القدس: قال دبلوماسيون غربيون يوم السبت ان الخطط المتعلقة بالمساعدات الدولية لقطاع غزة بعد الحرب تدعو للاسراع بادخال الغذاء والدواء واعادة المياه والكهرباء لكن عملية اعادة البناء الشاملة للقطاع أمر بعيد المنال.
ويقول الدبلوماسيون ان التقديرات الاولية تظهر أن تكلفة اعادة البناء بعد الهجوم العسكري الاسرائيلي المدمر تصل الى 1.6 مليار دولار. لكنهم أضافوا أن تقدير الاضرار بالكامل لم يبدأ بعد وسوف يستغرق أسابيع.
وعقد ممثلون من الاتحاد الاوروبي والامم المتحدة والبنك الدولي اجتماعا طارئا في القدس يوم السبت لتجهيز استجابة لما وصفه مسؤول بارز بالامم المتحدة بأنه quot;جحيم على الارضquot;.
فالغذاء والغاز المستخدم في الطهي والوقود والكهرباء والمياه الصالحة للشرب أشياء نادرة الوجود ولن يؤدي قصف اسرائيل لانفاق التهريب أسفل الحدود مع مصر سوى لتزايد اعتماد الفلسطينيين على الامدادات المحدودة التي تسمح اسرائيل ومصر بدخولها.
ومن المتوقع أن يوافق مجلس الوزراء الاسرائيلي على وقف أحادي الجانب لاطلاق النار في وقت لاحق من يوم السبت. ولكن بدون اتفاق مع حماس بشأن من الذي سيسيطر على المعابر الحدودية الفلسطينية يخشى دبلوماسيون أن تفرض اسرائيل قيودا على تدفق السلع والبضائع مما يؤدي الى عرقلة أعمال اعادة البناء وزيادة معاناة سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة.
وقال مسؤولون صحيون في حماس ان 1203 فلسطينيين على الاقل قتلوا بينهم 410 من الاطفال كما أصيب 5300 منذ بدء الهجوم الاسرائيلي في 27 ديسمبر كانون الاول. ويحتمي نحو 45 ألفا من سكان غزة في المدارس التابعة للامم المتحدة بقطاع غزة.
وسوف تتركز المرحلة الاولى ضمن الاستجابة الدولية الطارئة على ادخال الامدادات الطبية والانسانية من خلال المعابر الحدودية مع اسرائيل ومصر.
ويقول الدبلوماسيون ان هناك أولوية أخرى تتمثل في اعادة الكهرباء والمياه والخدمات الصحية الى ما كانت عليه قبل الحرب.
ومع توقف كل مضخات المياه والصرف الصحي تقريبا عن العمل بسبب نقص الوقود والكهرباء يخشى مسؤولون صحيون من ظهور الامراض ما لم تتم استعادة هذه الانظمة بسرعة.
ويجري بالفعل اعداد مؤتمرات للمانحين بما في ذلك مؤتمر أعلن عنه الرئيس المصري حسني مبارك يوم السبت.
وقال دبلوماسيون ان المؤتمر بمصر سيعقد في فبراير شباط ويشارك فيه رباعي الوساطة من أجل السلام في الشرق الاوسط الذي يتألف من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة بالاضافة الى اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
وسوف تلعب السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض دورا مركزيا في جهود اعادة البناء لتستعيد كما تأمل واشنطن بعضا من نفوذها في معقل حماس.
لكن حماس المدعومة من ايران التي فازت بالانتخابات الفلسطينية في عام 2006 وفرضت سيطرتها على القطاع بعد مرور 18 شهرا على الانتخابات لا تزال ترى نفسها السلطة الشرعية وتريد أن تقود اعادة البناء بعد انتهاء القتال.
وقال دبلوماسي غربي quot;ستكون قضية معقدة جداquot; مشيرا الى المشاكل المتعلقة بالصراع الداخلي الفلسطيني والفساد.
وسوف تستلزم اعادة البناء من اسرائيل ابقاء المعابر الحدودية مفتوحة مع غزة أمام كميات هائلة من المساعدات وامدادات البناء مثل الصلب والاسمنت بالاضافة الى الاموال لدفعها للمتعاقدين المحليين. وفرضت اسرائيل منذ فترة طويلة قيودا على مثل هذه الواردات متذرعة بأنها يمكن أن تستخدم من قبل حماس في صنع الصواريخ وبناء المخابيء وأنفاق التهريب.
وقال مسؤول مشارك في التنسيق مع الجيش الاسرائيلي ان من quot;السابق لاوانهquot; التركيز على عملية اعادة بناء طويلة الاجل لانه لم يتضح من سيكون المسؤول عن معابر غزة بعد أن تغادر اسرائيل.
وقال الدبلوماسي انه اذا سيطرت السلطة بقيادة عباس على المعابر من الجانب الفلسطيني فستكون جهود اعادة البناء صعبة مع ذلك لكن قد تكون هناك فرصة أمامها.
أما اذا حاولت حماس تأكيد سيطرتها هناك فسوف تتشدد اسرائيل على الارجح مما يجعل اعادة البناء مستحيلا.
ويشير تقدير جزئي من قبل مكتب الاحصاء الفلسطيني الى أن أكثر من 20 ألف بناية سكنية لحقت بها أضرار في الهجمات الجوية والبحرية والبرية الاسرائيلية وأن نحو 4000 بناية دمرت بالكامل.
ومنذ بدء القتال قتل 13 اسرائيليا هم 10 جنود وثلاثة مدنيين لاقوا حتفهم بصواريخ حركة حماس.