علاوي ينفي بعد لقائه السيستاني تحالفه مع الحكيم ضد المالكي
طهران لا ترى حاجة لمحاورة واشنطن وبغداد تؤكد إستعدادها للتوسط

أسامة مهدي من لندن: أعرب وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري استعداد بلاده للتوسط من أجل إجراء حوارًا بين واشنطن وطهران، لكن وزير الخارجية الإيراني منو شهر متكي أكد عدم وجود إتصالات بين البلدين حاليًا، وقال إن الظروف الحالية لا تستدعي حوارًا من أجل العراق بعد تحسن الأمن الذي يشهده... بينما بدأت في بغداد اليوم مباحثات اقتصادية وثقافية وعلمية عراقية إيرانية بمشاركة ممثلين عن معظم وزارات البلدين... في وقت نفى فيه رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي تحالفه مع قوى سياسية ضد اخرى، مؤكدًا أن مشاكل العراق تحلّ في داخله وليس في طهران أو الرياض أو واشنطن.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك في بغداد ابدى زيباري استعداد الحكومة العراقية لان تكون وسيطًا في حوار أميركي ايراني لتخفيف حدة التوتر بين البلدين. وقال ان ايران وقفت وقفة شريفة مع العراق ودعمته سياسيًا بعد تحريره عام 2003. واضاف ان التحسن الامني في العراق والانتخابات الاخيرة التي شهدتها بعثت برسالة قوية الى العالم عن قدرة العراقيين على ادارة شؤون بلدهم، مؤكدًا رغبة العراق في تطوير علاقاته مع ايران بمختلف

ومن جهته اكد متكي دعم بلاده للشعب والحكومة العراقيين والعملية السياسية في العراق. واشار الى ان التحسن الامني الذي يشهده العراق ساعد على نجاح الانتخابات الاخيرة التي شهدها العراق. وشدد على عدم وجود اي اتصالات حاليًا بين حكومته والادارة الاميركية الجديدة برئاسة باراك اوباما وقال quot; تمنى بأن تكون الشعارات التي أطلقها اوباما في حملته الإنتخابية واقعيةquot;.
واشار الى ان حوارا ايرانيا اميركيا بشان العراق لم يعد ضروريا بعد التحسن الامني في البلاد وقال ان حكمة القادة العراقيين التي يبدونها في الظروف الحالية تؤكد انهم قادرين تماما على ان تعيد الامن بشكل كامل للبلاد. واوضح ان بلاده عقدت جولات للحوار مع الولايات المتحدة بناء على رغبة العراق في السابق لانها لمصلحته وقال لكن بلاده تعتقد الان أنالظروف الجديدة هي ظروف مختلفة تمامًا، لأن تحسن الظروف الامنية جاء نتيجة تولي الحكومة العراقية المسؤولية الامنية.

وكانت تقارير قد أشارت امس الى ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد ناقش مع الحكومة في بغداد فرصة اقامة حوار سياسي أميركي ايراني على أرض العراق لحل المشكلات العالقة بين البلدين واقناع ايران بقبول حوافز الاتحاد الاوربي لثنيها عن تطوير برنامجها النووي. وجاءت زيارة ساركوزي الى العراق أثر اعلان اوباما عن نية حكومته اجراء حوار مع ايران لحل الاشكالات حول برنامجها النووي. وسيكون مستقبل العراق محل تفاوض بين الولايات المتحدة وايران بحضور الجانب الفرنسي في المحادثات التي ينتظر اجراؤها في بغداد.
وكانت بغداد قدشهدت على مدى العامين الماضيين ثلاث جولات من المباحثات الايرانية الاميركية لكنها توقفت بعد ذلك اثر تصاعد الاتهامات بين ادارة الرئيس الاميركي السابق جورج بوش للحكومة الايرانية بمساعدة متشددين شيعة مسلحين وتدريبهم ومدهم بالاموال والسلاح تطلق عليهم القوات الاميركية المجمعات الخاصة في اشارة الى منشقين عن جيش المهدي التابع للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشاب مقتدى الصدر.

