افادت مصادر دبلوماسية في فيينا ان فريقا من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل الى ايران في ثالث مهمة تفتيش لمنشأة فوردو النووية الجاري بناؤها قرب مدينة قم المقدسة، الى ذلك هدد مندوبو الدول الغربية في الامم المتحدة بفرض عقوبات جديدة على ايران العام المقبل اذا واصلت الجمهورية الاسلامية تحدي مجلس الامن الدولي الذي يطالبها بوقف انشطتها النووية الحساسة .

اوضحت مصادر ديبلوماسية في فيينا ان مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجهوا الاربعاء من فيينا ووصلوا الخميس الى طهران. وهي مهمة التفتيش الثالثة موقع نوووي في فوردو والمفترض ان يؤوي منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم بحسب طهران التي لم تعلن عن هذا المشروع للوكالة الذرية التابعة للامم المتحدة الا في 21 ايلول/سبتمبر حين كانت الولايات المتحدة تستعد للكشف عن وجوده. وقد ادى هذا الامر الى تعزيز شكوك الدول الغربية حول طبيعة البرنامج النووي الايراني، حيث تؤكد الجمهورية الاسلامية انه برنامج مدني حصرا في حين تشك الدول الغربية في ان ايران تسعى من خلفه الى صنع قنبلة ذرية

وفي نهاية تشرين الاول/اكتوبر، اجرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية اول عملية تفتيش في هذا الموقع قيد البناء في منطقة جبلية على بعد خمسين كلم من مدينة قم المقدسة في قرية فوردو.وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر اجرت الوكالة عملية تفتيش ثانية في هذا الموقع. ورفض فريق التفتيش المؤلف من اربعة مفتشين من الوكالة، تقديم تفاصيل حول سير عملية التفتيش، مكتفيا بالقول في ختام زيارته الاولى ان هذا الموقع قد يستوعب ثلاثة الاف جهاز طرد مركزي، لكن لا يوجد فيه في الوقت الحالي اي جهاز من هذا النوع. من جهتها، اعلنت طهران ان هذا الموقع سيصبح عملانيا في 2011

وبحسب اتفاقات الضمانات الموقعة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وايران، فان زيارات التفتيش هذه ستتواصل بوتيرة شهرية، بحسب مصدر دبلوماسي رفض الكشف عن هويته.وفي نيويورك، هددت الدول الغربية الخميس ايران بفرض عقوبات جديدة في مجلس الامن الدولي اذا واصلت طهران انتهاك التزاماتها الدولية وخصوصا عبر عدم احترام القرارات السابقة التي تفرض عليها وقف انشطتها لتخصيب اليورانيوم.واليورانيوم المخصب يصلح لانتاج وقود للمفاعلات النووية المدنية، لكنه يدخل عند بلوغه مستوى مرتفعا من التخصيب، في صنع السلاح الذري

وصرح مندوب بريطانيا في الامم المتحدة مارك غرانت للصحافيين ان المناقشات بشأن فرض عقوبات جديدة على طهران ستبدأ quot;في العام الجديدquot; اذا لم تقدم الجمهورية الاسلامية تطمينات للمجتمع الدولي حول الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي. وقال نظيره الفرنسي جيرار اورو quot;اننا نوجه الدعوة الاخيرة لايران للاستجابةquot; لهذه المطالب، مضيفا quot;اذا لم تستجب (...) فستطرح فرنسا قرارا جديدا لفرض عقوباتquot;. وطبقا لمندوبة الولايات المتحدة سوزان رايس فان quot;المجتمع الدولي يلتزم بحزم بقناعته بان على ايران تنفيذ المتطلبات الدوليةquot;. وقالت رايس انه quot;اذا واصلت ايران عدم الوفاء بالتزاماتها، فان على المجتمع الدولي ان يفكر في اتخاذ خطوات اضافيةquot;. وجاءت تصريحات المندوبين الغربيين عقب الاستماع الى تقرير من رئيس لجنة مجلس الامن الدولي لمتابعة تطبيق القرار الصادر في 2007 والذي يحظر على ايران تصدير الاسلحة

واطلعت اللجنة المجلس على تفاصيل حادثي اعتراض دول اعضاء في الامم المتحدة سفينتين تحملان مواد لها علاقة بالاسلحة متوجهتين من ايران الى سوريا مؤخرا. وصرح المندوب الفرنسي للصحافيين quot;نحن نشهد نمطا من الانتهاكات التي تقوم بها جمهورية ايران الاسلامية (...) ونحن مقتنعون بان هناك محاولة متعمدة من ايران لانتهاك قرارات الامم المتحدةquot;. كما اشار الى ان كافة الجهود التي بذلتها الدول الست الكبرى (بريطانيا، الصين، فرنسا، المانيا، روسيا والولايات المتحدة) لاقناع طهران بالتخلي عن برنامجها لتخصيب اليورانيوم، قد فشلت. وقال اورو ان quot;الوقت يمر (...) ونحن نفكر ان الوقت قد حان لزيادة الضغط (على ايران)quot;.

واشار غرانت كذلك الى quot;محاولاتquot; ايران quot;المتعمدةquot; لانتهاك قرارات الامم المتحدة ومنها quot;التصدير غير القانوني لشحنات الاسلحةquot;.وحذر المندوب البريطاني من ان صبر الدول الست الكبرى التي تحاول وقف تطلعات ايران النووي quot;بدأ ينفدquot;، مضيفا ان وزراء خارجية الدول الست سيراجعون المسالة في نهاية العام.واكد انه quot;اذا لم تغير ايران نهجها، ولم تصدر اية مؤشرات على استعدادها للتفاوضquot; على اساس الحوافز التي عرضت عليها لضمان ان يكون برنامجها النووي لاغراض سلمية بحتة، quot;فان مجلس الامن سيضطر الى دراسة فرض عقوبات اضافية ضد ايران في العام الجديدquot;. وفرض مجلس الامن الدولي حتى الان ثلاث مجموعات من العقوبات ضد طهران بسبب برنامجها النووي

رئاسة الاتحاد الاوروبي تدعو الى الحذر بشأن فرض عقوبات على ايران

الى ذلك، دعا وزير الخارجية السويدي كارل بيلت الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي حتى نهاية السنة، الخميس الى توخي الحذر الشديد في ما يتعلق بفرض عقوبات جديدة على ايران. وحذر بيلت متحدثا امام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الاوروبي من ان اعتماد سياسة فرض عقوبات هي quot;من الادوات التي يسهل الحديث عنها غير انه يتعين توخي حذر شديد عند تطبيقها.واضاف quot;من السهل ان يرتد الامر عليناquot; ان فرضنا عقوبات