تراشق quot;سياسيquot; حول عاشوراء بين اكبر فصيلين بالائتلاف الشيعي
المالكي يرفض إستغلال الحكيم للشعائر لمصالح انتخابية
أسامة مهدي من لندن :
رفض حزب الدعوة الإسلامية العراقي بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إستغلال المجلس الأعلى الإسلامي برئاسة عبد العزيز الحكيم الموقف من شعائر عاشوراء لاسباب انتخابية في توسع لخلاف شيعي شيعي حولها، إثر مهاجمة نجل الحكيم عمار وعلماء في حوزة النجف لمستشار للمالكي وصف ممارسات شج الرؤوس واللطم والضرب بالسلاسل في عاشوراء بأنها بدع رافضين التشكيك بها معتبرين انها من ركائز الاسلام المهمة طالبين منه الاعتذار واصفين موقفه بأنه متناغم مع اراء السلفيين والتكفيريين.

وجاء هذا التراشق الكلامي بين اكبر فصيلين في الائتلاف الشيعي الحاكم وهما حزب الدعوة والمجلس الاعلى حول الموقف من شعائر عاشوراء مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري نهاية الشهر الحالي والتي دخل فيها الفصيلان في قائمتين منفصلتين للمرة الاولى منذ تشكيل الائتلاف عام 2005 وخوضهما موحدين تحت رايته في مرحلتي انتخابات عامة اوصلته الى الحكم منذ ذلك العام لكنهما يدخلان الانتخابات المقبلة بقائمتين منفصلتين وسط اجواء مشحونة بينهما .
ففي تصريحات له وصف حسين الشامي القيادي في حزب الدعوة قبل ايام الطقوس والشعائر التي يمارسها الشيعة في عاشوراء ذكرى مقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عام 61 للهجرة بأنها من البدع وقد quot;جاءت من الفرس والترك وغيرهم من الاقوامquot; .

وقد رد حزب الدعوة اليوم على موقف عمار الحكيم نائب رئيس المجلس الاعلى الرافض لاراء القيادي في الدعوة واصفا اياه بأنه quot;أفتراءات ظالمةquot; .
واضاف في بيان صحافي ارسل الحزب نسخة منه الى quot;ايلافquot; انه يعلن quot;بشكل واضح وصريح عن رفضه المطلق لكل ما يسيء إلى الشعائر الحسينية ومشاعر الجماهير السائرة على نهج النهضة الحسينية المباركةquot;. وقال quot;من ناحية أخرى نود إعلام الجماهير الحسينية الواعية أن بعض الأوساط غير الواضحة والتي تستخدم عناوين تضليلية تحاول إشاعة افتراءات كاذبة حول الشعائر الحسينية الشريفة فيها إساءة إلى حزب الدعوة الإسلامية هدفها التشويش على مسيرة العملية الانتخابية التي مازالت ولله الحمد تسير بهدوء وشفافية معبرة عن تلاحم العراقيين وأصالتهمquot;.

وشدد بالقول quot;إن موقف حزب الدعوة الإسلامية من الشعائر الحسينية واضح وصريح منذ البداية يتبنى رأي المرجعية الدينية العليا صاحبة الكلمة الفصل في مثل هذه الأمورquot; .. في تنصل من موقف عضو قيادته الشامي ومؤيد لمرجعية آية الله السيد علي السيستاني التي تجيز شج الرؤوس اذا لم يكن فيها ضرر وجاء في نصها (ان اقامة الشعائر الحسينية من ابرز مصاديق تعظيم شعائر الله فهي مندوب إليها ما لم يصحبها ما يناسب مجالس اللهو والعياذ بالله .. والاضرار بالجسد ما لم يؤد الى الهلاك وما حكمه فلا دليل على حرمته) .
واكد الحزب مشيرًا quot; نرفض رفضًا قاطعًا تسييس الشعائر الحسينية واستغلالها لتصفية الحسابات الحزبية والمعارك الانتخابية وغيرها، وألا يتحول دم سيد الشهداء الإمام الحسين (عليه السلام) إلى سوق للمزايدات حول مسألة الولاء للنهضة الحسينية المباركة فكل أبناء العراق حسينيون وفي خط النهج الحسيني المبارك .. كما ندين محاولة البعض احتكار ذكرى عاشوراء وتسخير الشعائر الحسينية لمصالحهم الفئوية الضيقة فالإمام الحسين (عليه السلام) أكبر من ذلك وسيبقى مشعلاً هاديًا يستضيء به كل الأحرار في العالم .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبونquot; .

