Video: Hundreds of football fans took to the streets of Paris ...

لم يكن من المتوقع أن تؤثر مباراة في كرة القدمفي علاقات الدول العربية ببعضها البعض، إلا أن الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر للتأهل على نهائيات كأس العالم أخذت تتفاقم مع توسع الازمة الرياضية ومع استمرار التعبئة الاعلامية التي اتخذت منحى عدائيًا من كل طرف ضد الآخر وسط اتهامات متبادلة. وأكد خبراء وسياسيون مصريون ضرورة احتواء الأزمة ومراجعة مصر لدورها وسياساتها الخارجية خصوصًا العربية.

القاهرة: طالب خبراء وسياسيون مصريون بضرورة العمل على احتواء الأزمة التي تسببت فيها مباراة كرة القدم بين البلدين الشقيقين مصر والجزائر، مؤكدين أن علاقة البلدين تاريخية وأكبر من مباراة كرة قدم. وأرجع الخبراء ما حدث إلى تعطش الشعبين الى تحقيق انجازات حقيقية على ارض الواقع، وهو ما جعلهم يبحثون عن انجاز ثانٍ لتحويله الى انجاز كبير، مطالبين بضرورة أن تقوم مصر بمراجعة سياساتها وعلاقاتها العربية بشكل يحقق مصالحها.

وقال الكاتب الصحافي سليمان جودة ان الحماقة الإعلامية من قبل الجانبين هي التي أوصلت الأمور الى هذا المنحدر، وإذا كانت هناك خسائر وقعت بعد اعتداءات المشجعين الجزائريين على المصريين في السودان فكان الاجدر ان يكون quot;العلاج بمحاصرة هذه الخسائر في نطاقها المحدود، لا التمادي في اتجاه مضاعفة حجمهاquot;. وأضاف ان مباراة الكرة التي جرت في السودان لا يجوز ان تخرج عن نطاق الملعب لأن هذا حجمها ووزنها الحقيقي quot;ولا يجب ان يستدرجنا أولئك الذين احرقوا العلم المصري الى مشاعر عمياء وجاهلة، والبعد عما يقضي به العقل ومقتضياته quot;.

quot;مصر
مصر x الجزائر :المعركة مستمرة

وقال سليمان ان المهووسين من قبل الجانبين المصري والجزائري لا يجب ان يستدرجوا العقلاء الى عقاب شعبين، وأعلن الكاتب اختلافه مع رئيس تحرير جريدة quot;المصري اليومquot; مجدي الجلاد، الذي أعلن سحب مبادرة الجريدة quot;وردة لكل لاعب جزائريquot; والمستشار مرتضى منصور، الذي طالب بطرد السفير الجزائري من القاهرة.

ومن جانبه عزا عمرو الشوبكي، الخبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، السبب في الأزمة السياسيةفي البلدين بالتعديل الدستوري الذي يضمن للرئيس بوتفليقة البقاءفي السلطة مدى الحياة. وقال المفكر ان الأزمة السياسية نتجتمن وجود احتقان لدى الجانبين بسبب المظاهر الاجتماعية والاقتصادية، ما ادى الى تفريغ حالة الاحتقان التى يعاني منها الشعبان فى المجال الرياضي، مشيرا الى ان الاهتمام السياسي في المباراة يعكس فشلا سياسيا وتوظيفا في غير محله لتعويض الإخفاقات التنموية للنظامين.

واتفق الدكتور وحيد عبد المجيد، المحلل السياسي والخبير في مركز الأهرام، مع الشوبكي، مضيفًا ان حرمان الشعبين وتعطشهما لتحقيق اي انجاز حقيقي ادى الى أنها تبحث عن إنجاز ثانوي حاولت ان تحوله الى انجاز كبير. وقال ان الأحداث التي تلت المباراة وضعت الحكومة المصرية فى مأزق بين إرضاء الرأي لعام باتخاذ قرار ضد الجزائر، وبين الحفاظ على العلاقات والسعي إلى إزالة التوتر بين الجانبين.

Hundreds of Egyptians gather for a protest near the Algerian ...

وشدد سياسيون على ضرورة إعادة تقييم مصر لعلاقاتها العربية من بعد الأحداث التي تلت المباراة، والتي تعبر عن مشاعر كراهية كبيرة وفقا للدكتور مصطفى علو، رئيس قسم السياسة في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، مضيفا ان العلاقات المبنية على المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة هي الأقوى، لكن لا يعني ذلك ان نسحب مصر من مشاعرها تجاه الدول العربية.

واتفق مع تلك الآراء السفير السابق محمود شكري الذي قال ان على مصر ان تعيد النظر في مكانتها ووضعها الحالي، مشيرًا الى ان مصر لم تعد في وزنها كما كانت في السابق، مشيرًا الى اختراق لاعبين جدد للقضايا الاقليمية العربية مثل تركيا وإيران جاء على حساب الدور المصري. وطالب الدكتور محمود فرج سفير مصر السابق في إيران بوضع خطة متكاملة لعلاقات المصرية الخارجية، كل دولة على حده بناء على المصالح المشتركة.