وبدأت في بغداد اليوم مباحثات رسمية يترأسها من الجانب الايراني وزير الخارجية منوجهر متكي ومن الجانب العراقي وزير التجارة عبد الفلاح السوداني بمشاركة ممثلين عن اكثر من 20 وزارة من االبلدين. واكد متكي لدى بدء المباحثات ضرورة استثمار ايران والعراق إمكانياتهما الاقتصادية الكبيرة في مختلف المجالات مشددا على اهمية العمل على تطوير العلاقات الثنائية معتبرا الهدف من زيارته يتمثل في متابعة وتفعيل ما اتفق عليه البلدان خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاخيرة الى ايران. وأعرب عن أمله بأن يتم خلال زيارته الحالية الى العراق الاتفاق على تحديد موعد عقد اجتماع اللجنة المشتركة للبلدين في طهران.

من جانبه، وصف وزير التجارة العراقي زيارة متكي الى بغداد بأنها خطوة هامة وأساسية على طريق توثيق التعاون الثنائي بين العراق وايران. وأضاف ان البحث يجري حول سبل تطوير وتوسيع العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين البلدين الجارين. واشار الى ان الملفات التي تناقش في الاجتماعات تتعلق بمجالات النفط والكهرباء والتجارة وزيادة حجم التبادل التجاري اضافة الى المجالات الثقافية والسياحة الدينية والنشاطات المصرفية. ووصف المباحثات بأنها خطوة ايجابية باتجاه تعزيز العلاقات في شتى المجالات وتجاوز عقبة الماضي والبدء بانطلاقة جديدة. وتستهدف المباحثات ايضًا الى زيادرة حجم التبادل التجاري بينهما الى 5 مليارات دولار.

ووصل متكي الى بغداد الليلة الماضية في زيارة تستغرق عدة أيام ينتظر ان يلتقي خلالها رئيس الجمهورية جلال الطالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي وعدداً من المسؤولين العراقيين.
وكانت آخر زيارة لمنوشهر متكي إلى العراق بصحبة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في اذار (مارس) من العام الماضي كما زار العراق ايضا خلال عامي 2006 و2007. وشهدت العلاقات التجارية العراقية الايرانية تطورا ملحوظا منذ عام 2003 حيث يفضل التجار العراقيون التعامل مع إيران لأسباب في مقدمها محاذاتها للعراق ما يساهم إلى حد كبير في خفض كلفة النقل والشحن. كما ان الصناعة الإيرانية طرأ عليها تطور ملحوظ من حيث النوعية قياساً بسلع أجنبية أخرى موجودة في السوق العراقية ومنها الصينية والتركية.

وتتوافد الشاحنات الإيرانية يومياً إلى الأسواق العراقية عبر معبر المنذرية الذي يربط محافظة كرمنشاه بمحافظة بعقوبة وسط العراق والشلامجة الجنوبي. وفي حين تبدو إيران الشريك الاقتصادي القوي في العراق، يرى متابعون للشأن الاقتصادي ان من الصعب تخيل السوق العراقية من دون البضائع الإيرانية، التي باتت تسد نسبة كبيرة من احتياجات المستهلك العراقي. الا ان هؤلاء لفتوا إلى ان العلاقة الاقتصادية بين البلدين تعتريها في كثير من الأوقات صعوبات كبيرة أهمها مصادرة الأجهزة العراقية المختصة البضائع الإيرانية الفاسدة كما ان سيارات الخضر والفواكه الإيرانية تنظر إليها هذه الأجهزة بريبة، تحسباً من كونها تشكل غطاء لتهريب الأسلحة والممنوعات.

والعراق لا يصدر شيئاً يذكر إلى إيران في حين يستورد منها كل شيء حتى المشتقات النفطية والكهرباء، ما يعتبره بعضهم شكلاً من أشكال الهيمنة. كما ان العلاقات التجارية بين إيران وإقليم كردستان تسير في الاتجاه الذي يخدم نموها فالتجارة بينهما وصلت إلى اكثر من ملياري دولار وما يميز العلاقات وجود اكثر من 120 شركة إيرانية تعمل في مدن الإقليم. وأكد الملحق التجاري في السفارة الإيرانية في بغداد ان طهران تسعى الى تحقيق أهداف وبرامج عدة في تنمية تجارتها مع العراق، أهمها تنمية التجارة الحرة بين البلدين وافتتاح مراكز أخرى لمؤسساتها في محافظتي البصرة وأربيل والمساعدة في تأسيس أسواق تجارية ومعامل إيرانية في السوق العراقية لاستقطاب العاطلين من العمل من العراقيين وتأسيس شبكة إلكترونية للمعلومات الخاصة عن التجارة والمستثمرين في البلدين.

