في وقت قرر مجلس النواب العراقي استجواب نوري المالكي ووزرائه الامنيين الخميس المقبل حول التفجيرات الدامية التي شهدتها بغداد اليوم فقد اتهم المالكي البعث والقاعدة بالمسؤولية عنها فيما طالب نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي بنقل ملف الارهاب الى الامم المتحدة لمطاردة الارهابيين ومن يدعمهم بالمال والسلاح ويقدم لهم المأوى وسط اتهامات لعناصر امنيين سابقين بالاندساس في الاجهزة الامنية الحالية بالتفجيرات فيما اوضح وزير الصحة صالح الحسناوي استنفار الاجهزة الطبية والتعرف على هويات الجثث المجهولة عن طريق فحص الحامض النووي .

لندن: إتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot;العصابات الارهابية المدعومة من الخارج من بقايا البعث والقاعدة والمتعاونون معهم قد ارتكبوا quot;مجزرة اخرى تحمل نفس البصمات السوداء التي طالما اوغلت بدماء الابرياء واستهدفت بالدرجة الاساس المؤسسات التعليمية والتربوية والقضائية استمرارا لمخططاتهم الخبيثة المعادية لطموحات وتطلعات الشعب العراقي ولاجهاض التجربة الديمقراطيةquot;. واضاف في تصريح مكتوب تلقت quot;ايلافquot; نصه quot;ان توقيت الاعتداءات الارهابية الجبانة التي وقعت في بغداد اليوم بعد نجاح البرلمان في تجاوز اخر عقبة امام اجراءات الانتخابات يؤكد ان اعداء العراق وشعبه انما يهدفون الى احداث الفوضى في البلاد وومنع اي تقدم في العملية السياسية وتعطيل اجراء الانتخاباتquot; .

واشار المالكي الى quot;ان تفجيرات اليوم الاجرامية هي محاولة يائسة اخرى لشق وحدة الصف الوطني وزعزعة الثقة بقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنيةquot; . واضاف quot;ان اقوى رد على هذه التفجيرات هو التمسك بالوحدة الوطنية ومساندة الاجهزة الامنية ووقوات الجيش والشرطة في الابلاغ عن العناصر المشبوهة ومخابئ الخلايا الارهابية و تضامن القوى السياسية مع اجهزة الدولة لسد الثغرات وتفويت الفرصة على المتربصين بالعملية السياسية والمتاجرين بدماء الابرياءquot; .

وجدد التأكيد على الاجهزة الامنية للمزيد من الحيطة والحذر والانتباه واهاب بوسائل الاعلام الوطنية الى تكريس جهودها للتضامن مع الشعب العراقي عبر كشف المخططات المعادية التي تهدف الى زعزعة الامن والاستقرار وازهاق ارواح الابرياء ووقف عجلة الحياة والابتعاد عن كل ما من شأنه زعزعة الثقة بالاجهزة الامنية . وقال quot;نسأل الله العلي القدير ان يعيينا على التصدي للهجمة الارهابية الشرسة ومن يوفر لها الدعم والاحتضان ويغطي على جرائمها ونسأله ان يتغمد شهداء العراق بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته ولجرحانا الشفاء العاجل باذن اللهquot; .

واكد مصدر حكومي ان الانفجارات وقعت بالقرب من سوق الشورجة اكبر اسواق بغداد ازدحاما وفي منطقة القاهرة بالقرب من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بمنطقة الاعظمية فيما وقع الانفجار الثالث في حي المنصور الراقي بضواحي بغداد الغربية بينما وقع الانفحاران الثانيان في منطقتي النهضة والدورة .

واشار الى وقوع عشرات الضحايا بين قتيل وجريح في الانفجارات احصي منها لحد الان مصرع 120 شخصا واصابة 500 اخرين وهي تأتي بعد ايام قليلة من اقرار قانون الانتخابات العراقي واستعداد البلاد لاجراء الانتخابات التشريعية قريبا . واوضح ان قوى امنية مكثفة قد انتشرت في المناطق التي وقعت بها الانفجارات التي بدا المواطنون يتجمعون فيها بحثا عن اقارب ومعارف قد يكونوا من بين الضحايا فيما شوهدت طائرات الهيلكوبتر الاميركية تحلق فوق المناطق المنكوبة .

وقد وقع اكثر من 50 نائبا عراقيا طلبا رفع الى رئاسة مجلس النواب لاستدعاء المالكي والقادة الامنيين الى المجلس لمساءلتهم عن اسباب الخروقات الامنية المتكررة حيث سيتم استجوابهم فعلا الخميس المقبل . واشار وزير الصحة صالح الحسناوي الى استنفار الاجهزة الصحية باطبائها وكوادرتها واجهزتها لمعالجة المصابين والبحث عن المفقودين وامكانية التعرف على اشلاء عدد من الضحايا عن طريق فحص الحامض النووي .

