يستعد مليونان ونصف مليونحاج بعد عصر اليوم الخميس التاسع من ذي الحجة لإنهاء ركن الحج الرئيس، وسط تطمينات السلطات السعودية بسلامة الحجيج بعد الأمطار الغزيرة التي هطلت طوال الأمس على المشاعر المقدسة ومدينة جدة الساحلية. وأعلنت السلطات صباح اليوم إكتمال دخول الحجاج إلى مشعر عرفات. وتشير التقارير إلى أن الوضع الأمني في عرفة يسير بصورة جيدة ولم يسجل الجانب الجنائي في مركز قيادة قوات أمن الحج أي حوادث تعكر صفو الأمن حتى الان.

إيلاف من المشعر الحرام: أكد الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أن الأمطار التي هطلت على المشاعر المقدسة أمس لم توقع أي حوادث تذكر، quot;بل كانت أمطار خير وبركة وتدعونا للتفاؤلquot;، فيما أعلنت السلطات السعودية صباح هذا اليوم، انه إكتمل دخول حجاج بيت الله الحرام الى مشعر عرفات حوالى الساعة العاشرة من صباح هذا اليوم على كافة الطرقات والمحاور. وبأن الوضع على صعيد عرفة يسير ضمن البرامج والخطط المعدة سلفا وان الوضع الامني والمروري يسير بشكل جيد حتى هذه الساعة.

وبحسب مصدر مسؤول داخل غرفة العمليات في المشاعر المقدسة في حديث هاتفي أدلى به لإيلاف، فإن التقارير المرفوعة تشير الى ان الوضع الامني في عرفة يسير بصورة جيدة. بينما لم يسجل الجانب الجنائي في مركز القيادة والسيطرة بقيادة قوات أمن الحج أي حوادث تعكر صفو الامن حتى الان. ومن الناحية المرورية فإن الخطة تسير وفق ماخطط لها من معايير روعي فيها مرونتها على كافة المحاور.

وتنتظر القوات المساندة لحج في هذه اللحظات ساعة الغروب حسب توقيت مكة المكرمة لتبدأ خطة تفويج الحجاج من صعيد عرفات إلى مشعر مزدلفة، حيث سيقضي الحجاج ليليتهم في عراء مزدلفة قبل التوجه إلى منى في يوم العيد، صبيحة الجمعة. وسط تواجد كبير لعناصر مكافحة الارهاب والشغب المسلح، إضافة إلى القوات الأخرى من أجل حماية الحج هذا العام.

ويستعد في هذه الأثناء جموع حجاج بيت الله الحرام في النزول من صعيد عرفات متوجهين إلى مزدلفة، المنطقة المنبسطة والفسيحة، في منتصف المسافة ما بين جبل عرفة و مشعر منى بالقرب من مكة، حيث يمكث الحجاج طوال الليل في مشعر مزدلفة في العراء، ولجمع الحصى الذي سيستخدمونه في الصباح التالي عند منطقة منى لرمي الجمرات في أول ايام عيد الأضحى.

وتم إعداد خطة طوارئ لممر المشاه الذي يبدأ من منطقة عرفات مارًا بمزدلفة إلى أن يصل إلى منطقة منى تحسبًا لحدوث اي طارئ فيما تم التركيز على منطقة المشعر الحرام بمزدلفة نظرًا لتواجد أعداد كبيرة من الحجيج في هذه المنطقة ومراقبة ومتابعة الوضع ميدانيًا من خلال الفرق الطبية الميدانية وسيارات الإسعاف الصغيرة لنقل الحالات المرضية. وبحسب تصريحات الأمير خالد الفيصل فأن هناك ما يقارب 20 ألف حافلة ستشارك في عملية النقل الترددي للحجاج، مشددًا على منع المركبات التي تقل سعتها عن 25 راكبًا من نقل الحجاج والدخول إلى المشاعر.

يخشى الحجاج هذه السنة البرد المتوقع في ليلة العيد بعد الأمطار الغزيرة، إذ إن منطقة مزدلفة مفتوحة من كل الجهات وهو ما يجعلها ملتقى لتيارات الهواء التي تهبط من كل الجبال المحيطة، فحسب التوقعات المسبقة للرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة بان يكون الطقس معتدلاً نهارا وباردًا ليلاً مع احتمال وجود سحب رعدية ممطرة في المشاعر المقدسة. وهو ما يجعل حملات الحج في حالة استنفار لمحاولة حجز أماكن اكثر دفئاَ في مزدلفة، حيث لا وجود لمخيمات مماثلة لتلك التي تقيمها السلطات في منى.

وحتى يحين فجر اليوم التالي، يقوم الحجاج بالإنتشار في المناطق القريبة لجمع الجِمار، وفيما يقضي بعض الحجاج الوقت في الصلاة والعبادة، يلجأ بعضهم الآخر إلى النوم في انتظار طلوع فجر العيد، الذي ينهي فيه الحجاج أغلب مناسك الحج، حيث سيتوجهون إلى منى، والكثير منهم سينطلق مباشرة إلى منطقة الجمرات ليرمي الجمرة الأولى، بينما يتريث منهم أقل قوة ونشاط إلى ساعات النهار المتأخرة، ليتنسى لهم رمي الجمرات بيسر وسهولة. هناك أيضاً سيحلقون رؤوسهم وسيذبحون أضاحيهم، ويتحللون من ملابس الإحرام.

وأشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن أكثر من مليونين وخمسمئة ألف حاج من جميع أنحاء العالم قد وقفوا على صعيد عرفات، وهو اليوم الذي تصل فيه مناسك الحج إلى ذروتها، وبعدأن أدواصلاتي الظهر والعصر حمع تقديم، وبعد أن إستمعوا إلى خطبة مسجد نمرة السنوية، التي يلقيها مفتي المملكة العربية السعودية، الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ منذ أكثر من 27 سنة.

الأجواء الروحانية قد يفسدها تسييس الحج، نتيجة لوضع الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط وهو ما جعل الأمر في حسبان السعوديين تحسبًا لأي نشاط سياسي من الحجاج، حيث استعرضت وزارة الداخلية السعودية قواتها السبت الماضي بتنظيم عرض لوحدات الشرطة والقوات المساندة في الحج، وبينها قوات خاصة لمكافحة الإرهاب.