ملك المغرب لم يتجاوب مع دعوة الدوحة فاقتصر الموافقون على 13
جلسة مغلقة لقمة الخليج الطارئة في الرياض
إيلاف من الرياض، وبيروت والرباط:
بدأ قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في قصر الدرعية في الرياض مساء اليوم أعمال القمة الخليجية الطارئة التي دعا إليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بجلسة عمل مغلقة.

ووصل الى الرياض مساء الخميس قادة دول التعاون الخليجي عدا سلطان عمان قابوس بن سعيد لعقد قمتهم الطارئة التي تلتئم في ظل انقسام عربي وخليجي حول العمل المشترك لوقف الحرب في غزة.
ووصل الى العاصمة السعودية امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الذي دعت بلاده الى قمة عربية طارئة في الدوحة غدا الجمعة ولم تحصل حتى الآن على النصاب المطلوب، وترفضها السعودية ومصر.
كما وصل كل من ملك البحرين حمد بن عيسى ال خليفة وامير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح ورئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان وممثل السلطان قابوس نائب رئيس الوزراء السيد فهد بن سعيد، وكان في استقبالهم العاهل السعودي عبدالله بن عبد العزيز.
وكانت السعودية دعت الاربعاء الى قمة خليجية طارئة تعقد الخميس في الرياض واكدت ان دول مجلس التعاون الخليجي الست جميعها اكدت مشاركتها فيها.
وذكر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية ان الدعوة للقمة اتت quot;نظرا لتصاعد الأحداث الأخيرة الناجمة عن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني وللظروف التي تمر بها الأمة العربيةquot;.
واطلقت الدعوة السعودية للقمة الخليجية الطارئة في خضم انقسام عربي حول الدعوة القطرية الى قمة عربية طارئة حول غزة الجمعة في حين اكدت مصر والسعودية أنهما تريدان بحث مسألة الحرب في غزة خلال قمة الكويت العربية الاقتصادية التي تنعقد الاثنين.

وكانت السعودية ومصر رفضتا أول من أمس حضور القمة العربية التي دعا إليها أمير قطر وفضلتا بحث قضية غزة على هامش القمة الاقتصادية التي تحضر لها الكويت منذ أشهر، والتي ستعقد السبت والأحد المقبلين. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أعلن مساء الأربعاء بعد وصوله إلى الكويت أن quot;النصاب المطلوب لعقد قمة عربية طارئة في دولة قطر لم يتحققquot; مشيرا إلى أن quot;13 دولةquot; وافقت حتى الآن على عقدها في حين يتوجب الحصول على موافقة 15 دولة لاكتمال النصاب.
وفي وقت لاحق قال مدير مكتب الأمين العام للجامعة هشام يوسف إن quot;عضوا في الجامعة سحب تأييده للاقتراح القطري ما خفض عدد الدول التي تؤيده إلى 13 دولةquot;، مضيفاً ان quot;وزراء خارجية الدول العربية سيجتمعون في الكويت صباح غد لمناقشة الصراع في غزةquot;.
واكد يوسف أن quot;وزراء الخارجية والاقتصاد العرب سيجتمعون في وقت لاحق غدا في الكويت للإعداد للقمة التي ستتناول قضايا اقتصادية وأزمة غزةquot;. وأضاف ردا على سؤال عما إذا كانت جامعة الدول العربية تحاول إقناع القطريين بالتخلي عن خطط عقد القمة التي اقترحوها، ان quot;الامر لا يتعلق بالاقناع لان النصاب القانوني لم يكتمل ولو اكتمل لانعقدت القمةquot;. لكنه أشار إلى quot;أن نتيجة قمة دول الخليج في الرياض اليوم قد تؤثر أيضافي الخطط المختلفة لعقد قمة عربيةquot;. ورفض يوسف كشف اسم الدولة التي سحبت دعمها لقمة الدوحة، والتي تبين أنها المغرب.

موقف ملك المغرب
في هذا الشأن كتب أحمد نجيم من الدار البيضاء لـquot;إيلافquot;: في سابقة هي الأولى منذ وصول العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الحكم قبل أكثر من تسع سنوات، أصدر الديوان الملكي المغربي بيانا شديد اللهجة بخصوص الانقسام العربي حول القمة العربية الاستثنائية، وأوضح البيان أن العاهل المغربي لن يحضر القمة العربية الاستثنائية المقترحة في الدوحة بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مشيراً إلى أن القمة العربية الاقتصادية في الكويت مبرمجة منذ مدة، ومفتوحة على كل المواضيع، وخاصة الوضع في فلسطين.

وأوضح البيان أن هذا القرار quot;ينطلق من حيثيات موضوعية، واعتبارات مؤسفة، متمثلة في الوضع العربي المرير، الذي بلغ حدا من التردي، لم يسبق له مثيل في تاريخ العمل العربي المشتركquot;. كما تحدث عن الصراعات العربية العربية وقال إن مجرد طرح فكرة عقد قمة عربية استثنائية، أصبح يثير صراعات ومزايدات، تتحول أحيانا إلى خصومات بين البلدان العربية، وعبر العاهل المغربي من خلال هذا البيان عن أسفه لكون هذه quot;الخلافات الجانبية، تهمش القضايا المصيرية للأمة، وفي صدارتها قضية فلسطين. كما أنها تحجب جوهر الصراع القائم في المنطقة، وتصب في خدمة مصالح الأعداء الحقيقيين للأمة.كما انتقد الجو العربي السائد الذي يعطي الانطباع بمحاولات الاستفراد بزعامة العالم العربي أو خلق محاور ومناطق استقطاب. وهو المنحى الذي يرفض المغرب دوما الخوض فيهquot;.