علاوي ينفي بعد لقائه السيستاني تحالفه مع الحكيم ضد المالكي

قال رئيس الوزراء العراقي السابق زعيم القائمة العراقية أياد علاوي في اعقاب اجتماع بمدينة النجف اليوم مع المرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني إن الحوارات السياسية هي مفتاح استقرار العراق وان التحالفات بين القوى السياسية تستهدف سلامة البلد. وأكد علاوي في مؤتمر صحافي عقده في النجف (160 كم جنوب بغداد) عقب مباحثات مع السيستاني ضرورة بدء القوى السياسية في الدخول بحوارات من اجل البلد موضحا ان هذا هو مفتاح استقرار العراق. واشار الى ان التحالفات التي تجري حاليًا بين القوى الفائزة في الانتخابات المحلية الاخيرة ليست على حساب اي طرف وقال quot;ان الكل يرفضون سياسة المحاورrdquo;.

وفي رده على سؤال فيما اذا التحالف الذي يجري بين قائمته والمجلس الاعلى الاسلامي بزعامة رئيس الائتلاف الشيعي عبد العزيز الحكيم هو وسيلة للضغط على حزب الدعوة بقيادة رئيس الوزراء نوري المالكي أجاب علاوي قائلا quot;قبل ايام كنت مع السيد عبد العزيز الحكيم و لم المس منه روحية تكوين محور ضد محور اخر وكذلك نحن وانما هناك مشاريع وطروحات تتعلق بسلامة العراق والشعب العراقيrdquo; كما نقلت عنه وكالة quot;اصوات العراقquot;.

وأضاف علاوي quot;حتى الان لا توجد تحالفات في اطر جديدة وان الاحاديث الحالية تجري وفق معطيات واضحة وضمن تأريخ مشترك وفهم و قناعة من الكل ان العراق لن يبنيه الا أبناؤه و لا حل الا حلا عراقيا ولن يكون العراق في واشنطن ولا في الرياض ولا في طهران وانما سيكون في العراقquot;. وقال quot;نحن نقتح حوارات مع مختلف القوى السياسية كالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي ومتى ما اعلنت النتائج النهائية لانتخابات مجالس المحافظات فبعدها يكون حديث ولابد من الاشارة الى ان مجالس المحافظات هي مجالس خدمية بالدرجة الاولى وليست سياسية وهي مجالس تحدد السياسات المحلية للمحافظاتrdquo;.

واعتبر ان عدم مشاركة 50% من الناخبين في انتخابات مجالس المحافظات العراقية يؤكد أن مجالس المحافظات الجديدة لا تعكس رأي الشارع العراقي بوضوح. ودعا الى تشريع قوانين واضحة بشأن تشكيل الأحزاب توضح مصادر تمويلها. واسشار الى ان بعض المرشحين قاموا بالاقتراض لتمويل حملتهم الانتخابية في حين هناك أحزاب لها تمويل كبير وهذا الأمر أدى إلى وجود عدم توازن في الفرص أمام فوز الكثير من المرشحين. وحققت القائمة العراقية برئاسة علاوي نتائج متقدمة في ثلاث محافظات خلال انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي فيما اعترضت على نتائج بعض المحافظات وخاصة في واسط وطابت المفوضية بإعادة الانتخابات فيها.

وكان السيستاني اكد قبل الانتخابات حياده بين القوائم المتنافسة وانه يقف على مسافة واحدة منها برغم دعمه للائتلاف الشيعي في الانتخابات السابقة التي جرت عام 2005. ويعتبر علاوي وهو علماني احد منافسي الاحزاب الدينية السياسية في البلاد. ويأتي اجتماع علاوي مع السيستاني اثر لقاء مماثلة جراها مع المرجع عدد من الساسة العراقيين خلال الايام القليلة الماضية بينهم رئيس الوزراء نوري المالكي الذي حقق فوزا كبيرا في الانتخابات وجاء قائمته الانتخابية الاولى في 9 محافظات من بين 14 محافظة شهدت الانتخابات.