تعالت أصوات دول عدة تشارك في الحرب الدائرة في أفغانستان ضد حركة طالبان بضرورة وضع جدول زمني يحدد موعد الإنسحاب من هناك، إلا أن تلك الدول تخشى أن يكون انسحابها بمثابة هدية يتم تقديمها لحركة طالبان كون الحرب لم تحقق أهدافها، واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل ايام أنّه يبحث عن quot;طريق للخروجquot; من النزاع العسكري موضحًا أنّه لا يريد ترك هذه الحرب لخليفته. بينما يرى روبرت غيتس أنه من المبكر الحديث عن جدول زمني.

هاليفاكس: امام تنامي ضغط الرأي العام الشعبي الذي يطالب بالانسحاب من افغانستان، إرتفعت أصوات عدة في الدول الغربية تطالب بوضع روزنامة للانسحاب من هذا البلد، في حين يؤكد العديد من السياسيين والخبراء ان المتمردين من طالبان هم وحدهم من سيستفيد من هذه الخطوة.
وقال السناتور الاميركي جون ماكين في كلمة القاها امام منتدى حول الامن في هاليفاكس في كندا أن quot;استراتيجية الخروج هي الانتصار، وليست في تحديد موعد محددquot; للانسحاب.

واضاف ماكين العضو في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ quot;اعتقد انه من المهم ان تكون هناك معايير للتقييم. وفي حال حددنا موعدا للانسحاب فأنا لن اوافقquot;.
وتقاسم هذا الراي مع ماكين عدد من الخبراء الكبار في ملف افغانستان شاركوا في هذا المنتدى، وشددوا على ان مفتاح النجاح يكمن في وجود التزام طويل الامد للمجتمع الدولي بشأن افغانستان.

وحيال تزايد مطالبة البريطانيين بسحب قواتهم من افغانستان، دعا رئيس الحكومة البريطانية غوردن براون قبل ايام الى وضع روزنامة لنقل السلطات الامنية في البلاد الى القوات المسلحة الافغانية اعتبارًا من العام 2010.
وايد الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن هذا الاقتراح واعرب عن quot;الاقتناع باننا قادرون ويجب ان نكون قادرين على البدء العام المقبل بنقل المسؤوليات الامنية الى القوات الافغانيةquot;.

وبريطانيا ليست وحدها التي تواجه رأيًا عامًا مناهضًا للبقاء في افغانستان. فهناك دول اخرى من الحلف الاطلسي بدات تحديد موعد لسحب قواتها مثل هولندا للعام 2010 وكندا للعام 2011.

وفي الدنمارك، كشف استطلاع للرأي العام ان نصف السكان يريدون من حكومتهم تحديد موعد لسحب القوات الدنماركية من افغانستان.
وقال نجم سيتي رئيس تحرير صحيفة +دايلي تايمز+ الباكستانية المشاركة في المنتدى في هاليفاكس ان quot;كل هذه المحادثات حول استراتيجية للخروج انما تغذي المفهوم الذي يعتبر ان الاميركيين لن يكونوا قادرين على ربح هذه الحربquot;.

ورأى مايكل سمبل الباحث في جامعة هارفرد ان quot;نهاية هذه الحرب تبقى مرتبطة بآباء الشبان الباشتون الذين تطالبهم حركة طالبان بتقديم ابنائهم للمشاركة في القتال ضد الحكومة الافغانية. وكل ما يمكننا القيام به للتأثير في هذا النقاش يساعدquot;.
واعتبر ان quot;ارسال 30 او 40 او 50 الف عنصر هذه السنةquot; لن يغير المعادلة، مضيفًا ان quot;الانطباع بأن هذا الالتزام سيكون طويلاً بما فيه الكفاية هو الذي يساعد في ضمان الاستقرار في افغانستانquot;.

من جهته، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما قبل ايام انه يبحث عن quot;طريق للخروجquot; من النزاع العسكري موضحًا انه لا يريد ترك هذه الحرب لخليفته.
ويستعد الرئيس الاميركي لإعلان موقفه من امكان ارسال مزيد من القوات الاميركية الى افغانستان.

وقال وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الخميس quot;اعتقد انه لا يزال من المبكر جدًا تحديد موعدquot; لنقل المسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية.
وأقر بان بلاده وحلفاءها ترغب في ان تتسلم كابول السلطات الامنية في البلاد quot;في اسرع وقتquot;، مضيفًا quot;الا ان نقل هذه المسؤولية قبل ان يكون الافغان قادرين على تسلم هذه المسؤوليات ستكون له نتائج سلبيةquot;.