وكان الحكيم دافع امس الاول عن quot;الشعائر الحسينيةquot; في عاشوراء واصفًا إياها بأنها quot;ركيزة مهمة من ركائز الإسلامquot;. وقال أمام حشد من مسؤولي المواكب الحسينية قدموا من محافظات عراقية عديدة واجتمعوا في كربلاء (160 كم جنوب بغداد) quot; إن quot;الشعائر الحسينية مشروع صمم له أهل بيت النبي محمدquot;. واوضح الحكيم أن quot;ممارسة الشعائر الحسينية ليست بدعة أو ابتكارًا أو مزاجًا كما يصفها بعضهمquot;، مشيرًا إلى أن quot;بعض الروايات التاريخية دلت على ضرورة الالتزام بالشعائر الحسينية في عاشوراءquot;. ورفض عمار الحكيم الانتقادات التي وجهها مستشار المالكي للشعائر الحسينية مشيرا إلى أن quot;كل ممارسات عاشوراء يطلق عليها quot;الشعائر الحسينيةquot; بإجماع المراجع والفقهاء . وقال quot;إننا لا نتماشى مع أي نداء يريد تفكيك هذه الشعائر ويريد أن ينظر إلى الشعائر المبتكرة على أنها بدعة ولا تتمتع بالشرعية اللازمة لأدائهاquot; مشيرًا إلى أنه quot;من المعيب جدًا التشكيك بالشعائر الحسينية لوجود خطأ هنا أو هناك ونسبة الخطأ موجودة في كل مكان وزمانquot; على حد تعبيره.
يذكر أن أتباع المذهب الجعفري يحيون زيارة عاشوراء وزيارة الأربعين في كل عام عبر ممارسات اعتادوا عليها منذ مئات السنين منها شج الرؤوس بالات حادة ولطم الصدور وضرب الظهور ويبدو أن بعض هذه الممارسات لم تلقَ قبولاً عند البعض وقوبلت بانتقادات علنية خصوصًا بعد نقل هذه الشعائر والممارسات عبر الفضائيات خلال الأعوام التي تلت عام 2003.

واوضح الحكيم أن quot;ممارسة الشعائر الحسينية ليست بدعة أو ابتكارًا أو مزاجًا كما يصفها بعضهمquot;، مشيرًا إلى أن quot;بعض الروايات التاريخية دلت على ضرورة الالتزام بالشعائر الحسينية في عاشوراءquot;. وشدد على أن quot;كل ممارسات عاشوراء يطلق عليها quot;الشعائر الحسينيةquot; بإجماع المراجع والفقهاء. واضاف quot;إننا لا نتماشى مع أي نداء يريد تفكيك هذه الشعائر ويريد أن ينظر إلى الشعائر المبتكرة على أنها بدعة ولا تتمتع بالشرعية اللازمة لأدائهاquot; مشيرا إلى أنه quot;من المعيب جدًا التشكيك بالشعائر الحسينية لوجود خطأ هنا أو هناك ونسبة الخطأ موجودة في كل مكان وزمانquot; على حد تعبيره.

