رجّح محلل سياسي سوري أن تؤثر زيارة العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز اليوم (الأربعاء) إلى دمشق بشكل إيجابي في بعض الملفات الساخنة في المنطقة، واستبعد في الوقت نفسه أن تؤثر هذه الزيارة إيجاباً بتحسن العلاقات السورية الأميركية

دمشق: حول أهمية زيارة الملك عبد الله بالنسبة لسوريا قال الكاتب والمحلل السياسي السوري عمر كوش إنها تأتي quot;تتويجاً لخطوات التقارب ما بين البلدين وخصوصاً بعد تعيين سفير للسعودية في دمشق وسفير لسورية في الرياضquot; حسب تعبيره وكانت السعودية عيّنت مطلع الشهر الماضي سفيراً جديداً لها في دمشق بعد نحو ستة عشر شهراً من سحب سفيرها من سوريا، كما قامت دمشق الشهر الماضي بتعيين سفير جديد لها في الرياض

وحول الملفات التي ستساهم القمة السورية السعودية في حلها قال quot;لاشك أن هذه الزيارة ستؤثر بشكل إيجابي على بعض الملفات الساخنة في المنطقة وخصوصاً الملف اللبناني، بحيث يمكن القول أن هذه الزيارة أعطت الضوء الأخضر لتشكيل الحكومة اللبنانية، أما بعض ملفات المنطقة فباعتقادي فإن تأثير هذه الزيارة سيكون محدودquot; وفق قوله

وعن تأثير زيارة الملك السعودي لسورية على العلاقة السورية ـ الأميركية، قال كوش quot;لا أعتقد أن لهذه الزيارة علاقة بتحسن العلاقات السورة الأميركية لأن الحوار السوري الأمريكي وصل إلى طريق مسدود بعد زيارة الوفد الأمني والعسكري الثانية إلى دمشقquot; على حد تعبيره

وكانت آخر اجتماعات بين مسؤولين سوريين وأميركيين عقدت في دمشق في منتصف آب/ أغسطس الماضي شارك فيها عن الجانب الأميركي فريدريك هوف مستشار المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، ومايكل مولر الجنرال في القيادة الأميركية المركزية، وقالت بعض المصادر المتابعة إنها كانت فاشلة ولم يتوصل الطرفين إلى اتفاقات وقواسم مشتركة من خلالها

وعن العلاقات السورية العربية وما يمكن أن تقدمه زيارة العاهل السعودي قال quot;بالنسبة للعلاقات الثنائية، بين سوريا والسعودية، أعتقد أن تأثير الزيارة سيكون إيجابياً وكبيراً، وربما سيتفرع عنها اتصالات ثنائية مع القاهرة بحيث يمكن أن نشهد خلال فترة قريبة بعض الاتصالات لإعادة وصل ما انقطع مع القاهرةquot; على حد قوله

وتمر العلاقات السورية المصرية منذ نحو أربع سنوات بمرحلة من الجمود، وقاطع الرئيس المصري قمة دمشق التي عقدت في شهر آذار/ مارس عام 2007. وحصل لقاء تصالحي (شكلي) بين الرئيس الأسد ومبارك في كانون ثاني/ يناير الماضي، خلال قمة مصالحة جمعت قطر ومصر إلى جانب السعودية وسوريا على هامش القمة الاقتصادية التي استضافتها الكويت، ثم خلال قمة رباعية في الرياض في آذار/ مارس الماضي جمعت زعماء السعودية والكويت وسوريا ومصر، ولم تحقق هذه اللقاءات المصالحة المرجوة بين الزعيمين