جبهة التوافق لم تتفق على مرشحها لرئاسة البرلمان العراقي
خلافات سنية سنية ترحل إختيار الرئيس إلى ما بعد الإنتخابات المحلية

أسامة مهدي من لندن: تسبب إخفاق جبهة التوافق العراقية السنية اليوم في الاتفاق على مرشحين عنها لمنصب رئيس مجلس النواب الشاغر والمخصص لها في تعطيل عملية اختيار رئيس للمجلس وترحيل العملية الى ما بعد الانتخابات المحلية التي ستجري نهاية الشهر الحالي حيث تم منح الجبهة مهلة تستمر حتى الرابع من الشهر المقبل لتقديم مرشحيها كموعد أخير يتم بعدها في اليوم التالي عقد جلسة للمجلس لاختيار واحد من المرشحين للمنصب الشاغر منذ 23 من الشهر الماضي .

فقد علمت quot; إيلاف quot; أن لجنة سباعية شكلها مجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس الشيخ خالد العطية قررت اليوم منح جبهة التوافق مهلة حتى الرابع من الشهر المقبل لإنهاء خلافاتها وتقديم مرشحيها للمنصب الشاغر منذ الثالث والعشرين من الشهر الماضي اثر استقالة رئيس المجلس محمود المشهداني بعد مشادة مع بعض النواب .

واتخذت اللجنة قرارها هذا إثر خلافات بين القوى السنية داخل الجبهة حيث إن الحزب الاسلامي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مصر على تقديم مرشح عنه للمنصب هو عضو قيادته اياد السامرائي لكن مجلس الحوار الوطني برئاسة النائب خلف العليان يرفض استئثار الحزب بالمناصب السيادية المخصصة للسنة بحسب المحاصصة الطائفية المعمول بها في توزيع هذه المناصب اضافة الى ان المشهداني كان قد انتخب عن المجلس لرئاسة البرلمان ومن المفترض ان يشغل المنصب الشاغر عضو من المجلس كذلك برأي العليان .

وقد عطل مجلس النواب عقد جلساته الى الثالث من الشهر المقبل نظرا لعدم حل مسألة اختيار رئيس له وبسبب انشغال النواب بالحملات الانتخابية المحتدمة حاليا لانتخابات مجالس المحافظات . ومن شأن تعطيل الجلسات والتأخير في اختيار رئيس للبرلمان شل اتخاذ المجلس للقرارات او إصداره للقوانين التي تقدم له نظرا لان النظام الداخلي له لايسمح بهذه النشاطات بخلو رئاسته ممن يشغلها بوجود بعض مشاريع القوانين المعطلة مثل قانون النفط والغاز وموازنة العام 2009 .

وإزاء هذه الخلافات فقد فشلت جبهة التوفق في الاتفاق على مرشح مقبول من مكوناتها لرئاسة مجلس النواب الأمر الذي اعاد القضية الى بداياتها وعطل اختيار الرئيس الى مطلع الشهر المقبل . ومن جهتها أبدت كتل سياسية ومنها حزب الدعوة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وبعض نواب المجلس الاعلى الاسلامي بزعامة رئيس الائتلاف الشيعي الحاكم عبد العزيز الحكيم اعتراضات على احتكار الحزب الاسلامي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي لصوت السنة والمناصب السيادية المقررة لهم . واضافة الى هذا فإن مخاوف اخرى تثار حول امكانية قيام مرشح الحزب الاسلامي في حال فوزه برئاسة البرلمان بإعاقة صدور بعض القوانين مثلما فعل الهاشمي في عدم الموافقة على بعض القرارات ومنها تنفيذ احكام الإعدام ببعض العسكريين والتي اصدرتها المحكمة الجنائية العراقية وكذا الاعتراض على بنود في قانوني العفو العام والمساءلة والعدالة البديل لاجتثاث البعث واعادتهما الى البرلمان لتعديلهما .

وكانت ثماني شخصيات قد ترشحت لمنصب رئيس مجلس النواب وهي: اياد السامرائي من جبهة التوافق وعبد مطلك الجبوري من الكتلة العربية المستقلة والشيخ خلف العليان رئيس مجلس الحوار الوطني بالاضافة الى الدكتور مهدي الحافظ وميسون الدملوجي واسامة النجيفي في القائمة العراقية والنائب المستقل وثاب شاكر وعضو الجبهة العراقية للحوار الوطني محمد تميم لكن النائب عن جبهة التوافق عبد الكريم السامرائي اعلن أن الأشخاص الذين ترشحوا الى منصب رئيس البرلمان من الكتل الأخرى قد سحبوا ترشيحهم بصورة رسمية الآمر الذي سيجعل الترشيح محصورا بجبهة التوافق العراقية.

ونتيجة لاستمرار الخلافات داخل جبهة التوافق فقد قرر ممثلو الكتل السياسية في اللجنة البرلمانية امشكلة حول الموضوع تحديد الرابع من شهر شباط (فبراير) المقبل كآخر موعد للترشيح إلى منصب رئيس مجلس النواب . كما تقرر عقد جلسة للمجلس في الرابع من الشهر شباط المقبل، لاختيار ثلاثة مرشحين من بين النواب الذين سيتقدمون لرئاسة البرلمان ومن خلال تصويت النواب عليهم . ويتطلب حصول المرشح الى المنصب ليفوز به 138 صوتا من مجموع عدد النواب البلغ 275 عضوا .

وفي وقت سابق اليوم اكد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني انه يقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة داعيا العراقيين الى المشاركة فيها وعدم العزوف عنها رغم عدم رضاه عن تجاربها السابقة.

وقال المرجع السيستاني في خطاب مختوم بتوقيعه جوابا على سؤال لمواطنين عن موقفه من الانتخابات التي ستجري في 31 من الشهر الحالي وارسل مكتبه نسخة منه الى quot;ايلافquot; صباح اليوم quot;ان المرجعية الدينية قد اكدت دوما اهمية الانتخابات ودورها الاساس في تقرير مستقبل البلد وحفظ حقوق ابنائه من مختلف الاطياف والمكوناتquot; . واضاف انه quot;في هذا الاطار فإن سماحة السيد - دام ظله - يحث جميع المواطنين رجالا ونساء على المشاركة في الانتخابات المقبلة ويؤكد عدم العزوف عنها على الرغم من عدم الرضى الكامل عن التجارب الانتخابية السابقةquot; . وشدد على quot;ان المرجعية تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين في هذه الانتخابات الا انها تشدد في الوقت نفسه على ضرورة ان يختار الناخب بعد الفحص والتمحيص من يكون مؤهلا لعضوية مجلس المحافظة ممن يلتزم بثوابت الشعب العراقي ويسعى في تحقيق مصالحه ويتصف بالكفاءة والنزاهة والاخلاص لخدمة هذا الشعب الكريمquot; .

يذكر ان المرجع السيستاني كان قد دعم في الانتخابات السابقة التي جرت اواخر عام 2005 الائتلاف الشيعي الموحد الذي ضم حوالى 16 حزبا وفريقا شيعيا الامر الذي مكنه من الفوز فيها وتشكيل الحكومة الحالية ولكن بالاشتراك مع قوى اخرى .

ومن المنتظر ان تجري الانتخابات المحلية نهاية الشهر الحالي بمشاركة 15 مليون عراقي لاختيار 440 عضوا في مجالس المحافظات من بين 14300 مرشح يمثلون 410 كيانات سياسية بينها 11 مخصصا للاقليات اضافة الى 36 ائتلافا سياسيا ..