واشنطن: أخذت جهود الحزب الجمهوري لاختيار زعيم جديد لقيادته خلال حقبة تولي الرئيس المنتخب، باراك أوباما، الحكم مساراً لم تشهده المناسبات المماثلة في تاريخ الجمهوريين، وذلك عندما قررت اللجنة القومية للحزب عقد اجتماع في واشنطن خلف أبواب مغلقة لإخضاع المرشحين لمجموعة من المقابلات والاختبارات.

وطلبت اللجنة من جميع الصحفيين مغادرة القاعة وانتظار النتائج خارجها، لمعرفة الشخصية التي سيناط بها إخراج الحزب من عثرته التاريخية بعد ولاية الرئيس جورج بوش، وقام كبار قادة الحزب بطرح أسئلة على المرشحين الستة بغياب الإعلام، تناولت موقفهم من قضايا كثيرة، تراوحت ما بين مسائل الحرية الشخصية وتحديات التطور التقني.

وقال الرئيس الحالي للجنة القومية للحزب الجمهوري، مايك دانكن، إن كل مرشح حصل على وقت محدود للرد على أسئلة حمل بعضها طابعاً فلسفياً، في حين تعلق بعضها الآخر بالتنظيم الداخلي للحزب. ولم تقف المفاجآت عند هذا الحد، فبعد الاختبارات، قام أحد جيم غرير، أحد أبرز المرشحين لرئاسة الحزب، بعقد مؤتمر صحفي، أعلن فيه انسحابه من السباق لصالح مرشح آخر هو مايكل ستيل.

وذكر غرير أن قراره يأتي بسبب إعجابه بسياسة ستيل الذي قال إنه quot;لا يدرك حقيقة القيم المحافظة فحسب، بل يمتلك القدرة على طرح هموم الطبقة الوسطىquot; الأمر الذي يرشحه لحصد أصوات المجموعات غير الحزبية في الولايات المتحدة.

من جهته، رحب ستيل بقرار غرير، غير أنه رفض وصف الصحافة الأميركية له بأنه quot;معتدلquot; فأعرب عن شعوره بـquot;الفخرquot; لكونه محافظاً وفق المعايير اليمينية، ورأى في إطلاق صفة الاعتدال عليه quot;كذبة كبيرة.quot; ومن المقرر أن تحدد اللجنة القومية للحزب الجمهوري موقفها من المرشحين في عملية اقتراع ستجري نهاية يناير/كانون الثاني الحالي، وتشير المصادر التي حضرت اجتماع اللجنة إلى أن عقد الجلسة خلف أبواب مغلقة ساعد على إدارة نقاش صريح تطرق إلى مختلف القضايا السياسية والحزبية.