توفي حسين علي منتظري في منزله في مدينة قم عن عمر (87 عاما) وهو الخليفة المعزول للإمام الخميني، وكان قد شارك مؤخراً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، واقترع لصالح مرشح الرئاسة، مهدي كروبي. وحذر منتظري، الذي كان مرشحاً لخلافة آية الله الخميني، أثناء الانتخابات من التزوير. كذلك حذر منتظري من سقوط النظام الإيراني بسبب المظاهرات عقب الانتخابات، وقال إن إدارة السلطات الإيرانية لهذه الأزمة quot;تهدد بإسقاط النظام.quot;

طهران:توفي اية الله العظمى حسين علي منتظري الخليفة المعزول للامام الخميني والذي اصبح من اشد المنتقدين للنظام منذ عزله في 1989، يوم السبت في مدينة قم بحسب ما افادت الاحد وكالات انباء عدة. وبحسب المصادر نفسها فان منتظري (87 عاما) توفي جراء المرض.

ويعتبر منتظري عالم دين يحظى بالاحترام كما كان من منظري الثورة الاسلامية واحد واضعي دستور الجمهورية الاسلامية. وهو ينتمي الى التيار الديني التقدمي، وقد اتخذ مواقف ضد تشدد النظام التدريجي في مواجهة الخصوم، حتى اقصاه الامام الخميني في اذار/مارس 1989.

وبعد رفع الاقامة الجبرية عنه في 2003 اتيحت له مساحة من حرية التعبير استخدمها في الاشهر الاخيرة لتوجيه انتقادات حادة لاعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد لولاية رئاسية جديدة ولقيام السلطات الايرانية بقمع التظاهرات الاحتجاجية. وقال في هذا السياق quot;لا يمكن لاحد ان يصدقquot; ان العملية الانتخابية كانت نزيهة.

وامضى اكثر من 14 عاما في شبه عزلة وتحت مراقبة مشددة، ولم يسمح له سوى بلقاءات محددة، لكنه بقي صاحب تأثير كبير على الجناح المعتدل في النظام.

ودان منتظري في 16 كانون الاول/ديسمبر quot;موت الناس الابرياءquot; وquot;توقيف المطالبين بالحريةquot; وquot;المحاكمات الصورية غير الشرعيةquot; للمعارضين. يشار إلى أن منتظري كان قد شارك مؤخراً في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وأنه اقترع لصالح مرشح الرئاسة، مهدي كروبي. وحذر منتظري، الذي كان مرشحاً لخلافة آية الله الخميني، أثناء الانتخابات من التزوير. كذلك حذر منتظري من سقوط النظام الإيراني بسبب المظاهرات عقب الانتخابات، وقال إن إدارة السلطات الإيرانية لهذه الأزمة quot;تهدد بإسقاط النظام.quot;

ففي بيان نشر على موقعه على الإنترنت، قال منتظري: quot;آمل أن تستيقظ السلطات قبل فوات الأوان ومزيد من تلطيخ سمعة الجمهورية الإسلامية.. وقبل أن يتسببوا بإسقاط نظامهم بأنفسهمquot;، مطالباً بوقف ما وصفه بـquot;المحاكمات المسرحيةquot;، التي وصفها بأنها تحريف للعدالة الإسلامية.

يذكر أن منتظري كان واحداً من قادة الثورة الإسلامية في إيران، وأطلق عليه لقب quot;الفقيه الأعظمquot;، قبل أن يختلف مع الخميني عام 1989، ويتم اعتقاله، ثم وضعه قيد الإقامة الجبرية. وكان خلافه مع الخميني وخامنئي من بعده حول السياسات الداخلية، حيث كان يطالب بسياسات إصلاحية والاهتمام بحقوق الإنسان.

وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ايرنا في السيرة الموجزة التي اعدتها عن منتظري انه كان quot;شخصية دينية محركة لمثيري الشغبquot; في اشارة الى المحتجين على اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، وانتقدت quot;تصريحاته الخالية من الاسس والتي رحب بها الاعلام المعادي للثورةquot;.وانتقدمنتظري دور متطوعي laquo;الحرس الثوريraquo; (الباسيج) في قمع الاحتجاجات التي اعقبت الانتخابات الرئاسية، معتبراً ان ممارسات هؤلاء تتعارض مع الدين وتسير في laquo;طريق الشيطانraquo;.

وقال منتظري في بيان نشره موقع laquo;موجكامبraquo; الإصلاحي في حينه ان قمع المتظاهرين عمل laquo;آثمraquo; و laquo;غير شرعيraquo;، مضيفاً: laquo;يحق لكل شخص ضُرب من جانب عناصر حكومية، حتى اذا كانت جروحه طفيفة، المطالبة بتعويضraquo;. وتساءل: laquo;بأي سلطة ضربوا الشعب؟ هل هذا يعني ان أي شخص لا يتفق معي يستحق الضرب؟ الباسيج أُنشئت كي تعمل في اطار طريق الله، وليس الشيطان. أليس من العار ان بعض الاشخاص سيذهبون الى الجحيم، بسبب آراء آخرين؟raquo;.

وفي أغسطس اب وصف المؤسسة الدينية في البلاد quot;بالدكتاتوريةquot; قائلا ان تعامل السلطات مع الاضطرابات التي اندلعت في الشوارع في أعقاب انتخابات الرئاسة المتنازع على نتيجتها والتي جرت في يونيو حزيران quot;يمكن أن يؤدي الى سقوط النظام.quot; وكان منتظري واحدا من أشد المنتقدين للحكومة من المؤسسة الدينية التي اتسعت بداخلها هوة الخلافات خلال الاضطرابات التي أعقبت الانتخابات قبل ستة أشهر.

وتقول المعارضة المؤيدة للاصلاح ان الانتخابات تم التلاعب فيها لضمان إعادة انتخاب الرئيس المحافظ محمود أحمدي نجاد. وتنفي السلطات هذه الاتهامات وصورت احتجاجات المعارضة التي اندلعت عقب الانتخابات على أنها محاولة مدعومة من الغرب لتقويض المؤسسة الدينية. وذكرت وكالة فارس شبه الرسمية للانباء أن رجل دين بارزا آخر مؤيدا للاصلاح هو آية الله العظمى يوسف صانعي زار منزل منتظري اليوم لتقديم تعازيه.

وكان منتظري مهندس الثورة الاسلامية عام 1979 ولكنه اختلف مع القيادة الحالية ووُضع رهن الإقامة الجبرية في منزله لمدة خمس سنوات حتى عام 2002 . وكان يتردد أنه سيخلف زعيم الثورة الراحل آية الله روح الله الخميني كزعيم أعلى لايران لكنه اختلف معه عام 1989 بسبب الاعدام الجماعي لسجناء. وبدلا من ذلك تولى الزعيم الاعلى الحالي اية الله علي خامنئي المنصب عندما توفي الخميني في وقت لاحق من العام ذاته.

آلاف من الايرانيين يشيعون جنازة منتظري

الى ذلك، ذكر موقع إصلاحي على الانترنت يوم الاحد أن الآلآف من أنصار رجل الدين الايراني المعارض البارز آية الله العظمى حسين علي منتظري يتجهون الى مدينة قم لتشييع جنازته. وتابع quot;الالاف من أصفهان ونجف أباد ومدن أخرى متجهون الى قم لتشييع جنازة منتظري غدا الاثنين.quot;