أسامة مهدي من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري الملكي ان الانتخابات المحلية التي شهدها العراق نهاية الشهر الماضي تعتبر فريدة في حريتها مؤكدا انها تصلح لان تكون نموذجا في المنطقة واشار الى ان الديمقراطية في العراق برغم قصر مدتها فأنها إستطاعت ان تنجح الانتخابات التي ستنبثق نتيجتها الحكومات المحلية في المحافظات وبذلك يكون العراق قد تأهل الى الانتخابات العامة التي ستجري اواخر العام الحالي لاختيار مجلس نواب جديد في عمل تصاعدي يتقدم نحو بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية.

واضاف المالكي في كلمة الليلة لدى تكريمه للمراقبين الدوليين الذين تابعوا الانتخابات وبلغ عددهم 805 مراقبين انه لا يمكن معرفة قيمة هذه الانتخابات التي جرت في ظل الحرية والديمقراطية الا حينما يفتح ملف الماضي لنرى الاضطهاد والظلم وفقدان الحرية . واضاف ان الديمقراطية والحرية والانتخابات التي جرت بهذه الصورة في العراق فريدة في هذه المنطقة وربما تصلح ان تكون نموذجاً ودرساً يمكن ان يستفاد منه في دول كثيرة. واضاف في quot;لانريد ان نتحدث عن الديمقراطيات التي قضت سنوات وعقود طويلة من الزمن انما الديمقراطية والحرية في العراق قصيرة الامد إستطاعت ان تنجز هذا المستوى من الانتخابات و بنجاح الانتخابات وتشكيل الحكومات المحلية في المحافظات نكون قد تأهلنا للانتخابات القادمة في هذا العام وهي إنتخابات مجلس النواب وبالتالي هو عمل تصاعدي في إطار توظيف الجهد والطاقة نحو بناء دولة القانون والمؤسسات الدستوريةquot;.

واشار الى انه بنجاح الانتخابات التي شهد لها العديد من المراقبين المحليين والدوليين quot;نكون قد ضمنا سلامة العملية السياسية والديمقراطية وان لاعودة الى الوراء وما كانت عليه أيام الدكتاتورية والاستعبادquot;. واضاف quot;بنجاح الشعب العراقي في إتجاهه نحو الديمقراطية والانتخابات قد ضمنا عدم العودة الى الدكتاتورية ومنافذ الشخصية الواحدة والحزب الواحد وظاهرة التحكم والتفريطquot;. وقال quot;حققنا مبدأ الرقاية والشراكة من أوسع أبوابها وضمنا بذلك ان الشعب العراقي سيكون هو المسؤول الاول عن أي موقع من مواقع المسؤولية، مراقبة ومحاسبة ثواباً وعقاباً ،وهذا هو الضمان الاكيد لسلامة مستقبل العراقquot;.

واوضح إن إقبال هذا العدد الكبير من المراقبيين الدوليين من الدول والمنظمات والمؤسسات الدولية والذين غادروا العراق كان أكبر دليل محبة واحترام واهتمام بهذا البلد الذي يستحق ان يكون موضع اهتمام واحترام في العالم. واشار الى الاجواء الامنية التي سادت الانتخابات قائلا quot;بالنسبة للجنة الامنية المشرفة على الانتخابات فقد كان الكثير يعتقد انها لن توفر هذه الاجواء الامنية التي شهدتموها في عراق طالما شهد توترات واضطرابات أمنية ولكن رغم حجم العملية الانتخابية لم تشهد المناطق أية أحداث تؤثر على سلامة وسير الانتخاباتquot;.

واضاف ان العالم والشعوب التي تحب العراق تريد ان تعرف حقيقة ما جرى في هذه الانتخابات التي تكمل بناء العملية السياسية في العراق quot;وشهادتكم على ما رأيتم واقعياً ان شاء الله ستكون هي الرسالة التي نقدمها لكل الشعوب المحبة للعراقquot;. وقال quot;لايمكن ان نعرف حجم هذا الانجاز والاهمية التي تعنيها الانتخابات الا حينما نعرف كيف كان العراق في ظل الدكتاتورية والحرمان ونظام الحزب الواحد والقومية والطائفة الواحدةquot;.

وشهد العراق في 31 من الشهر الماضي انتخابات محلية شاركت فيها 14 محافظة عراقية من بين محافظات البلاد الثمانية عشر بعد تأجيلها في كركوك ومحافظات اقليم كردستان الثلاث اربيل والسليمانية ودهوك . وشارك في الانتخابات 7 ملايين ونصف المليون عراقي من بين 14 مليون و900 الف مواطن عراقي يحق لهم التصويت وبما شكل نسبة 51% من عدد الناخبين . وقد حققت القائمة الانتخابية المدعومة من المالكي هيمنة على نتائج الانتخابات حيث فازت بتسع محافظات .