وانتقد القادة العرب عندما قال: quot;بدل أن يقوم الخلاف حول استراتيجيات مضبوطة؛ تراه ينحصر اليوم، مع كامل الأسف، في حزازات، لا يترفع عنها إلا من رحم ربك من القيادات الحكيمة، المعروفة بمواقفها المتزنةquot;.
وانتقد العاهل المغربي بعض القادة العرب الذين يسعون إلى quot;اختزال القمم العربية، على أهميتها، في لحظة الاجتماع نفسه، والظهور أمام وسائل الإعلام، مما يفضي إلى تبخيس الرهان الأساسي للقمة في المجادلة حول مكانها وزمانها وموضوعها، والاحتساب الشكلي لنوعية الحضور ومستواه، واستنزاف فعالياتها في ملاسنات معمقة للجراحquot;.

وأوضح أن quot;هذا الوضع يتيح، للأسف، لخصوم الأمة العربية الفرصة للترويج لصورة مهزوزة، من عدم النضج، واللا مسؤولية، وابتذال اللقاءات العربية. وهي صورة لا نرضاها لأمتنا العربية.ومهما كان الواقع الموضوعي المؤلم لجسامة الاعتداءات الخارجية، فإن علينا أن نصارح أنفسنا بأن المشكل يكمن في الذات العربية نفسهاquot;.
وذهب العاهل المغربي إلى أن حل المشكل يبدأ من العرب أنفسهم، موضحا أنه إذا quot;لم يستطع الوطن العربي الوصول إلى حلول للمشاكل البينية، التي تهدر طاقاته، فإنه لن يستطيع حل أي صراع خارجي. وهو ما يدل عليه الواقع المرير في المواقف العربية تجاه العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني الشقيقquot;.

وأوضح كذلك أن quot;المغرب، رغم استحضاره، بكل مرارة، كل ملابسات هذه الظرفية الصعبة، فإنه يعتبر أن قدسية القضية الفلسطينية، وجسامة المعضلات العربية، وحِدّة الانقسامات البينية؛ كل ذلك يتطلب أن يتحلى كل منّا بأعلى درجات المسؤولية، والارتقاء إلى مستوى اللحظة التاريخية. موضحا أن حل النزاع العربي الإسرائيلي يتطلب وضع استراتيجية عربية محكمة، وتحركا عقلانيا مضبوطا، وتضامنا ملموساً؛ فضلا عن وحدة الكلمة، ونبذ التجزئة والتفرقة، والحسابات الضيقةquot;.
وذكر بموقف المغرب quot;المدافع، بكل صدق وحكمة والتزام عن القضية الفلسطينية والقضايا العربية العادلة، مشددا أن المملكة ملكاً وحكومة وشعباً، ستواصل مناصرتها للقضية الفلسطينية، التي يعتبرها في مستوى قدسية قضية وحدته الترابيةquot;.
وبخصوص الوضع في قطاع غزة، قال العاهل المغربي إن quot;الوضع المأسوي في قطاع غزة يسائل ، في هذا الظرف الحرج، ضمائر الأمة العربية، بل والإنسانية جمعاء مشيرا إلى أن الشعب المغربي سيظل ، على المعهود فيه من كرامة وعزة نفس ، مواصلا لمساندته الملموسة لإخواننا الفلسطينيين، ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم. وأن ذلك ما يتجلى في مختلف أشكال الدعم المتواصل، بتوجيهات ملكية سامية، عبر جسر جوي مفتوح للمساعدات الإنسانية العاجلة. وكذا من خلال الدعم المادي للدولة المغربية، والتبرعات التطوعية والتضامنية للمغاربة قاطبةquot;.

وتابع : quot;بنفس روح الالتزام والتضامن سيواصل المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس الشريف، تكريس كل جهوده وتحركاته على كافة المستويات والمحافل والجبهات، الثنائية والجهوية والدولية، لإقرار حل عادل ودائم وشامل للنزاع العربي الإسرائيلي، الذي يمر حتماً عبر إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، على أساس مبادرة السلام العربية، وفي إطار مقررات الشرعية الدولية، التي تقضي بتعايش الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، في أمن وسلامquot;.
وخلص إلى أن quot;المغرب، بمعية كل أشقائه من ذوي الإرادات الصادقة، يجدد الإعراب على هذه الأسس الصريحة والمخلصة، عن انخراطه القوي والدائم في كل عمل عربي مشترك، على سائر المستويات، وفي مختلف المجالات. ومن هذا المنطلق، ستشارك المملكة المغربية في أشغال القمة العربية الوشيكة بدولة الكويت الشقيقةquot;.