وقال الناطق باسم قوات امن بغداد اللواء قاسم عطا ان البعث والقاعدة مسؤولين عن انفجارات اليوم هادفين الى تحويل حياة العراقيين الى ايام سوداء وذلك بدعم من جهات خارجية لم يسمها . وقال ان التفجيرات هدفت الى التشويش على ماتحقق من اقرار قانون الانتخابات . واضاف ان هناك معركة بين القوات الامنية والمجحاميع الارهابية وفيها خسائر وربح على حد قوله .

اما رئيس المؤتمر الوطني العراقي احمد الجلبي فقد دعا الى quot;ضرورة الاسراع بتطهير المؤسسات الامنية من بقايا ازلام النظام البائد من الذين تسللوا الى المناصب القيادية الحساسة رغم شمولهم بقرارات هيئة اجتثاث البعث وخصوصا المتواجدون منهم في قيادة عمليات بغداد وكذلك اعادة النظر في الخطط الامنية المتبعة والتي ثبت فشلهاquot; .

وطالب في تصريح مكتوب الى quot;ايلافquot; مجلس النواب العراقي بالقيام بواجباته في محاسبة القيادات الامنية ومسائلتهم والكشف عن نتائج التحقيق السابقة وانهاء خدمات المقصرين منهم واستبدالهم بقيادات جديدة كفوءة قادرة على النهوض بأعباء المسؤولية. وقال أن الاختراقات الامنية المتكررة وتسلل البعثيين الجدد الى المناصب القيادية في المؤسسات الامنية ومن ثم ترهل عمل تلك الاجهزة هي نتيجة طبيعية لسياسة اضعاف عمل هيئة اجتثاث البعث. وشدد على إن مجلس النواب العراقي مطالب اليوم وأكثر من اي وقت مضى لوضع حد لهذه الاختراقات من خلال مسائلة الوزراء والامنيين والقيادات العسكرية المشرفة على خطة امن بغداد . واضاف ان الرد السياسي على هذه الجرائم يكون بإنجاز الانتخابات ضمن الفترة الدستورية المحددة وبالمشاركة الفاعلة. رحم الله شهدائنا الابرار ومنّ على جرحانا بالشفاء العاجل.

ومن جهته دعا نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي الى حشد جميع الجهود لمواجهة الارهاب والتعامل معه كملف جرائم حرب وابادة وتعزيز قدرات القوات المسلحة والاجهزة الامنية واشراك ابناء الشعب بالجهد الامني المبذول لمحاصرة الارهاب وعصابات القتل الجماعي .
واضاف في بيان صحافي الى quot;ايلافquot; ان quot;ما تقوم به عصابات الارهاب والتكفير بين الفينة والاخرى في استهداف حياة العراقيين من خلال مجازر القتل الجماعي وحلقات التدمير لمؤسساتنا ووزاراتنا لن تثني من عزيمة وارادة شعبنا الصامد والصابر وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية في التصدي للارهاب ودحره وتحصين العباد والبلاد من شرورهم والمضي قدما نحو استكمال مسيرة البناء السياسي والدستوري لعراق جديد ينعم اهله وشعبه بكل مقومات الحياة المدنية الراقية ويوظف خيراته وثرواته في تحقيق نهضة تنموية واقتصادية شاملةquot; . وااكد quot;ان ما تقوم به هذه العصابات من اعمال اجرامية انما يعبر عن افلاسها وخيبتها لاسيما بعد كل انجاز يحققه الشعب وقواه الوطنية حيث لا غرابة ان تأتي هذه التفجيرات بعد يومين من اقرار قانون الانتخابات الذي مهد الطريق امام اجراء الانتخابات التشريعية المقبلةquot;.

وقال quot;ان هذه الفاجعة الاليمة تستدعي حشد وبذل كافة الجهود وعلى المستويات الداخلية والخارجية لمواجهة الارهاب ودحره وتأمين الحماية الامنية لبلدنا وشعبنا ونؤكد على ما طالبنا به سابقا في مناسبات مختلفة من نقل ملف الارهاب الى مستوى جرائم حرب وابادة وجرائم ضد الانسانية وتفعيل الجهود في هذا الاطار مع الامم المتحدة والمنظمات الحقوقية والانسانية وذلك بهدف ملاحقة ومطاردة الارهابيين والمجرمين ومن يدعمهم بالمال والسلاح ويقدم لهم المأوى والحمايةquot;.

