المالكي : عالجنا الخطأ الاستراتيجي بحل القوات المسلحة
بغداد : أنجزنا اتفاقية لتبادل المحكومين والمتهمين مع السعودية
أسامة مهدي من لندن :
اعلن في بغداد اليوم عن الانتهاء من اعداد اتفاقية لتبادل المتهمين والمحكومين مع المملكة العربية السعودية وهي بانتظار المصادقة عليها من قبل مجلس النواب
فيما اكد مستشار الامن القومي موفق الربعي على ضرورة ضبط الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول الى العراق عبر ايران .. في وقت اكد رئيس الوزراء نوري المالكي ان حكومته تمكنت من معالجة الخطأ الاستراتيجي بحل القوات العراقية وقال ان العراق قد تجاوز الفتنة الطائفية التي حاول المخربون اشعالها فيه.

واكدت مستشارية الامن القومي ان العراق كان قد تسلم 16 محتجزاً بعد الزيارة الأخيرة لمسؤلها موفق الربيعي إلى المملكة العربية السعودية وسلم 8 سعوديين والاتفاق على عقد اتفاقية لتبادل المحكومين والمتهمين بين البلدين. واضافت ان quot;لجنة صياغة تلك الاتفاقية برئاسة وزير العدل قد أنجزت المسودة النهائية وهي في طريقها إلى مجلس الوزراء ومن ثم رفعها إلى مجلس النواب للمصادقة عليهاquot;. وتنص هذه الاتفاقية quot;تبادل المحكومين من مواطني الدولتين وذلك لتمكينهم من استكمال تنفيذ الاحكام الصادرة بحقهم بالقرب من ذويهم وأسرهمquot;

وقالت في بيان صحافي بعث به الى quot;ايلافquot; مركز الاعلام الوطني لمجلس الوزراء ان المالكي قد أولى هذه القضية أهمية استثنائية من اجل حسم هذا الملف وبالسرعة الممكنة . وعبرت عن استغرابها الشديد لاتهامات النائب رئيس حزب الامة العراقية مثال الالوسي للحكومة بالتراخي في حسم قضية المعتقلين والمحتجزين . ووصفت هذه التصريحات بانها quot;جاءت مليئة بالتناقضات وغياب للرؤية الحقيقيةquot; وقال انه يبدو ان الالوسي غير متابع لتفاصيل هذه القضية وعليه مراجعة تصريحات الربيعي والبيانات الصادرة من مكتبه على تلك التفاصيل ثم quot;يدلي بدلوهquot;. واشارت الى انه كان على الالوسي أن يطلع على الحقائق قبل إن يصرح بهذا التصريح ويتهم الحكومة بالتراخي لأن الحكومة العراقية حريصة كل الحرص على حياة ودماء ابنائها . ودعت السياسيين العراقيين الى عدم التدخل في الملفات والقضايا الأمنية لاغراض سياسية .

وكان العراق والسعودية اتفقا خلال زيارة الى الرياض قام بها الربيعي اواخر العام الماضي على انهاء ملف المعتقلين والمحكومين العراقيين في السعودية والبالغ عددهم 434 شخصا من خلال اطلاق سراح من قضى نصف المدة المحكوم بها ونقل الباقين الى العراق لقضاء بقية محكومياتهم وذلك تمهيدا لغلق هذا الملف وفق أُطر التعاون الأمني والقواعد القضائية وتبادل المحكومين والمتهمين بين البلدين من خلال إتفاقية تعاون ثنائية لتبادل المحكومين والمتهمين يستعد البلدان لتوقيعها قريبا .
واوضح الربيعي عقب الزيارة ان السعودية سترحل كل السجناء العراقيين في سجونها بموجب اتفاق جديد وهو تحرك سيساعد في تحسين العلاقات بين البلدين واصفا هذا الاتفاق بأنه خطوة هائلة الى الامام . واضاف ان الاتفاق يحتاج للحصول على موافقة الحكومة ومجلس النواب العراقيين . ووصف الربيعي السجناء العراقيين في السعودية بأنهم مهربو مخدرات وعراقيون عبروا الى السعودية بصورة غير مشروعة وغيرهم من المجرمين وبينهم quot;ارهابيونquot; . وقال ان من امضوا اقل من نصف مدة عقوبتهم سيوضعون في سجون عراقية وسيفرج عن الباقين . واشار الى ان الارتباط السياسي لحكومة العراق مع جيرانها يمثل نجاحا هائلا .. وقال ان السعودية احد quot;كبار جيرانناquot;. واوضح ان هذه الخطوة ستتم قريبا خاصة مع الانخفاض الكبير في العنف.

