بعد ان افتقدت الولايات المتحدة لعقود الى مركز أبحاث ودراسات عربي مستقل، انشئ اخيرا مركزان معنيان برصد الولايات المتحدة إعلاميًّا وسياسيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا ومؤسساتيًّا.

واشنطن: على الرغم من زيادة الاهتمام بالعالمين العربي والإسلامي وقضاياهما بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، داخل الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، تفتقد واشنطن إلى مركز أبحاث ودراسات عربي مستقل، لا يتبع لجامعة أو حكومة أو أي جهة أميركية، يعمل كجميع مراكز الأبحاث الأميركية في واشنطن، على تحليل ودراسة العلاقات العربية ـ الأميركية من وجهة نظر عربية وليست أميركية. وهو الأمر الذي دفع السورية الأصل فرح الأتاسي والمهتمة بقضايا العالمين العربي والإسلامي إلى إنشاء مركزين مستقلين معنيين برصد الولايات المتحدة إعلاميًّا وسياسيًّا وفكريًّا واقتصاديًّا ومؤسساتيًّا، فأسست المركز العربي الأميركي للترجمة والأبحاث والإعلام، والمعروف بـquot;آكتquot;، ومركز المعلومات والمصادر العربي.

أكت .جسر للتواصل بين العرب والأميركيين

يهتم المركز العربي الأميركي للترجمة والأبحاث والإعلام (آكت) ـ الذي يُعد أول مركز دراسات وأبحاث ورصد إعلامي مستقل يُعنى برصد العلاقات العربية ـ الأميركية وتوضيح الذهنية الأميركية لصانع القرار والقارئ والمواطن العربي ـ بتجسير الهوة بين العرب والأميركيين. فيقدم خدمة ترجمة وعرض لما يصدر من أفكار وأبحاث ودراسات واستطلاعات رأي فيما يخص العالمين العربي والإسلامي وقضاياهما. ورؤية العرب للسياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط ورؤية العرب تجاه الولايات المتحدة من جهة أخرى. فالمركز يهدف إلى بناء جسور التواصل بين العرب والأميركيين بفتح قنوات الاتصالات الشعبية و الرسمية وتبادل وجهات النظر والخبرات عبر برامج التبادل الثقافي ومساعدة الأميركيين على فهم العالم العربي وكل ما يتصل به، وإيصال المواطن العربي إلى فهم أفضل للولايات المتحدة.

يَصدرُ المركز منذ أكثر من سبع سنوات خمس نشرات إلكترونية هي: مرآة الصحافة الأميركية، النشرة الاقتصادية الأميركية العربية، الكونغرس الأميركي والعرب، قراءات أميركية: مراجعة الكتب والدراسات الأميركية، وأخيرًا نشرة عين على البيت الأبيض التي ترصد أخبار الإدارة الأميركية من quot;الألف إلى الياءquot;، على حد وصف quot;فرحquot; في حورانا معها.

يهتم المركز بترجمة وعرض ما يصدر عن مراكز الفكر والرأي الأميركية، والمؤسسات المهتمة باستطلاعات الرأي العام الأميركي تجاه قضايا العالم العربي، وتلك المهتمة باستطلاع آراء العرب تجاه الولايات المتحدة وسياساتها في المنطقة. وما تصدره ـ أيضًا ـ الجامعات الأميركية والمراكز البحثية بها المختصة بدراسة منطقة الشرق الأوسط، والإعلام الأميركي المسموع والمقروء والمرئي.

وانطلاقًا من شعاره: quot;ننقل الفكر قبل الخبرquot;. quot;نحن لسنا وسيلة لنقل الخبر وإنما وسيلة لإيصال الفكرquot; يُصدر المركز نشرة يومية إلكترونية باللغة العربية quot;مرآة الصحافة الأميركية quot; عن الافتتاحيات والمقالات بالصحف الأميركية حول العالم العربي وقضاياه. وتهدف تلك النشرة إلى إعلام الرأي العام العربي بما تتضمنه وسائل الإعلام الأميركية من قضايا شرق أوسطية وآراء النخبة الفكرية والسياسية والأكاديمية والثقافية الأميركية للقارئ العربي ومتابعة كافة التوجهات الفكرية والسياسات الأميركية تجاه العالم العربي.

