واشنطن: قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الثلاثاء عقب اجتماع مع نظيرها الالماني فرانك فالتر شتاينماير، ان الولايات المتحدة تحتاج الى قوات المانية في افغانستان. وقالت كلينتون التي خصصت لشتاينماير لقاءها الثاني مع نظير اجنبي منذ تسلمها وزارة الخارجية في 22 كانون الثاني/يناير، quot;نقلت بعد ظهر اليوم الى الوزير شكرنا العميق على كل ما فعلته المانيا للشعب الافغاني، ولالتزامها المستمر حيال هذا الجهد المهمquot;.

واضافت وزيرة الخارجية الاميركية quot;كما اوضح الرئيس (باراك) اوباما جليا، نحتاج ان يساعدنا حلفاؤنا المقربون مثل المانيا على ضمان نجاح واستقرار افغانستان في هذه اللحظات المهمة للغايةquot;.

اما شتاينماير فامتنع عن الاشارة الى افغانستان بين المواضيع التي ناقشها مع كلينتون، لكنه تحدث عن العلاقات الاطلسية والشرق الاوسط وايران. وحين سئلت عما تنتظره من المانيا في افغانستان، المحت كلينتون الى ملاحظات quot;بناءةquot; قالها شتاينماير خلال اللقاء.

واوضحت quot;خلال مناقشاتنا، تطرقنا الى مجموعة من الحاجات في افغانستانquot;. وخلصت الى القول quot;اشكر لفرانك رأيه المفيد جدا حول ما هو ممكن وحول الطريقة التي تمكننا من التأكد ان سياستنا في افغانستان ستكون موحدة وبناءة قدر الامكانquot;.

وكان الرئيس اوباما اكد ان افغانستان هي الجبهة الرئيسية quot;للحرب على الارهابquot;، واعلن عزمه نشر 30 الف جندي اميركي اضافي في ذلك البلد خلال الاشهر ال18 المقبلة. ورفعت المانيا العام الماضي الى 4500 عديد جنودها المنتشرين في افغانستان في اطار قوات الحلف الاطلسي البالغ تعدادها 50 الف عسكري.

من جهة اخرى، حذرت كلينتون الثلاثاء ايران من انها تجازف بتحمل العواقب في حال عدم احترامها لقرارات الامم المتحدة التي تطالبها بوقف نشاطاتها لتخصيب اليورانيوم. وقالت كلينتون quot;اذا لم تلتزم ايران بقرارات مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية، فان عواقب تترتب على ذلكquot;.

وكانت كلينتون اعلنت في وقت سابق لدى استقبالها نظيرها البريطاني ديفيد ميليباند ان العلاقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا متميزة وquot;تقاوم امتحان الزمنquot;.

وصرحت هيلاري كلينتون وهي تقف الى جانب ميليباند، وهو اول وزير خارجية تستقبله منذ توليها منصبها، quot;قيل كثيرا ان الولايات المتحدة وبريطانيا تقيمان علاقات خاصةquot;. واضافت quot;بالتاكيد انها خاصة بالنسبة لي ويتبين انها مثمرةquot;.

وتابعت quot;ايا كان الرئيس في البيت الابيض وايا كان الحزب، فان هذه العلاقة تقاوم حقا امتحان الزمنquot;. ثم اشادت quot;بتضحيةquot; القوات البريطانية في افغانستان.

وقالت quot;اننا نتقاسم قيما اساسية واهدافا مهمة واساسيةquot;، مذكرة خصوصا بالمعارك ضد الارهاب واسلحة الدمار الشامل والتعاون حول الازمة المالية.

وتلاها ميليباند معربا عن ارتياحه لمقابلتها سريعا، ودعا بقية الاوروبيين الى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال quot;اعتقد ان كل وزراء الخارجية الاوروبيين الذين سياتون هنا هذا الاسبوع سيحملون رسالة قوية جدا مفادها: لقد سمعنا ما تقول ادارة اوباما بشان التزامها بالعمل مع الحلفاءquot;. واضاف ميليباند quot;لكننا نعلم ايضا انه كي تكون لنا علاقة عمل قوية يجب ان يتحمل الحليف مسؤولياتهquot;.

وخلص الى القول quot;اعتقد ان كافة وزراء الخارجية الذين سيتاتون هنا لن ياتوا فقط بتوقعات كبيرة بل سيقرون بانه لا بد من تكثيف التعاون كي يحصل المجتمع الدولي على نتائج افضلquot;.

وتامل بريطانيا التي تحتل المرتبة الثانية من حيث عديد القوات الاجنبية في افغانستان، مع نشر ثمانية الاف رجل، ان ترسل الدول الاوروبية الاخرى مزيدا من القوات الى ذلك البلد وهو ما تتردد برلين وباريس في القيام به.

واكد ميليباند ايضا لكلينتون ان الولايات المتحدة ستخيب امال الاوروبيين اذا لم تف بوعدها في استشارتهم اكثر حول كبرى مشاكل العالم. وقال ان quot;التزامنا بتقاسم العبء ومسؤوليات القيادة العالمية، امر يحرك فينا وترا حساساquot;، مؤكدا quot;انه ايضا التزام سنتابعه عن قربquot;.

واشنطن سترسل تعزيزات جديدة الى افغانستان قبل وضع استراتيجية جديدة

بالعودة الة الملف الأفغاني، اعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية جيف موريل الثلاثاء، ان الولايات المتحدة ستبدأ بارسال تعزيزات عسكرية الى افغانستان حتى قبل وضع استراتيجية جديدة لهذا البلد.

واضاف موريل في مؤتمر صحافي quot;ايا تكن استراتيجيتنا الشاملة، يتعين علينا تغيير الاتجاه الذي نشهده في بعض اجزاء البلاد، على صعيد التدهور الامني. وهذا هو اساس كل ما يمكن ان يحمل الرئيس (باراك اوباما) على اتخاذ قرار على صعيد الاستراتيجية الجديدةquot;. وقد بدأ البيت الابيض اعادة البحث في كل الوجوه العسكرية والمدنية للاستراتيجية الاميركية في افغانستان.

ويشدد المسؤولون الاميركيون على ان المشكلة الافغانية لا يمكن حلها عبر خيار عسكري صرف. الا ان موريل قال quot;يتعين علينا ان نحافظ على مستوى امني معينquot; لاحراز تقدم حول الخطط الاخرى.

وذكر ايضا بأن وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اقترح على الادارة الاميركية الجديدة اهدافا quot;متواضعة وواقعيةquot; في افغانستان، من اجل تحقيق هدف نهائي يقضي بمنع تحويل افغانستان ملجأ للارهابيين.

وتنوي وزارة الدفاع الاميركية التي ارسلت حتى الان 36 الف جندي في افغانستان، ارسال 30 الف جندي اضافي في غضون الاشهر ال 12 الى 18 المقبلة.

وينتشر في افغانستان حوالى 70 الف جندي من قوة الحلف الاطلسي في افغانستان (ايساف) والتحالف العسكري بقيادة اميركية لدعم حكومة كابول الموالية للاميركيين في مواجهة التمرد الذي تقوده حركة طالبان.