الحرب الأهلية تندلع في جنوب ايطاليا

علاقة ايطاليا بكلينتون والديمقراطيبن

رئيس وزراء ايطاليا يسعى جاهدا لانقاذ أليتاليا

هل تعيش ايطاليا أرجنتين أوروبية؟

ايطاليا: تفاوت الثقة بين برلسكوني ونابوليتانو

ايطاليا تواجه انتقاداً أوروبياً لاذعاً

طلال سلامة من روما: ولد quot;جوليو أندريوتيquot; بروما في عام 1919 وبرغم بلوغه سن التسعين عاماً إلا أنه ينظر دوماً الى الأمام بروح شبابية لا تعكس شيخوخته الطبيعية والسياسية. في النصف الثاني من القرن الماضي كان أندريوتي بطل الساحة السياسية هنا أين تولى منصب رئاسة الوزراء سبع مرات متتالية. اتهم أندريوتي بانتمائه الى المافيا الإيطالية وبأنه كان العقل المدبر لجرائم دموية طالت كذلك عدداً من الصحافيين. في النهاية، انتزع أندريوتي براءته من القضاة وهاهو اليوم عضواً مدى الحياة في مجلس الشيوخ. ولا يتأخر أندريوتي عن الاعتراف، خلال مقابلة هاتفية أجراها معه طلال سلامة من روما، من أن بعض أسرار الدولة الإيطالية سترافقه الى الجنة. مما لا شك فيه أن البوح بطلاسم هذه الأسرار يشكل خطراً على حياته بغض النظر عن عمره.

لقد وعدتم الجميع باعتزالكم السياسة لدى بلوغ سن الستين عاماً. لكن ثلاثين سنة أخرى مضت كالبرق. ما سر تمسككم بالسياسة؟
هذه حياتي وأنا لا أستطيع تغييرها. ان الأنشطة السياسة الحالية أهدأ بكثير من وضعها السابق. لقد تعبت كثيراً لكن التعب هو الذي ساعدني في المضي قدماً. فأنا أعشق التواصل الشخصي مع المواطنين وأعتقد أن رسم خريطة المشاكل بواسطة الاطلاع على جبال من المعطيات الورقية، في المنزل أم المكتب، أم مشاهدة المحطات التلفزيونية ليس المحرك التكويني لكل من يعشق العمل في القطاع السياسي لأن كل ذلك مجرد معادلات رياضية. كما أستطيع القول ان أيام الحرب الباردة أم الصدامات السياسية الكبرى ولت من دون رجعة.

ما هو تقويمكم بالنسبة الى أول رئيس أسود سيحكم أميركا؟
إنها مستجدات تاريخية. أنا أتأسف على كيفية معالجة وسائل الإعلام لهذا الحدث من زاوية عنصرية وكأنه أمر نادر الحصول. فالجميع لديهم ما يكفي من المهارات لرسم مستقبلهم الحر من القيود.

سؤال: ما هو التباين بين الأبطال السياسيين، القدماء والجدد؟
جواب: كان الأبطال السياسيين القدماء يتمتعون بالرغبة في الاحتكاك قدر الإمكان مع المواطنين. أما اليوم، فهم مجرد شخصيات ميكانيكية. في الماضي، كانت الأحزاب ونقابات العمال تتمتع بثقل أكبر وحيوية أعظم مما جعل علاقاتها مع الشعب حميمة وصديقة. أما اليوم، فإنها مجرد آليات بيروقراطية لا أكثر.

إذن أنتم تنظرون الى أزمات الأحزاب الإيطالية سلباً؟
بالطبع. فهذه الأزمات تنتشل منها ثروة سياسية تكوينية تعتمد على معرفة التاريخ وتعميق الدراسات الاقتصادية والدولية. ان السياسة نشاط جدي وليس ألعوبة لجني الأموال!

يعتبر سيلفيو برلسكوني بطل العهد السياسي الجديد. ما هو تعليقكم؟
انطلق برلسكوني محاطاً بسلة من الأوضاع الإيجابية المشجعة. كما كان واعياً جداً على أن كل إنجازاته انصبت في الطريق الصحيح. ان برلسكوني غير خبير في وسائل الإعلام لكنه نجح في تأسيس شركة تدعى quot;فيننفيستquot; تعادل قوتها الإعلامية والتجارية تلك التابعة للدولة أي quot;رايquot;. في القطاع العقاري، نجح برلسكوني في بناء أحياء سكنية بكاملها برغم أنه ليس مهندساً. ربما يكون برلسكوني محظوظاً منذ البداية لكنه أثبت على أنه قادر على تحويل كلامه الى أفعال.

ما هو تقويمكم لبرلسكوني تحت المجهر السياسي؟
ان أداؤه السياسي في تحسن. في البداية، ارتكب برلسكوني عدة أخطاء لكنه أعاد مراجعة نفسه لإتقان هذه المهنة بحذافيرها.

في الماضي كنتم أقوى رجل سياسي بإيطاليا خاف الجميع منه. كيف استطعتم تولي منصب رئاسة الوزراء سبع مرات متتالية؟
لم أواجه في الماضي أي خصم سياسي أخافني. أنا رجل بسيط أتحدث مع كافة الشرائح الاجتماعية وأدرس البشر جيداً، عن طريق الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات حولهم، قبل أن أخطو أي خطوة متهورة. لولا إنني عضو دائم في مجلس الشيوخ لكان بإمكاني استقطاب أصوات الناخبين لغاية اليوم. لكن ما المنفعة من ادراة رئاسة وزراء البلاد في هذا العمر؟

هل نجحتم في تجاوز الصدمة الناجمة عن خضوعكم للعشرات من جلسات المحاكم؟
نعم لكنني عندما أفكر بها أشعر بغضب عارم لا أتمكن من السيطرة عليه. لقد تم استعمال أيدي القضاء لتنحيتي من الحياة السياسية هنا. وهذه كان سياسة شريرة للغاية معي.

ما سبب التوتر بين القضاء ورئاسة الوزراء؟
ان القضاة هم المشكلة الأكبر هنا. فالقوانين متساوية أمام الجميع باستثنائهم. علينا محي تلك التيارات القضائية المنظمة لأنها باتت مسيسة.

أثناء علاقاتكم الخاصة مع دولة الفاتيكان يُقال أنكم قمتم بتلبية مصالح الكنيسة الكاثوليكية بصورة رئيسية ومصالح الدولة بصورة هامشية.
ان دولة الفاتيكان ليس بحاجة لأحد، وأنا ضمنهم. على العكس فان الفاتيكان قامت بمساعدتنا كدولة. لننظر الى هجرة الإيطاليين الى أميركا، مثلاً، حيث لعب الكاردينال quot;سبيلمانquot; دوراً طليعياً في فتح أبواب الهجرة أمام الإيطاليين الذين كانت سمعتهم بأميركا على مستوى نعل الحذاء.

هل تؤيدون الإصلاحات التي يقودها برلسكوني حول ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية القادم مباشرة من الشعب؟
كلا. ان الدول التي عاشت في الماضي متقوقعة داخل الأنظمة الديكتاتورية عليها الانتباه من عدم الوقوع مجدداً في دواماتها.