رام الله، وكالات:
رحبت السلطة الفلسطينية الجمعة بقرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تعيين السناتور السابق جورج ميتشل مبعوثا لعملية السلام في الشرق الاوسط. وقال رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض احمد قريع quot;نرحب بهquot;، مؤكدا ان quot;تعيين مسؤول بهذا الوزن الكبير وهذا المستوى السياسيquot; يعكس quot;اهتماما اميركيا بالتوصل الى حل للقضية الفلسطينيةquot;.

وتابع ان quot;تعيين ميتشل من قبل اوباما في اليوم الاول لتسلمه منصبه والاتصالات التي اجراها مع الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس وقادة دول المنطقة وقرار ارسال ميتشل الى المنطقة في اقرب فرصة، يعكس اجواء ايجابية تدل على اهتمام ادارة اوباما بالقضية الفلسطينيةquot;. واضاف quot;نتوقع ان يأتي ميتشل الى المنطقة ولديه خطة مرتكزة الى خطاب الرئيس اوباما خلال حفل تعيين ميتشيل تقوم على اساس اقامة دولة فلسطينية مستقلةquot;.

وتابع quot;سنطالب اوباما بالاضافة الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، بحل كل القضايا الاساسية بما حل قضية اللاجئين وكل الثوابت الفلسطينيةquot;. واكد قريع في الوقت نفسه quot;سنبذل كل جدية وكل امكانية للتعاون معه من اجل تقريب التوصل الى حل للصراع على اساس الثوابت الفلسطينية والقرارات العربية والدوليةquot;.

بدوره قال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينه quot;سنتعامل مع مبعوث الادارة الاميركية بجدية راجين ان يحمل التغيير المطلوب لانطلاقة جدية لعملية السلام تؤدي لقيام دولة فلسطينيةquot;. ورأى ان quot;تعيين ميتشل وقبل اتصال اوباما وهيلاري كلينتون وكل ذلك خلال يومين على تسلم اوباما لمنصبة يدل على اهتمام الادارة الاميركية بالصراع في المنطقة واهمية حل القضية الفلسطينيةquot;.

واشار قريع الى تجربة ميتشل quot;في القضية الفلسطينية وحل الصراعات السياسيةquot;. وقال quot;عملنا معه وهو صاحب تقرير ميتشل الذي طالب بوقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في اراضي الفلسطينية وطالب بانسحاب الجيش الاسرائيلي من مدن وقرى الضفة الغربية وكان موضوعيا في تقريرهquot;.

وقال أوباما في كلمة في وزارة الخارجية الاميركية التي زارها ليؤكد الاهمية التي يوليها للعمل الدبلوماسي ان quot;سياسة ادارتي هي العمل بفاعلية وجرأة من اجل سلام دائم بين اسرائيل والفلسطينيين وكذلك بين اسرائيل وجيرانها العربquot;. واضاف quot;للمساعدة على تحقيق هذه الاهداف قررنا، انا ووزيرة الخارجية (هيلاري) كلينتون ان نطلب من جورج ميتشل ان يكون مبعوثا خاصا للسلام في الشرق الاوسطquot;.

وتابع اوباما ان ميتشل الذي يعد احد مهندسي السلام في ايرلندا الشمالية quot;سيتوجه الى المنطقة في اقرب وقت ممكن لمساعدة الاطراف الموجودة على ضمان ان يكون وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه، دائما وقابلا للاستمرارquot;.

ويشكل ارسال مفاوض محنك ومحترم الى المنطقة قطيعة مع سياسة الرئيس السابق جورج بوش الذي رفض طويلا المشاركة مباشرة في عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل ان يطلق المفاوضات مجددا في انابوليس في تشرين الثاني/نوفمبر 2007.

وخلافا لوزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس التي كانت تصر على الطابع quot;الثنائيquot; لمفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين وترفض المشاركة في المحادثات، يبدو اوباما مصمما على اشراك الولايات المتحدة مباشرة في العملية. وقال ان quot;التاريخ اثبت ان التزاما صارما ومتواصلا للولايات المتحدة يمكن ان يخفض الشقاق ويخلق القدرات التي تسمح بتحقيق تقدمquot;.

لكن في المضمون، لا يشكل موقف اوباما قطيعة مع سياسة الرئيس بوش، مبررا خصوصا الهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة واسفر عن مقتل اكثر من 1300 فلسطيني. وقال quot;لنكن واضحين. اميركا مصممة على الدفاع عن امن اسرائيل وسندعم دائما حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات مشروعةquot;. واضاف ان quot;حماس اطلقت لسنوات آلاف الصواريخ على ابرياء اسرائيليينquot;، معتبرا انه quot;ليست هناك ديموقراطية يمكنها ان تسمح بتعرض سكانها لمثل هذا الخطر وكذلك الاسرة الدولية وعلى الفلسطينيين الا يسمحوا بذلك ايضا لان مصالحهم تتضرر بمثل هذه الاعمال الارهابيةquot;.

لكن الرئيس الاميركي اكد في الوقت نفسه ان quot;اطلاق الصواريخ على الاسرائيليين غير مقبول وكذلك الامر لمستقبل بلا امل للفلسطينيينquot;. وتابع اوباما quot;الآن علينا ان نمد يدنا للين يرغبون في السلامquot;، قبل ان يدعو الى فتح المعابر الى قطاع غزة للسماح بمرور المساعدة الدولية quot;مع مراقبين مناسبين وبمشاركة السلطة الفلسطينية والاسرة الدوليةquot;.

وبقبوله المهمة الموكلة اليه، اكد ميتشل انه quot;سيبذل اقصى الجهود من اجل التوصل الى السلام والاستقرار في الشرق الاوسطquot;. واكد هذا العضو السابق في لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ والمولود لاب ايرلندي وام لبنانية انه quot;ليست هناك نزاعات لا تحلquot;. واضاف ان quot;النزاعات يبدأها ويخوضها ويواصلها بشر ويمكن ان ينهيها بشرquot;.