تعطيل البرلمان العراقي 10 أيام وإتهامات للمالكي والعليان بالتأمر
مداولات لحل رئاسة البرلمان أو الذهاب لانتخابات عامة مبكرة

أسامة مهدي من لندن: تقرر في بغداد اليوم تعطيل جلسات مجلس النواب عشرة ايام إثر فشل النواب في انتخاب رئيس جديد للمجلس وسط اتهامات لحزبي رئيس الوزراء نوري المالكي ومجلس الحوار بزعامة خلف العليان بالتآمر من أجل عدم حل هذه المشكلة في وقت بدأت جبهة التوافق السنية مداولات مع كتل اخرى تستهدف طرح خيارات من بينها عزل رئاسة البرلمان الحالية برمتها وانتخاب اخرى جديدة او حل البرلمان واللجوء الى انتخابات مبكرة لاختيار بديل. وعلى الرغم من تقليص جبهة التوافق لعدد مرشحيها الى رئاسة مجلس النواب الذي تصر على انه من حصتها الى اثنين هما خليل جدوع واياد السامرائي بعد انسحاب النائب وثاب شاكر من السباق على الرئاسة فإن النواب لم يتفقوا على التصويت لاختيار الرئيس وسط دعوات بالتوافق على مرشح واحد نظرا لصعوبة الحصول على المرشحين الاثنين على 138 صوتا المطلوبة من مجموع مقاعد البرلمان البالغة 275.

وعقد ممثلون لجبهة التوافق اليوم اجتماعات مع عدد من الكتل البرلمانية لامكانية الاتفاق على حل مجلس الرئاسة الثلاثي وانتخاب مجلس جديد مع الرئيس دفعة واحدة في محاولة للخروج من الازمة التي يواجهها البرلمان نتيجة عجزه عن اختيار رئيس جديد له منذ شهرين عقب استقالة رئيسه السابق محمود المشهداني. وتضم هيئة رئاسة البرلمان رئيسا (سني) ونائبا اولا هو خالد العطية (شيعي) ونائبا ثانيا هو عارف طيفور (كردي) وفقا لنظام المحاصصة المعمول به في العراق لدى توزيع المناصب السيادية.

وإزاء فشل البرلمان للمرة السادسة في اختيار رئيس له اليوم وترحيل جلساته الى الاربعاء من الاسبوع المقبل فقد أكد النائب عن جبهة التوافق العراقية احمد العلواني ان منصب رئيس مجلس النواب من حصة الجبهة وانها هي التي قدمت المشهداني لهذا المنصب. وأضاف أنه خلال الفترة الماضية عندما أراد بعض الأطراف إقالة المشهداني تدخلت الجبهة ودافعت عنه وعطلت البرلمان لأكثر من خمسة وأربعين يوما إلى أن عاد المشهداني إلى منصبه. واوضح أن استقالة المشهداني جاءت نتيجة لتصرف شخصي من قبله وتجاوزه على بعض النواب والكتل البرلمانية ما جعل الجبهة غير قادرة على الدفاع عنه فحصلت الاستقالة.

وأضاف انه بعد استقالة المشهداني قدمت جبهة التوافق مرشحها الذي تراه كفوءا لهذا المنصب مضيفا إلى ان الذي رافق الاستقالة هو انسحاب مجلس الحوار من الجبهة والذي ينتمي إليه المشهداني الأمر الذي اسقط حقه بالمطالبة برئاسة المجلس. وأكد العلواني أن هذا الأمر استحقاق انتخابي لجبهة التوافق ولا يحق لأي أحد أن يقفز على هذه الحقيقة مشيرا إلى ان هناك من يحاول ان يعرقل مسيرة الجبهة ويشوه صورتها أمام جمهورها.

وشدد على ان الحزب الإسلامي quot;بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشميquot; هي الجهة الوحيدة المنظمة لدى أهل السنة لذا نرى المؤامرات تحاك ضده من أجل إضعاف هذا المكون وما جرى في جلسة البرلمان هو خير دليل على هذا الأمرquot;. وأشار الى انه عندما بدأ التصويت بدأت مؤامرة واضحة يقودها علي الأديب القيادي في حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي وبالتنسيق مع خلف العليان رئيس مجلس الحوار وبعض الأطراف لإفشال عملية التصويت.

