صلاح سليمان من ميونيخ: علمت ايلاف من مصادر مطلعة في الادارة المنظمة لمؤتمر ميونيخ للسياسات الامنية الخامس والاربعون ، المقرر عقده في مدينة ميونيخ الالمانية في الفترة من 6 الي 8 من هذا الشهر ، بان لقاء مهما سيجري علي هامش اعمال المؤتمر بين quot;جوزيف بايدنquot; نائب الرئيس الاميركي وquot;علي لارجاني quot;رئيس البرلمان الايراني للاتفاق علي بدء حوار ايراني اميركي قد تكون ميونيخ هي محطته الاولي. وكان البروفوسير quot;فولفجانج ايش اينجرquot; المقرر الجديد للمؤتمر قد صرح بأنه سيوفر الاجواء اللازمة للحوار الاميركي الايراني اثناء انعقاد المؤتمر كما انه يأمل ان تكون ميونيخ هي المكان المناسب لهذا الحوار.

وتستعد ميونيخ بشكل غير مسبوق لاستقبال اعضاء الوفود المقرر اكتمال وصولهم قبل مساء الجمعة القادم ميعاد اول جلسات المؤتمر وسوف ينتشر اكثر من 3000 شرطي من الشرطة الخاصة في محيط فندق quot;بايرش هوفquot; الذي سيشهد اعمال المؤتمر . وعلمت ايلاف انه سيكون علي رأس الحضور المستشارة الالمانية quot;انجيلا ميركلquot; و quot;جوزيف بايدنquot; نائب الرئيس الاميركي وهذا ارفع تمثيل لامريكا في تاريخ هذا المؤتمر وفي ذات الوقت تعتبر الزيارة الخارجية الاولي لنائب الرئيس الاميركي بعد استلامه منصبه بشكل رسمي ، ومن المتوقع ان يقوم بشرح سياسة بلاده والاهداف والاوليات الجديدة التي تهتم بها الادارة الامريكية الجديدة امام هذا التجمع العالمي الجديد.

من المقرر ايضا حضور الرئيس الفرنسي quot;نيكولاي ساركوزيquot; ووزير الخارجية الاميركي الاسبق quot;هنري كيسنجرquot; و quot;شتاين مايرquot; وزير خارجية المانيا وquot;سيرجي ايفانوفquot; نائب رئيس الوزراء الروسي بالاضافة الي 13 رئيس دولة ورئيس وزراء و26 وزير خارجية و20 وزير دفاع من مختلف دول العالم ، هذا بالاضافة الي برلمانيين وصحافيين واكادميين وممثلين لجمعيات حقوق الانسان ، ومن المتوقع ان يصل عدد المجتمعين الي 300 مشارك يمثلون 70 دولة .

اجندة اعمال المؤتمر سوف تشتمل علي عدة مواضيع هامة وهي سياسة حلف الناتو في ظل لتحديات التي يواجهها في ايعاد الحياة الي طبيعتها في افغانستان ومشكلة الغاز في اوروبا وطرق امداده ثم الخلاف الروسي الاميركي حول مسألة نشر الدرع الصاروخي الاميركي في تشيكيا وبولندا وسوف يتطرق المؤتمر الي المشاكل مع ايران ومحاولتها المستمرة في مجالات التصنيع النووي التي ترفضها اميركا واوربا وحتي اسرائيل التي تعلق امالا حول ردع ايران في هذا المجال ومن المنتظر ان يحضر اعمال المؤتمر محمد البرادعي مدير هيئة الطاقة الذرية الدولية ومن المؤكد ايضا ان يناقش المؤتمر مشكلة الشرق الاوسط والحرب الاخيرة في غزة.

هذا ويعقد مؤتمر ميونيخ للسياسات الامنية بشكل سنوي في ميونيخ منذ عام 1962 وكانت اعماله تقتصر علي مناقشة العلاقات الاميركية الاوروبية عبر الاطلنطي وفي نهاية حقبة التسعينات شهدت اعمال المؤتمر تطورا جديدا اذ تم فتح المجال لممثلين من دول شرق اوروبا ، ثم تطور بعد ذلك لفتح ابوابه الي ممثلين من الصين والهند واليابان وافغانستان ، ويشبه هذا المؤتمر الي حد كبير مؤتمر دافوس الاقتصادي ، غير ان هذا المؤتمر يهتم بمناقشة الامور السياسية والامنية ويضع في نهاية اعماله رؤية تصورية لامن العالم.

وير ي مراقبون اروبيون ان الدور الاوربي في السنوات الاخيرة من خلال حلف الناتو اصبح يقوم باعمال متعاظمة علي الساحة الدولية ، ولم يعد الامر يقتصر علي الدور الاميركي وحده ، وقد شهد هذا المؤتمر تحولا ملموسا في عام 2006 حيث برز نجم الرئيس بوتين بلا جدال بعد ان اعترض علي الدرع الصاروخية الاميركية المزمع نشرها في تشيكيا وبولندا وعلي مجمل السياسات الاميركية في شرق اوروبا وشرق اسيا ، وبعد هذه الصراحة والرؤية القوية من بوتين فقد اسس لشكل جديد من اعمال المؤتمر يرفض الاحادية الاميركية ويرسم بداية بزوغ رؤية امنية جديدة علي المستوي الاوروبي والدولي ، فقد طرح الاوربيون في السنوات القليلة الماضية سياسة امنية تتسم بالصراحة والمرونة دون التفريط في المصالح لهذا شهدت اروقة المؤتمر خلافا المانيا امريكيا في العام الماضي بشان زيادة القوات الالمانية في افغانستان التي طلبها وزير الدفاع الاميركي روبرت جيتس من نظيره الالماني يوزيف يونج التي رفضها في حينها وفي اثناء المؤتمر كانت نبرة الوزيرالالماني عالية وكان قد قال بان البوندستاج الالماني هو الوحيد المنوط به اتخاذ القرار .

ويري المراقبون ان عهد رونالد رامزفيلد وزير الدفاع الاميركي قد انتهت وكان احد نجوم ميونيخ للسياسات الامنية فقد كان يصول ويجول في كلمته السنوية في المؤتمر ويعطي دروسا للاخرين في فلسفة القوة وضرورتها من اجل تغير العالم وهو الوزير صاحب المقولة الشهيرة التي وصف فيها دول اوروبا العتيدة باوروبا العجوز!

[email protected]