كما ان جماعة تطلق على نفسها quot;لفيف من علماء الحوزة العلميةquot; في النجف والمقربين من المجلس الاعلى الاسلامي ردت على التصريحات بشدة بالقول انها تشابه مواقف quot;السلفيين التكفيريين المتحاملين على شعائر الامام الحسينquot; .
واضافت الجماعة في بيان ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; انه quot;طلع علينا صوت عبر الأثير خدش مشاعر المؤمنين ونغّص عليهم نعمة انتهاء الشعائر الحسينية بسلام وأمان وحسن تنظيم وأداء حيث تجرأ فندد أحد المعممين من أعضاء المكتب السياسي لحزب الدعوة الإسلامية واحد مستشاري رئيس وزراء العراق الموقر ببعض هذه الشعائر الحسينية زاعما أن أي شعيرة ما عدا البكاء والزيارة واللطم الخفيف خدعة وبدعة جاءت من الترك أو الفرس مدعيا حرمة الشعائرquot; . وقالت ان الشامي quot;بزعمهquot; هذا يكون quot;كل لبس للسواد وإطعام للطعام وتمثيل للواقعة وضرب بالسلاسل والتطبير وخروج للمواكب الحسينية بضمنها (ركضة طويريج ) وغيرها من الشعائر الأخرى محرمة بل يحرم حضورها ومشاهدتها كون محض الحضور والمشاهدة تشجيعا لها ودعما وتأييدا لإقامتهاquot;.

وشددت الجماعة على quot;أن علماء الحوزة العلمية في النجف الأشرف إذ يأسفون لعدم علم السيد المتحدث بقواعد استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب الكريم والسنة المطهرة ذلك أن الشعائر الحسينية مصداق لقوله سبحانه وتعالى (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) وأنها من الجزع على مصاب الحسين (عليه السلام) حيث قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (كل الجزع والبكاء مكروه ما سوى الجزع والبكاء لقتل الحسين (عليه السلام)quot; . وطالب علماء الحوزة الشامي quot;وأمثاله ألا يلبسوا لبوس الفقيه المفتي فيحرمون ما أحل الله ويفتون الناس بما لا يعلمونquot; . واشاروا الى انه quot;لو قدر للسيد المتحدث وغيره أن تعتريه شبهة من الشبه تجاه شعيرة من الشعائر الحسينية فإن مناقشة الشبهة ودحضها تتم في الحوزات العلمية وفي مقدمتها الحوزة العلمية في النجف الأشرف وفي مجالس البحث العلمي وليس عبر الفضائيات ووسائل الإعلامquot;.

واضافت الجماعة quot;إن الحوزة العلمية إذ تشعر بعميق الأسى والأسف من أن يقف بعض من يتزيى بزيها الى جانب السلفيين التكفيريين المتحاملين على شعائر الإمام الحسين (عليه السلام) تطلب من السيد المذكور والجهة التي ينتمي إليها المبادرة الى التوبة الى الله والاعتذار الى الملايين من المؤمنين الحسينيين الذين سفههم ورماهم بالجهل والبدعquot;.

معروف ان حسين الشامي كان مسؤولاً عن المركز الاسلامي لحزب الدعوة في لندن لسنوات عدة ثم عاد الى بغداد بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وتولى منصب رئيس الوقف الشيعي .
يذكر ان هناك خلافًا بين بعض المراجع الشيعية حول ممارسة شج الرؤوس وضرب الاجساد بالسلاسل في عاشوراء حيث يحلل قسم منهم ما يجري فيما يحرم اخر ذلك وقد منع المرشد الاعلى الايراني اية الله الراحل الخميني قبل رحيله ممارسة شج الرؤوس في عاشوراء .

وتشهد مدينة كربلاء العراقية حيث مرقد الامام الحسين عادة شعائر ضخمة في ذكرى عاشوراء تقوم بعض الاحزاب السياسية الشيعية باستغلالها لمكاسب جماهيرية سياسية وانتخابية . وقد كانت مراسم العام الحالي التي شارك فيها حوالي مليونا عراقي فرصة للدعاية الانتخابية لهذه الاحزاب مع قرب انتخابات مجالس المحافظات التي ستجري بنهاية الشهر الحالي وتشهد تنافسًا حادًا في محافظات الجنوب الشيعية بين حزب الدعوة والمجلس الاعلى للهيمنة على مجالس هذه المحافظات .