وفي المقابل يُصدر المركز نشرة إلكترونية quot;مرآة الصحافة العربيةquot; باللغة الإنجليزية حول أهم الافتتاحيات والمقالات والتقارير والأخبار التي تصدرها الصحف العربية عن الولايات المتحدة وسياساتها تجاه قضايا المنطقة والعلاقات العربية ـ الأميركية وما يتصل بها. وتلك النشرة تركز بصورة أساسية على نقل الصوت والفكر العربي للقارئ الأميركي، ونقل ما يدور من سجال عربي وأفكار بين النخبة الفكرية والإعلامية حول السياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. ويسعى المركز إلى إصدار دراسات وتقارير صحفية وإعلامية تتعلق بالعالم العربي ونشرها في جُلِّ المؤسسات الأميركية بكافة أطيافها الإعلامية والاقتصادية والفكرية والدبلوماسية.

ولا تغيب مراقبة الكونغرس وتناوله لقضايا المنطقة والمؤسسات المتصلة به لاسيما البحثية التي تصدر دراسات وتقارير عن قضايا المنطقة والتي تكون الورقة الخلفية التي يعتمد عليها أعضاء الكونجرس في مناقشة قضايا المنطقة بمجلسي الكونغرس، مجلس الشيوخ والنواب. ويصدر المركز نشرة شهرية باللغة العربية عن أهم وآخر المناقشات والتشريعات التي يناقشها مجلسي الكونغرس حول منطقة الشرق وقضاياها.

وعلى صعيد متصل يصدر المركز نشرة إلكترونية باللغة العربية والإنجليزية تصدر مرتين في الشهر. فالنشرة الصادرة باللغة العربية والتي تحمل عنوان quot;بين السطور: قراءات أميركيةquot; تعرض لأهم الكتب الأميركية عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تصدرها كبرى دور النشر والجامعات ومراكز الفكر والرأي. يركز المركز بجانب أهم الكتب الأميركية بصفة عامة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية منها، إلا أنه يركز بصورة خاصة على الكتب الأميركية الصادرة عن الإسلام والنفط وصراع الحضارات والسياسات الأميركية في الشرق الأوسط. كما يقوم المركز بتوفير خدمة شراء الكتب الأميركية المتعلقة بالمنطقة ـ بكميات صغيرة أو كبيرة ـ وشحنها وإرسالها لزبائنه وشركائه بالمنطقة.

وتعرض النشرة العربية المعنونة quot;بين السطور: قراءات عربيةquot; لأهم الكتب العربية حول العلاقات العربية ـ الأميركية والسياسات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. ويعمل المركز على نقل ما يصدر عن كبريات دور النشر العربية والمؤسسات الرسمية وغير الرسمية إلى النخبة الثقافية والأكاديمية الأميركية لتكون على صلة لما يصدر بالمنطقة من أفكار ودراسات وكتب. ويعتمد المركز في تمويل أنشطته ودفع أجور المترجمين والباحثين والمستشارين العاملين على الاشتراكات الشهرية أو العقود السنوية.

لنجاح النشرات الإلكترونية والتقارير الحصرية التي يرسلها المركز لعديدٍ من وسائل الإعلام العربية والحكومات والمؤسسات البحثية وغيرها، تحول المركز إلى مصدر معلومات هام لعديدٍ من صناع القرار والقادة والسياسيين العرب ووزارات الإعلام العربية والصحف والقنوات الفضائية العربية وحتى بعض رجال الأعمال المهتمين بالعلاقات العربية ـ الأميركية.

وللمركز شركاء كثر يصعب حصرهم في التقرير ـ ولكن هناك قائمة بهم على الموقع الإلكتروني للمركز ـ ومنهم على سبيل المثال ـ فقط ـ صحف كالرياض السعودية والوطن القطرية والقبس الكويتية، ومراكز أبحاث ودراسات كمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، وجامعات كجامعة دمشق والقاهرة، ومكتبات كمكتبة الملك عبد العزيز العامة والدار العربية للعلوم ببيروت، وغيرهم كثير من الشركاء من مؤسسات عربية رسمية وغير رسمية.

خدمات تجارية

واستنادًا إلى الموقع الإلكتروني للمركز يقدم المركز خدمة الترجمة من وإلى اللغة العربية إلى زبائنه وشركائه، مع إمكانية تقديم خدمات ترجمة إلى لغات شرق أوسطية وآسيوية أخرى (فارسية، باكستانية، أفغانية، كردية، أرمينية، شركسية .الخ). كما يقدم المركز خدمات الترجمة الفورية والدبلجة والترانسكريبت.

فيقدم المركز ترجمة قانونية متخصصة وعقود شركات وكل ما يتعلق بعلم القانون، وترجمة المواد الدعائية وكل ما يتعلق بأمور التجارة وترجمة التقارير والشهادات الصحية والطبية وكل ما يتعلق بالصحة.

