برلين: إنتهز كتاب المقالات الإفتتاحية في أنحاء العالم آخر فرصة وإستغلوا مقالاتهم المطبوعة ليوجهوا الإتهامات إلى الرئيس الأميركي جورج بوش بتشويه سمعة الولايات المتحدة من خلال ما يرى كثيرون انها قيادة مصابة بالغرور وتفتقر للكفاءة. وذكرت بعض المقالات الافتتاحية رغم كل انتقاداتها ان المؤرخين قد يكونوا أكثر رحمة في وقت لاحق عن اولئك الذين يكتبون الآن المسودات الاولى للتاريخ. ويرى بعض مؤيدي بوش انه حقق نجاحا من خلال عدم حدوث هجمات بعد 11 سبتمبر ايلول.

وسيتم تنصيب باراك اوباما الذي يخلف بوش ليصبح الرئيس الاميركي الرابع والاربعين في وقت لاحق يوم الثلاثاء. ووصفت صحيفة سودويتش تسايتونج الالمانية الرئيس الامريكي المنتهية ولايته في مقال بعنوان quot;بوش زعيم ضعيف غرق في منصبهquot; بأنه كان quot; فاشلاquot;. وقالت quot;لقد خلط بين العناد والمباديء. أصبحت امريكا غير متسامحة وسوف يستغرق الامر وقتا طويلا لاصلاح هذا الضرر.quot;

وانتقدت المقالات الافتتاحية بوش بسبب الحربين اللذين لم يكتملا واغراق الاقتصاد في كساد وتحويل الفائض في الميزانية الى ديون متراكمة كما انتقدت سياساته بشأن البيئة وتشويه سمعة الولايات المتحدة من خلال مركز الاعتقال في خليج غوانتانامو. لكن بعض المقالات الافتتاحية نسبت الفضل الى بوش في الدفاع عن الولايات المتحدة ضد الهجمات الارهابية بعد 11 سبتمبر ايلول عام 2001 .

وأشادت اسرائيل كثيرا بنوايا بوش وليس بالضرورة بانجازاته. وقالت صحيفة جيروزالم بوست اليومية اثناء زيارة بوش الاخيرة quot;من بين كل رؤساء اميركا على مدى الستين عاما الماضية من الصعب التفكير في صديق أفضل لاسرائيل من جورج بوش.quot; وفي الاسبوع الماضي كتبت كاتبة العمود كارولين جليك ان بوش quot;يعترف بأن اسرائيل والولايات المتحدة تشتركان في نفس الاعداء وبأن هؤلاء (الاعداء) يسعون لتدميرنا لاننا نمثل نفس الشيء وهو .. الحرية. لكن بوش لم يتعلم ابدا كيف يترجم اراءه الشخصية الى سياسة.quot;

وكانت صحيفة تورونتو جلوب الكندية قاطعة في تنديدها ببوش. وقالت quot;وداعا يا أسوأ رئيس على الاطلاقquot;. واضافت quot;بوش كان كارثة تامة فشل بشأن أكبر القضايا من غزو العراق الى ارتفاع درجة حرارة الارض والتعامل مع الاعصار كاترينا واسوأ أزمة اقتصادية منذ الكساد العظيم.quot;

وكتبت صحيفة صنداي تايمز في لندن quot;بوش يترك بلدا واقتصادا ممزقا.quot; وقالت ان الديون الاميركية والبطالة تضاعفت في عهده. وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية انه دخل البيت الابيض وفائض الميزانية 128 مليار دولار لكنه يغادره وقد بلغ العجز 482 مليار دولار. وقالت quot;انه يترك العالم يواجه أكبر أزمة منذ الكساد (العظيم) والشرق الاوسط مشتعل وسمعة الولايات المتحدة في أدنى مستوى.quot; واضافت quot;كيف سيحكم التاريخ على جورج دبليو. .. ... في الجانب الايجابي بعد هجمات 11 سبتمبر حقق ما أصبح الاولوية الاولى له .. وهو منع معاناة بلاده من هجوم اخر على اراضيه. واصيب تنظيم القاعدة بضعف كبير.quot;

وقالت صحيفة سكوتش ديلي quot;امريكا الآن تعاني من الكراهية في اجزاء كثيرة من العالم. بوش يترك ميراثا من الحروب والتباطوء في الاقتصاد العالمي. ... وهو يغادر منصبه كرجل محب للحروب يترك العالم مكانا أكثر خطورة على حافة الانهيار الاقتصادي.quot;

ووجدت مجلة الايكونومست شيئا تمتدح به بوش بشأن حرية التجارة واصلاح قوانين الهجرة والصين. لكن تقييمها الاجمالي كان سلبيا. وقالت quot;انه يترك الرئاسة وهو يعاني من أدنى شعبية وأكثر الرؤساء اثارة للانقسام في التاريخ الاميركي. لقد تولى بوش الرئاسة خلال أكثر الفترات كارثية في سمعة اميركا منذ الحرب العالمية الثانية.quot;

وقالت صحيفة لو موند الفرنسية quot;من الصعب ان ترى مؤرخا لا يقول ان بوش كان أكثر زعيم كارثى شهدته الولايات المتحدة على الاطلاق.quot; واضافت quot;النجاح الوحيد هو .. منذ 11 سبتمبر ايلول عام 2001 لم يقع هجوم على الاراضي الاميركية. لكن هذا يقترن بقائمة من الاخفاقات تبدأ بالحرب في العراق.quot;

واستهدفت المانيا التي وصفها دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الاميركي السابق quot;بأوروبا العجوزquot; لمعارضتها غزو العراق الرئيس بوش في انتقاداتها. وقالت صحيفة داي تسايت quot;بوش جلب أكبر بؤس على العالم بعقليته التي استندت الى ان (من ليس صديقه هو عدوه).quot;