم، بسبب قربها من منازل قيادات حركة حماس أو مخازن سلاح تعود إلى الأجنحة العسكرية الفلسطينية، والتي من شأنها أن تقصف.
واغتالت الطائرات الإسرائيلية أمس القيادي البارز في حركة حماس نزار ريان، ولمس اليوم الجمعة نقاشا عاصفًا في الصحف العبرية حول المبررات القانونية لهذا الاغتيال لا سيما أنه ذهب ضحيته أكثر من 13 مواطنا فلسطينينًا، نسبة منهم من الأطفال والنساء، وأغلبهم من عائلة ريان.
الروايات التي نقلتها صحيفتا، معاريف، ويديعوت، في أعددهما الصادرة اليوم تضاربت بخصوص إبلاغ منزل ريان بالقصف بشكل مسبق. إذ قالت معاريف إنه قبل الهجوم على منزل ريان اتصل الجيش الإسرائيلي بمنزله وابلغه عن النية بالهجوم ولكن كبير حماس بقي في المكان هو وأبناء عائلته الذين قتلوا معه. وعلق مصدر أمني إسرائيلي على الحدث بالقول: quot;يبدو أنه لم يصدق بأننا سنقصف المبنىquot;. في المقابل قالت صحيفة يديعوت، إن محافل الأمن الإسرائيلية اتصلت في منزل ريان، وتردف: quot;ولكن بزعم الجيش لم يستجب سكان البيت إلى الهاتفquot;.
وقطاع غزة بجميع منازله وبناياته ومؤسساته يشكل منذ نحو أسبوع أرضًا مفتوحة للهجمات الجوية الإسرائيلية، التي استهدفت المنازل والمؤسسات والجامعات، بالإضافة إلى أكثر من 9 مساجد سويت بالأرض، بحجة اختباء مقاتلي حركة حماس بداخلها، وزعم استخدامها مخازن للأدوات القتالية. كما لوحت إسرائيل بإمكانية قصف مجمع الشفاء الطبي، بحجة وجود قادة حركة حماس بداخله، وتنكر بعض عناصر حماس بزي الأطباء.
ودأب الجيش الإسرائيلي في الماضي على إمهال المواطنين الفلسطينيين في قطاع غزة نحو ربع ساعة أو عشر دقائق لإخلاء منزلهم قبل قصفها، وهذا الأسلوب دفع الفلسطينيين إلى تطوير آليات مضادة له، وكان القيادي في حركة quot;حماسquot; نزار ريان من الشخصيات التي دعت المواطنين الفلسطينيين إلى الصعود إلى سطح كل منزل تهدد إسرائيل بقصفه، وذلك كمحاولة لتشكيل واقي بشري يحول دون إطلاق الطائرات الحربية لصواريخها تجاه المنزل.
بدورهم طور قادة الجيش الإسرائيلي أساليب مضادة للواقي البشري، منها، إطلاق صاروخ صغير محدد على جانب البيت المستهدف، مما يدفع المواطنين إلى الهروب من على سطحه، وبعد ذلك يقصف سلاح الجو الإسرائيلي البيت مع قذائف شديدة الانفجار.
العديد من المنازل في غزة أعربت خلال الأيام الماضية عن تلقيها اتصالات تطالبها بإخلاء منازلها، لا سيما عائلات القادة الكبار لحركة حماس، سواء العسكريين أم السياسيين، وبحسب المعطيات، فإن الرسائل التي يوجهها الجيش إلى سكان المنازل تكون بالعربية، وفي العادة تكون على الشاكلة الآتية: quot;اخلوا البيوت سنقوم بقصفهquot;. يخليها الأكثرون ويمحى البيت. وبعضهم لا يخلون، ويصعدون إلى السقف لإحداث وقاء بشري. تبدأ المروحيات الحربية إطلاق رشقات مدفعية قرب المكان فيهربون. وعندها يسوى البيت بالأرض.
وحتى اللحظة تختلف التوقعات المتعلقة بالهجوم الجوي الإسرائيلي على قطاع غزة، إذ يرى بعض المحللين السياسيين والعسكريين أن الهجوم في طريقه للتوقف نتيجة الجهود الدبلوماسية التي تبذل على المستويات العربية والدولية، بينما الدبابات وحاملات الجند الإسرائيليين التي تحتشد قبالة حدود غزة توحي بعكس ذلك، وتنبه إلى إمكانية توسيع الحملة لتشمل دخولاً بريًا إلى القطاع.