ويلعب المركز بدور الوسيط في دعوة الخبراء والمختصين والأساتذة والمحللين ورجال الأعمال والمسئولين الحكوميين ـ السابقين والحاليين ـ والدبلوماسيين وأعضاء الكونغرس للظهور والتعليق والمشاركة في وسائل الإعلام العربية، والمشاركة في كبرى المؤتمرات والمنتديات والمعارض والنشاطات التي تُقام بالشرق الأوسط. فضلاً عن إجراء مقابلات وتحقيقات مع أشخاص ومسؤولين وأصحاب شركات لصالح أي مؤسسة إعلامية أو مركز دراسات وأبحاث في العالم العربي.

بالإضافة إلى تأجير استوديوهات وكاميرات ومصورين ومراسلين وصحافيين وخبراء للعمل في مشروع إعلامي معين أو مؤسسة إعلامية، وإجراء استطلاعات للرأي quot;مصورةquot; أو quot;مكتوبةquot; في الشارع الأميركي لصالح جهة إعلامية معينة أو مركز أبحاث ودراسات عربي أو شركة علاقات عامة. ناهيك عن قيام المركز بتنظيم ورشات عمل ودورات تدريبية للصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام العربية في أي مؤسسة إعلامية أميركية أو جامعات ومراكز مختصة بالشأن الإعلامي. وتنظيم مؤتمرات إعلامية واقتصادية وثقافية وتجارية في الولايات المتحدة أو الشرق الأوسط. كما يقوم المركز بدور ترويجي ودعائي داخل الولايات المتحدة لأي دولة عربية أو شركات في الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت الإعلامية المهمة المحلية والكبرى داخل الولايات المتحدة.

فرح الأتاسي.عربية تحمل هموم العالم العربي والإسلامي

لا يقتصر نشاط فرح على تجسير الهوة بين العرب والأميركيين لأصولها العربية ودراستها وعملها داخل العاصمة الأميركية وانشغالها بالهم العربي والإسلامي بل إنها سعت منذ أكثر من عام إلى تأسيس وافتتاح مركز المعلومات والمصادر العربي في واشنطن، وهذا المركز موجه للداخل الأميركي. وتقول فرح ان المركز هو quot;حلمي الشخصي الصغير الكبير الذي عكفت عليه منذ أكثر من ثلاث سنواتquot;، وكان الهدف من إنشاء هذا المركز هو أن يكون مرآة تعكس العالم العربي بحالته الراهنة وبكافة مؤسساته الفكرية والثقافية والحضارية والسياسية والأكاديمية والاجتماعية والفنية .إلخ، ويكون بوابة الأميركيين للعالمين العربي والإسلامي .

مركز المعلومات والمصادر العربي هو مركز ثقافي عربي مستقل يمثل صوت العرب في أميركا، ويعمل على الترويج للثقافة والحضارة العربية، وأن يكون للعالم العربي وجود في أميركا فهو موجه للداخل الأميركي وللشعب الأميركي. والهدف منه التواصل مع الأميركيين رسميًّا وشعبيًّا وفكريًّا وثقافيًّا لتوضيح العالمين العربي والإسلامي للشعب الأميركي على كافة مستوياته.

ولدورها في تجسير الهوة بين العرب والأميركيين نشرت صحيفة quot;واشنطن تايمز quot; في السادس والعشرين من يونيو الماضي تقريرًا للصحفي quot;جيمس موريسن quot; quot;تحت عنوان quot;شرح العالم العربي: سورية أميركية تسعى للتقريب بين الأديان والثقافاتquot; يتحدث فيه عن quot;فرحquot; ودورها في تجسير الهوة بين العرب والأميركيين من خلال مركزيها. وquot;فرحquot; مفكرة وباحثة وأديبة ومستشارة إعلامية وسياسية وناشطة سورية الأصل. وحاصلة على عدة شهادات في الأدب والسياسة والعلاقات الدولية من سوريا والولايات المتحدة الأميركية، حيث حصلت على درجة البكالوريوس وعلى دبلوم الدراسات العليا من كلية الآداب والعلوم الإنسانية من جامعة حلب. وحصلت quot;فرحquot; على بعثة دراسية لدراسة العلوم السياسية والعلاقات الدولية من جامعتي quot;هارفاردquot; وquot;جورج تاونquot;، وقد بدأت دراستها في اليونان ثم انتقلت إلى العاصمة الأميركية quot;واشنطنquot; حيث حصلت على شهادة من جامعة quot;جورج تاونquot; في العلوم السياسية والدبلوماسية العامة. وتعيش مع زوجها اللبناني الأصل الحاصل على درجة الدكتوراه في هندسة الاتصالات في واشنطن، وquot;فرحquot; أم لطفلين هما: quot;هاديquot; وquot;آيةquot;.