ومن جهته نفى النائب عن جبهة التوافق هاشم الطائي أن يكون خلف العليان قد عاد إلى جبهة التوافق. وقال quot;انه من الظلم أن يعتبر خلف العليان جزءا من جبهة التوافق لأنه عامل هدم للجبهةquot;.. واصفا العليان بأنه quot;شخص متخلف سياسيا ولا يستقر على رأيquot; بحسب تصريح وزعه مكتب اعلام الجبهة اليوم. وأشار الطائي إلى أنه من الصعب على خلف العليان أن ينتظم ضمن مجموعة تعمل بروح الفريق ولو إنضم إلى أي كتلة أخرى فسيكون عامل هدم فيها. وحول عودة العليان الى الجبهة أشار الطائي إلى أن مجلس الحوار ومن معه قد أعلنوا إنسحابهم من جبهة التوافق ببيان والجبهة قد أعربت عن موقفها من ذلك في اليوم نفسه. واضاف quot;لو أراد مجلس الحوار العودة إلى جبهة التوافق من جديد لابد وأن يقدم طلبا مكتوبا بذلك لتدرس الجبهة إمكانية قبول أو رفض طلبهquot;.

وفي محاولة منها للضغط على النواب للانتهاء من مسألة اختيار رئيس للبرلمان فقد هددت جبهة التوافق بالمطالبة بحل المجلس وهو مايعني الذهاب الى انتخابات مبكرة لاختيار برلمان جديد. لكن هذا الخيار يبدو صعبا بدوره نظرا لان المطالبة بالحل يجب ان تكون موقعة من 138 نائبا وهو امر يصعب تحققه وسط الخلافات الحالية التي تعصف بالكتل السياسية البرلمانية.
وكانت ست كتل سياسية قد انسحبت امس من جلسة لمجلس النواب الأمر الذي أعاق انتخاب رئيس جديد له.

وأكد الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق سليم الجبوري في مؤتمر صحافي عقده في بغداد ان هناك أجندات حزبية لديها نوايا مبيتة تهدف إلى إضعاف مجلس النواب وجعله أداة لا يباشر دوره المنشود خدمة للصالح العراقي. واشار الى ان هذه القوى المنسحبة تريد ان تختطف قرار مجلس النواب وقال quot;إننا في جبهة التوافق وإزاء الوضع الراهن وجدنا أنفسنا أمام خيارات منها المطالبة بحل هيئة الرئاسة أو حل مجلس النواب برمته لان مجلس النواب أصبح يمثل إرادة سياسية وليس للصالح العراقيquot;. ودعا الجبوري رئاسة الجمهورية للتدخل لحل هذه المشكلة وممارسة صلاحياتها الدستورية نظرا لما وصفه من ميل هيئة رئاسة البرلمان للأجندات الحزبية.

والقوى الست التي أفشلت التصويت امس هي الدعوة تنظيم العراق والدعوة جناح المالكي ومجلس الحوار برئاسة خلف العليان وجبهة الحوار برئاسة صالح المطلك وكتلة حزب الفضيلة الإسلامي والكتلة الصدرية. وكان مجلس النواب قرر في الثاني والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي جعل جلسة مجلس النواب مفتوحة الى حين التصويت لاختيار رئيس جديد للبرلمان حيث رشحت الكتل السياسية عددا من الشخصيات للرئاسة منهم إياد السامرائي وأسامة النجيفي وميسون الدملوجي ومحمد تميم وخلف العليان وطه اللهيبي ومهدي الحافظ وحسين الفلوجي وحسين الجبوري وخليل جدوع الا ان معظمهم انسحب من السباق على رئاسة البرلمان.

يذكر أن رئيس مجلس النواب محمود المشهداني كان قدم استقالته من منصبه في الثالث والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) الماضي وهو ينتمي إلى مجلس الحوار الوطني الذي انسحب من جبهة التوافق السنية في اليوم التالي لاستقالة المشهداني لينخفض عدد المقاعد البرلمانية للجبهة إلى 29 مقعدا من مجموع مقاعد المجلس البالغة 275 مقعدا.