بهية مارديني من دمشق: هل حدثت المصالحة العربية فعلا ؟! سؤال وجهه الاعلام السوري وأجاب عليه ، معربا عن امله الا تكون المصالحة اعلامية فقط ، واكد quot;انه لكي تكون المصالحة حقيقية ، لا بد من بلورة مواقف سياسية، ورسم استراتيجيات للعمل العربي المشترك تجعل ما جرى فعلاً عربياً لمواجهة الأخطارquot; ، واشار الى ان المصالحة إن حدثت فهي خير للأمة، وأوضح ان ما حدث كان غداء قمة دعا إليه العاهل السعودي كي يلتقي بالرئيس السوري حضور الرئيس حسني مبارك وأميري الكويت وقطر، وملكي الأردن والبحرين، وأثناء الغداء دعا الملك إلى نبذ الخلافات، وطلب من القادة أن يقولوا إن كان لهم أي مأخذ على السياسة السعودية، وكان العتاب والمصارحة أساس الحوار، وركز الرئيس السوري على ضرورة دعم المقاومة الفلسطينية التي انتصرت في غزة ، وأكد على ضرورة عدم تقديم مكافآت لإسرائيل.

وقال الدكتور فؤاد شربجي المدير العام لقناة الدنيا الفضائية الخاصة التي طالما ُعرفت بانتقادها لسياستي مصر والسعودية منذ ان ابتدأ بثها تقريبا quot; ان ما حدث كان عتابا ومصارحات، وفي الحقيقة يمكن اعتباره كسراً لجليد المقاطعة بفتح الحوار بين المختلفين، ولكن وكي يتحول ( العتاب والمصارحة إلى مصالحة حقيقية ، لا بد من بلورة مواقف سياسية، ورسم استراتيجيات للعمل العربي المشترك تجعل ما جرى ( فعلاً ) عربياً لمواجهة الأخطار التي تجلت من خلال العدوان الإسرائيلي على غزةquot;.
واضاف quot; ان الإعلام السعودي الذي واكب حركة الملك quot;ركز على أنها مبادرة كبيرة، وهي فعلاً كذلك إذا كانت بوابة لمصالحة حقيقية ،ولكن الإعلام السعودي وهو يعتبرها مبادرة كبيرة يكمل شرحه لهذه المبادرة، بأنها وضعت الكرة في ملعب سوريا ،حيث رأى رئيس تحرير الشرق الأوسط أن مبادرة الملك عبد الله وضعت سوريا على المحك من أجل أن تغير سلوكها وسياستها ،بحيث تشارك في وضع ( خطوط حمراء) لإيران كي تبقى إيران في إيران...quot;.وتابع شربجي quot;راح هذا الإعلام السعودي يقول إنه يرى إيران كإسرائيل ،فإذا كانت إسرائيل تحتل أراضي عربية فإن إيران تحتل جزرا من الإمارات ، وإذا كانت إيران تريد مساندة القضية الفلسطينية فعليها أن تقدم عونها ومساندتها للدول العربية لا للتنظيمات المقاومة...وبذلك يبدو أن موضوع تحديد ( من هو العدو) مازال يشكل أزمة ومعيقاً لمصالحة عربية ، لأن محور المقاومة يعتبر إيران حليفاً، بينما تعتبرها دول الاعتدال مثيلاً لإسرائيل .كما راح الإعلام السعودي ، يؤكد أن الدول أكبر من التنظيمات والجماعات وبالتالي فإن على حماس أن تعرف انه لا بد من انضوائها تحت عباءة سلطة عباس، التي يعتبرها النظام الرسمي العربي بمثابة الدولة التي تمثل الفلسطينيين .quot;..ونقل شربجي عن الإعلام السعودي أن على حماس (وفصائل المقاومة)أن تعمل لخدمة دولتها وقضيتها والعرب، لا أن يخدموا الأجندة الإيرانية، وفي هذه النقطة موقف من المقاومة لا يمكن أن تقبله سوريا ولا يمكن أن يؤدي إلى مصالحة ..لان سوريا أكدت عبر رئيسها أن(أي تضامن عربي يجب أن يكون تضامنا مع قضايانا لا تضامنا ضد قضايانا)...ولفت الى قول الرئيس الأسد أن المقاومة التي قاتلت وضحت وقدمت الشهداء في غزة هي صاحبة الكلمة في قضية غزة والقضية الفلسطينية وعلى العرب دعمها ... وهذا موقف مغاير ومناقض للدعوة السعودية إلى ضرورة انضواء حماس تحت سلطة عباس.

وقال شربجي quot;إذا كان العتاب على الغداء الذي دعا إليه الملك السعودي هو بداية المصالحة، فإننا نرى أن أساس استكمال هذه المصالحة كما قال الرئيس الأسد quot;باعتماد المقاومة وإعلان الدعم لها بشكل واضح وغير ملتبس وعدم التشكيك في شرعيتها ..quot; واعتماد المقاومة سيحقق المصالحة ويعطي للأنظمة شرعيتها تجاه الأمة خاصة بعد العدوان الهمجي الإسرائيلي على غزة ،الذي يمكن اعتباره النموذج الإسرائيلي لما يمكن أن يهدد الدول العربية الأخرى، في حروب إسرائيل القادمة ضد العربquot;.واضاف انه لاستكمال المصالحة،لابد من تحديد من هو العدو، بعيدا عن خدمة الأجندة الأمريكية الإسرائيلية التي تعمل على جعل إيران عدو للأمة بديلا عن إسرائيل quot;.ونقل شربجي عن متابعين رؤيتهمquot; أن قوى الاعتدال التي تمثلها مصر والسعودية صدمت بصمود المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في غزة، كما صدمت بحجم الدمار والجرائم الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل بغطاء سياسي منها، كما صدمت قوى الاعتدال ...أن أميركا وإسرائيل وقعتا التفاهم الأمني الإستخباراتي لمنع التهريب والذي ينص على استخدام السعودية ومصر دون استشارتهما، كما أن إٍٍٍسرائيل أعلنت وقفا لإطلاق النار دون أن تعلم مصر، وبذلك خيبت إسرائيل أمل حلفائها المصريين ومن معهمquot; .ويقول المتابعون ، بحسب شربجي ، quot;إنه ربما وجد المعتدلون العرب أن لا طريق لمعالجة الصدمات التي تلقوها من الحرب على غزة سوى إجراء مصالحة مع محور المقاومة، والبوابة طبعاً سوريا quot;.ولكن يتخوف هؤلاء المتابعون من أن تكون أهداف هذه المصالحة إعلامية لإرضاء الشعوب التي تظاهرت ضد كل من سكت أو تواطأ أو شكل غطاء للحرب الإسرائيلية على غزة ،لأن اعتماد هذه المصالحة كنشرة إعلامية ربما يكون أسوأ وأخطر على دول الاعتدال والسبب بسيط وهو ان خطر إسرائيل لمسناه من جثث النساء وأشلاء الأطفال وحجم الدمار في غزة.