متوقعا أن تقرير البرادعي المقبل سيؤكد خلو إيران من الأنشطة النووية المحظورة
سلطانية: إيران تأمل ألا يكون استعداد أوباما للحوار مجرد تكتيك

إيران تجدد استعدادها للحديث مع واشنطن
فيينا: رحب رئيس البعثة الإيرانية لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، السفير علي أصغر سلطانية بإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما عن استعداد الإدارة الأميركية الجديدة لفتح حوار مباشر مع إيران، ووصف الموقف الأميركي بأنه يشكل quot;نقلة نوعيةquot; في السياسية الأميركية، متمنياً ألا يكون هذا الشعار مجرد quot;تكتيك عابرquot;. وأشار إلى أهمية مضمون الرد الإيراني، والذي جاء على لسان الرئيس محمود أحمدي نجاد خلال الاحتفال بمرور ثلاثين عاماً على الثورة الإسلامية في إيران أمس، وquot;الذي رحب بالمبادرة الأميركية، وأبدى بدوره استعداد إيران لبدء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة على أسس الاحترام المتبادل ومبادئ العدل والحرية والاستقلالquot;، على حد وصفه.

وأكد السفير سلطانية أن بلاده quot;كانت ولا تزال وستبقى تعمل جاهدة من أجل تعزيز الأمن والسلام والاستقرار والتنمية في جميع دول العالمquot;. وشدّد على القول إن quot;إيران حققت منجزات مهمة على هذا الصعيد خلال فترة العقود الثلاثة الماضية، حيث لم توفر جهداً إلا وبذلته من أجل تدعيم وتوسيع علاقات الصداقة والتعاون والتفاهم والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وخاصة مع الدول المجاورة والدول العربية والإسلامية، ولما فيه خير وخدمة المصالح المشتركةquot;، على حد وصفه.

وأعرب المندوب الإيراني عن اعتقاده أن quot;إيران ستواصل الالتزام بالثوابت الواردة في الدستور الإيرانية، وسيما على صعيد سياسة الانفتاح وفق الأسس والمبادئ والأهداف التي انتهجتها منذ انتصار الثورة الإسلامية قبل ثلاثين عاماً، وفي طليعتها الحياد الإيجابي، والاستقلال والسيادة الوطنية والحرية والعدالة والمساواة والشفافيةquot;.

كما خص السفير سلطانية أوروبا ودول الاتحاد الأوروبي برسالة خاصة وقال quot;إن إيران تتطلع إلى تحسين وتطوير علاقاتها الثنائية مع كافة الدول الأوروبية، بشرط أن تكون على أسس وأهداف ومبادئ تدخل في صلب بناء وتدعيم الروابط الدبلوماسية بين الدول بعيداً عن الشكوك والغموض والأحكام المسبقة، والعمل من أجل بناء علاقات صداقة وتعاون ثابتة تقوم على التفاهم المشترك والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتسوية الخلافات أو المسائل العالقة عن طريق الحوار والمفاوضات بعيداً عن الانحياز إلى طرف على حساب طرفٍ آخر، بالإضافة إلى العمل المشترك من أجل تدعيم الأمن والسلم والاستقرار والتنمية والرخاء في جميع دول العالمquot;.

وأشار المندوب الإيراني إلى أن مضمون رسالته لكل من يهمه الأمر مستمدة من المبادئ والأهداف التي طرحها الرئيس أحمدي نجاد التي quot;اتسمت بمنتهى الصراحة والمصداقية: نحن كأمة إيرانية ملتزمون بالحوار الهادئ والذي يقوم على عدم فرض أو إملاء الشروط أو الأحكام المسبقة، وضرورة الاعتراف بتهيئة أجواء العدل والحرية والمساواة والاستقلال والسيادة الوطنية للدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدولquot;. وأكد قوله quot;إن هذه هي أهم المبادئ التي ينبغي على الدول الأوروبية أن تلتزم بها في تعزيز علاقاتها مع بقية الدول بما فيها إيران، مع الأخذ في الاعتبار استعداد إيران التام للحوار المفتوح مع كافة الدول بما فيها الولايات المتحدةquot;.

وعبّر المندوب الإيراني عن أمله بأن quot;يترجم الرئيس الأميركي أوباما أقواله إلى أفعال، وخاصة فيما يتعلق بتعهده الوارد في شعار التغيير الذي طرحه في حملته الانتخابية وفاز على أساسه في منصب الرئيس للولايات المتحدةquot;، متمنياً ألا يكون هذا الشعار مجرد quot;تكتيك عابرquot;. كما حثّ على quot;ضرورة أن يشمل هذا التغيير الديمقراطي السياسة الخارجية وخاصة الموقف الأميركي المناهض للبرنامج النووي الإيراني المكرّس للأغراض السلمية، باعتبارها خطة بالغة الأهمية لضمان نجاح الحوار المباشرquot; بين واشنطن وطهران.

وحول تقييمه ولو بشكل مسبق للتقرير الدوري الذي سيرفعه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي عن تطورات برنامج إيران النووي إلى مجلس الامن ومجلس المحافظين في وقت متزامن في 25 شباط/فبراير الجاري، والذي سيدرج في جدول أعمال اجتماع مجلس المحافظين المقرر في 2 آذار/مارس المقبل، قال السفير سلطانية quot;إن التقرير سيكون نسخة منقحة عن التقرير الأخير، وفي اعتقادي أن التقرير المقبل سيكون أكثر إيجابية ويأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة وفي طليعتها اعراب الرئيس الأميركي عن استعداد بلاده لفتح حوار مباشر مع إيرانquot;.

ولم يستبعد السفير سلطانية أن يكرر البرادعي ما أكده في تقاريره السابقة التي رفعها خلال السنوات الست الماضية، بأن الوكالة quot;لم تعثر على أي تحريف لمواد وانشطة نووية معلنة لأغراض عسكرية، وأنها ما تزال في وضع لا يمكنها مع عدم وجود أنشطة نووية محظورة في إيرانquot;. وخلص المندوب الإيراني إلى القول quot;التقرير الجديد للبرادعي سيكون بمثابة رسالة أو شهادة دولية جديدة تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني مكرّس بالفعل للأغراض السلمية والتنموية واستخدام الطاقة الذرية لتوليد الطاقة الكهربائيةquot;، على حد تعبيره.