ومن جهته نفى متحدث بأسم وزارة الداخلية السعودية أن يكون بين العراقيين المشمولين بالاتفاق مع بغداد لتسليمهم إلى بلدهم أي معتقلين بقضايا إرهاب. وقال إن أغلب الذين سيسلمون من المعتقلين العراقيين في السعودية هم من المهربين وممن عبروا الحدود بطريقة غير شرعية ومعتقلون مدانون بجرائم قتل وجنايات عدة . واوضح ان السعودية ستوقع قريبا اتفاقا مع العراق لتسليم محكومين سعوديين موقوفين في العراق حيث كانوا يقاتلون في صفوف المتمردين.
. وكان العراق سلم السعودية في اذار (مارس) الماضي ستة مواطنين سعوديين احدهم كان ضمن قوائم المطلوبين لدى الاجهزة الامنية في بلاده حيث يوجد في العراق حوالي مائة معتقل سعودي آخر .
وقف التسلل عبر الحدود الايرانية الى العراق
ومن جهة اخرى اكد مستشار الامن القومي موفق الربيعي خلال اجتماعه في بغداد اليوم مع مستشار وزير الخارجية الايراني والسفير الايراني في على اهمية ضبط الحدود المشتركة ومنع المتسللين من الدخول الى العراق عبر ايران .
واشار الى ان العراق حريص على امن وسيادة ايران وان ذلك يتطلب تعاوناً مشتركاً بين البلدين في ضبط الحدود ومكافحة الارهاب لان الامن الاقليمي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق جميع دول المنطقة. من جانبه اكد الوفد الايراني حرص بلاده على تعزيز التعاون بين البلدين ولا سيما في المجالات السياسية والاعلامية والاقتصادية كما قال بيان صحافي الى quot;ايلافquot; .
المالكي : عالجنا خطأ حل القوات المسلحة
اكد رئيس الوزراء العراقي نوري كامل المالكي ان حكومته نجحت في معالجة الخطأ الاتسراتيجي الذي ارتكبه الحاكم المدني الاميركي للعراق بول بريمر بحل القوات العراقية من الجيش والشرطة كما تم تطهيرها من العصابات . وقال إن بغداد اليوم تنعم بالأمن والاستقرار والطرق اليها سالكة من جميع المحافظات بعد ان كانت مشلولة بسبب الارهاب، وشوارعها مقطعة وفيها عشرات الجثث على خلفية الفتنة الطائفية التي كادت تجر البلاد الى حرب اهلية .
واضاف خلال اجتماعه في بغدا اليوم مع وفد من البرلمان الاوروبي برئاسة البارونة ايما نيكلسون ان الاوضاع الامنية تحسنت في عموم العراق quot;لأننا اعتمدنا المصالحة الوطنية ولأن الحكومة تعاملت مع الشعب على اساس المواطنة وليس على اساس طائفي وتصدينا للارهاب في جميع المناطق التي يسكنها السنة والشيعة والكرد على حد سواء ودون تمييزquot; . واشار الى ان العراقي كان يحمل بطاقتي أحوال مدنية واحدة حين يذهب الى المناطق السنية واخرى حين يذهب الى المناطق الشيعية اما اليوم فكل العراقيين يتنقلون بحرية بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية ويعيشون معا بوئام ومحبة على حد قوله .

واكد ان حكومته نجحت في معالجة quot;الخطأ الستراتيجي الذي ارتكبه بول بريمر بحل الجيش والشرطة quot;وقد تم تطهير هاتين المؤسستين من العصابات وبناء جيش قوي . وقد اعادت السلطات العراقية الالاف من ضباط ومنتسبي الجيش المنحل الى صفوف الجيش الجديد حتى وصل عديد افراد القوات المسلحة العراقية في الشرطة والجيش الى حوالي 800 الف منتسب .

واوضح ان العراق كان يعاني من العزلة السياسية وقال quot;كان العراق معزولا عن محيطه العربي والدولي ولم يكن في العراق سفير واحد لكننا اليوم نشهد انفتاحا دبلوماسيا وكثير من الدول ارسلت سفراءها الى بغداد وعلاقاتنا مع دول الجوار والعالم تشهد تقدما سريعا و بدأت الشركات العالمية تعمل في العراق والمزيد منها في الطريق للمساهمة في عملية البناء والاعمارquot; .

وقال ان العراق قد اتفق على اقامة علاقات شراكة مع الدول الاوربية خاصة مشروع ربط الغاز الذي ستكون له مردودات جيدة معرباً عن الرغبة في اشراك رجال الاعمال الاوربيين في مشاريع البناء والاعمار وتنشيط عمل القطاع الخاص في هذا الجانب .

ومن جهة اخرى اكد المالكي ان العراق نجح في تجاوز الفتنة الطائفية التي حاول المخربون اشعالها فيه.
وقال في كلمة خلال انعقاد المؤتمر التأسيسي لعشائر جنوب شرق بغداد اليوم ان العراق مر quot;بمرحلة صعبة ألا وهي الفتنة الطائفية التي جرتنا الى الحرب الاهلية تلك الحرب التي كادت تطيح بالعراق لكن الحمد الله بهمة ابناء العشائر وقواتنا المسلحة نجحنا في تجاوزها على الرغم من خسرتنا للكثير من الاعزاء والمخلصين من العراقيينquot; . وشدد بالقول انه quot;لايوجد في الحرب رابح فحتى الاشرار لم يكسبوا من اشعال الفتنة شيئا فالجميع خسران والخسارة الاكثر هي في تعطيل البلدquot; . واشار الى ان القوات الامنية تمكنت من مطاردة الارهابيين والخارجين عن القانون قائلا quot; فمنهم من قتل ومنهم من اعتقل وسنلاحق من تبقى منهم بهدف تطهير البلاد من كل المسيئين الذين يحاولون بث العنف والارهاب بين المواطنينquot; .

وحول عملية الانتخابات التي ستجري بنهاية الشهر الحالي فقد اك المالكي قائلا quot;نحن بحاجة الى العنصر الكفوء في بناء العراق وعلينا البحث لاختيار الكادر المخلص لان مرحلة الاعمار بحاجة الى المخلصين وعندما نسعى الى بناء وحدة متماسكة في داخل المجتمع فيجب ان يكون فيها المخلصون والاكفاء وهم احد الاقطاب الرئيسة فيهاquot; .