كشفت الصحف الاسرائيلية ان وزارة خارجية البلاد ستتعقب كل تصريح يصدر عن القاضي الدولي في قضية تقرير غولدستون من أجل الطعن في مصداقية التقرير وصاحبه.

تل أبيب: سيطر الاتفاق الذي توصلت إليه إيران مع وكالة الطاقة الدولية ودول الغرب والذي يقضي بالتزام إيران بعدم استخدام طاقتها الذرية عسكريا، وتخصيب الأوروانيوم في كل من روسيا وفرنسا، على اهتمام الصحف الإسرائيلية، التي اعتبرت أن الاتفاق بمثابة ترخيص دولي لإيران بمواصلة تجاربها ومحاولاتها لتطوير فنبلة ذرية. وقالت الصحف إن إيران وافقت على الاتفاق لأنه سيمكنها من بمواصلة نشاطها السري في تطوير أسلحة الدمار الشامل من جهة، في المرحلة الأولى، والمطالبة بتطبيق نفس المعايير على إسرائيل، من جهة ثانية في مرحلة لاحقة، والسعي لإلزام إسرائيل بفتح منشآتها الذرية في ديمونا أمام طواقم التفتيش الدولية التابعة لوكالة الطاقة الذرية.

إلى ذلك كشفت الصحف عن وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي سياق مواجهتها وتعاملها مع تقرير غولدستون، قررت متابعة وتعقب كل حركة وتصريح تصدر عن القاضي الدولي، وإعداد ملف يمكنها من الطعن في مصداقية التقرير وصاحبه.

يسرائيل هيوم: اتفاق أم خدعة؟

تحت هذا التساؤل كتبت يسرائيل هيوم في أكثر من تعليق لصحافييها، إن تصريح وزير الخارجية الإيراني الذي جاء فيه إن إيران لن تتنازل يوما عن حقها في امتلاك التكنولوجيا الذرية، يؤكد عمليا الشكوك بشأن مدة نية إيران الالتزام بتعهداتها للدول الموقعة على الاتفاق معها في فينا. وقد كتب دان مرغليت في تعليق خاص، وصف فيه محمد اليرادعي أنه كان في الأعوام الأخيرة عميلا مزدوجا لنظام إيران، إن البرادعي سارع ليزف للعالم بشرى الاتفاق، الذي تلتزم إيران بموجبه بتحويل غالبية الأورانيوم لتخصيبه في روسيا وفرنسا، وليس كله يعني إبقاء قسم من هذا الأورانيوم في إيران، ويعني إبقاء quot;ثغرة مفتوحة لينفذ منها اللصquot;. وتساءل مرغليت من الذي سيلزم النظام في إيران للالتزام بالاتفاق وتنفيذه بحذافيره؟، إذ يمكن دائما إخفاء هذه الكمية القليلة المتبقية ونقلها من مكان لآخر، وبالتالي فإنه وفق المتفائلين من الاتفاق فإن هذا الاتفاق من شأنه في أحسن الأحوال أن يؤجل انتاج الأسلحة الذرية ليس أكثر.

quot;للرئيس الإيراني محمد أحمد النجادي ، هدف استراتيجي وهو تطوير أسلحة ذرية، حتى تصبح بلاده دولة عظمى في المنطقة تملي سير الأحداق في الشرق الأوسط. إن نظامه جاد، ومخادع ولن يتنازل عن هدف كهذا لمجرد أن العالم المتنور يطالبه باحترام الالتزامات التي قطعها على نفسهـ عندما انضمت إيران للمعاهدة الدولية لحظر انتشار أسلحة الدمار الشاملquot;. ومضى مرغليت يقول إن التاريخ يعلمنا أن مثل هذه الاتفاقيات هي وصفة أكيدة للانتهاك. فمثل هذا النظام الدكتاتوري لن يتردد بإسناد سياسته الخارجية على خدعة دولية، عندما يستيقظ العالم منها سيكتشف أن القنبلة الفارسية جاهزة، أو أنه تم إجراء تجربة تحت الأرض، وعندما لن يرى نقطة احمرار واحدة على وجه النجادـ خجلا من الخدعة، وسيكون هناك دائما من سيدافع عن إيران ويوصي ببلع الحبة المرةquot;.

يديعوت أحرونوت: نحن سندفع الثمن

لم يختلف موقف يديعوت أحرونوت عن موقف باقي الصحف الإسرائيلية في مسألة الملف الإيراني، وقالت يديعوت في تعليق لمحللها العسكري، أليكس فيشمان، إن إسرائيل هي التي ستدفع في نهاية المطاف ثمن الاتفاق بين إيران والغرب، فالاتفاق لا يشكل ضوءا في نهاية النفق بل هو قطار انطلق من آخر النفق وهو يندفع نحونا مبشرا بالكارثة. ومضى فيشمان يقول إن واشنطن بدأت تستعد لاحتمال أن تطلب إيران الآن إشرافا دوليا على منشآت الذرة الإسرائيلية، وسيسر، محمد البرادعي، رئيس وكالة الطاقة الذرية، الذي تم تصنيفه منذ فترة طويلة كمراوغ وعميل لإيران، إذا تمكن من تحقيق حلم العالم العربي، وتحييد ما يعتبر القوة الذرية الإسرائيلية.

أما المحلل رونين بيرغمان، فاعتبر أن التوقيع على الاتفاق بين إيران والغرب، يعني عمليا محو كل quot;أخطاء الماضيquot;. وسيكون من الصعب في ظل الواقع الجديد تمرير مشروع قرار يطالب بمقاطعة إيران، أو فرض عقوبات عليها، لأنها ستدعي أنها تنفذ كل قرار يطلب منها، ولكن إذا اتضح أن إيران تعمل سرا لبناء قنبلة ذرية سيكون بالإمكان عندها الحديث عن خيار عسكري ضدها.

إسرائيل تعد ملفا ضد غولدستون

كشفت يسرائييل هيوم، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تعد ملفا خصا ضد رئيس لجنة التحقيق الدولية، ربتشارد غولدستون وأفراد طاقمه ، حيث ستقوم بجمع المعلومات عنهم وذلك بحثا عن ما يمكن أن يساهم في الطعن بمصداقية التقرير. وقالت مصادر في الخارجية الإسرائيلية إن هذه المسألة هي مجرد خطوة هامشية من جملة خطوات تعتزم الخارجية الإسرائيلية اتخاذها، ومنها خطوات سياسية وقضائية أخرى، عدا عن نشاطات إعلامية في العالم. وكشفت الصحيفة أن سفير إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، د. دوري غولد يعتزم قريبا إجراء مناظرة مع القاضي غولد في الخامس من نوفمبر في حامعة برنديس الأمريكية. كما ستتابع الخارجية الأمريكية كل تحرك وكل تصريح يصدر عن غولدستون أو أي من أفراد لجنته.