وشدد على ضرورة quot;تعزيز قدرات وجاهزية قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية حتى تكون قادرة على القيام بواجباتها على اتم وجه، ومنع حصول اي اختراقات امنية في المستقبل مع العمل الجاد للاعتماد على القدرات الذاتية لابناء شعبنا واشراكهم في الواجب الوطني المقدس في الكشف عن المجرمين والابلاغ عنهم لدى السلطات المختصة وذلك منعا لوقوع المزيد من التفجيراتquot;.
واعتبر رئيس اللجنة القانونية بمجلس النواب القيادي بالتيار الصدري ان مسؤولية التصدي لهذه الجرائم مشتركة بين الحكومة والبرلمان محملا البعثيين والقاعدة بتدبير هذه الاعمال .

اما رئيس اللجنة التعليمية البرلمانية القيادي في جبهة التوافق علاء مكي فقد اشار الى ان المؤسسات التربوية والتعليمية كانت اليوم في مقدمة المستهدفين بهدف اعاقة التقدم في البلاد مشددا على ضرورة اتخاذ الاجراءات الامنية لحمايتها ومنتسبيها .

ودعا رئيس كتلة حزب الفضيلة في مجلس النواب خلال مؤتمر صحافي الى ادراج تفجيرات اليوم على جدول اعمال المجلس اليوم محملا القيادات الامنية الخروقات التي تشهدها العاصمة بشكل خاص . اما على الاديب القيادي في حزب الدعوة بقيادة المالكي فقد اتهم عناصر قال انها تنتمي الى اجهزة الامن السابقة لنظام صدام حسين وتعمل في اجهزة الامن الحالية هي المسؤولة عن التفجيرات . وقال ان هذه العناصر لاتزال تؤمن بالفكر الصدامي وتسعى لاسقاط العراق الجديد.

ومن جهته دعا تجمع quot;عراقيون الوطنيquot; برئاسة النائب اسامة النجيفي الى عقد جلسة طارئة لمجلس النواب يستدعى فيها المالكي والوزراء والقادة الامنيون من اجل استجوابهم حول تكرار الخروقات الامنية التي ادت الى هذه التفجيرات . كما اعتبرت قائمة quot; تجديدquot; بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي التفجيرات بأنها محاولة quot;لاسقاط ما تبقى من الدولة العراقيةquot; .
اما الحزب الاسلامي فقد اكد ان quot;أيادٍ خبيثة تحركها أطراف خارجية لا تهنأ باستقرار العراق الجريح وتروم سفك مزيد من دماء العراقيين الأبرياءquot; تقف وراء التفجيرات .

وقال الحزب في تصريح صحافي إن تفجيرات اليوم quot; محاولة لإحداث الفوضى وعدم الاستقرار ولإعادة خلط الأوراق من جديد على أمل أن تبقى الحالة العراقية مضطربة لا تصل إلى قرارquot;.

واشار الى ان توقيت هذه quot;الأعمال الإجرامية النكراءquot; يأتي مع الانفراج الأخير الذي شهده البلد بإقرار قانون الانتخابات. وطالب الحزب القوات الأمنية الحكومية quot;بوقفة شجاعة مسؤولة ومحاسبة المقصرين مشددا على انه لا يمكن السكوت إلى الأبد عن دماء العراقين التي تراق كل يوم من دون حسابquot;.

وقالت جماعة علماء ومثقفي العراق في بيان الى quot;ايلافquot; اننا اليوم أمام جريمة مروعة أخرى وعلى غرارها تمت جرائم استهدفت مواطنين خطفوا من قبل مجهولين يرتدون ملابس عسكرية رسمية ثم قتلوا وآخرين سفكت دماءهم في بيوت الله وهم أئمة وخطباء وغير هؤلاء كثيرquot; . واضافت ان quot;هؤلاء المجرمين السفلة يحاولون إعادة إنتاج الفتنة الطائفية وهم واهمون فالعراق اليوم ومواطنوه أدركوا حجم الأخطار التي تحيق بهم وهم اعف من أن ينخرطوا في هذا المسلك المنحرف والخطير quot;

وكانت بغداد قد تعرضت في التاسع عشر من اب (اغسطس) والخامس والعشرين من تشرين الاول (اكتوبر) الماضيين لسلسلة تفجيرات ادت الى سقوط حوالي الفي عراقي بين قتيل وجريح طالب العراق اثرها من مجلس الامن الدولي تشكيل محكمة دولية للتحقيق بالانفجارات التي يتهم قيادات بعثية مقيمة في سوريا بالمسؤولية عنها لكن هذه الاخيرة تنفي ذلك بشدة .