خطة الإنقاذ ستحدد المستقبل السياسي لأوباما

اوباما: بند quot;الحمائيةquot; في الخطة الاقتصادية سيكون quot;خطأquot;

أوباما يدعو الجمهوريين للمصادقة على خطته الاقتصادية

بيوريا-واشنطن: وجه الرئيس الاميركي باراك أوباما دعوة جديدة الخميس الى الجمهوريين لدعم الخطة العملاقة للانقاذ الاقتصادي، فيما يستعد مجلسا الكونغرس الى اجراء تصويت نهائي يجيز اصدارها. وقال اوباما في بيوريا بولايته ايلينوي (شمال) خلال زيارته مصنعا لشركة كاتربيلر، quot;لقد آن الاوان من اجل ان يتحرك الكونغرس، وآمل في ان يتصرف (النواب) بطريقة غير منحازةquot;.

واعلنت هذه الشركة التي تصنف الاولى على الصعيد العالمي لصنع معدات البناء، في اواخر كانون الثاني/يناير، الغاء 20 الف وظيفة في العالم لمواجهة quot;سنة بالغة الصعوبةquot;. ولم يصوت اي جمهوري مؤيدا خطة الانقاذ في مجلس النواب، ودعمها ثلاثة فقط منهم لدى وصولها الى مجلس الشيوخ، فيما يأمل الرئيس في جمع اكبر عدد من المؤيدين. ويستعد مجلسا الكونغرس للتصويت نهائيا، الجمعة على الارجح، على الخطة البالغة قيمتها 789 مليار دولار. ثم تنقل الى اوباما لاصدارها قبل الاثنين.

انسحاب مرشح أوباما لمنصب وزير التجارة

إلى ذلك سحب مرشح الرئيس الأميركي لشغل منصب وزير التجارة السيناتور الجمهوري دجد غريغ ترشيحه quot;بسبب اختلافات منهجية مع إدارة أوباماquot;، حسبما قال في بيان. وكان ترشح غريغ قد اعلن الاسبوع الماضي، حيث كان متوقعا ان يصبح ثاني جمهوري في حكومة الرئيس الديموقراطي اوباما. وكان الرئيس في البداية قد اختار حاكم ولاية نيو مكسيكو بيل ريتشاردسون لهذا المنصب، لكنه انسحب بعدما فتحت تحقيقات في تبرعات منحت لحملته الانتخابية.

ويرى مراسلنا في ولاشنطن جونثان بيل في هذا الانسحاب ضربة اخرى لجهود اوباما لتشكيل حكومته ومد يده للجمهوريين، حيث سبق وفقد اربعة مرشحين لمناصب كبرى. فتوم داشل الذي كان مقررا ان يشغل منصب وزير الصحة ونانسي كيلفر التي كانت ستشرف على اصلاح الموازنة والانفاق الحكومي كلاهما سحب ترشحهما الاسبوع الماضي بعدما اثيرت تساؤلات حول دفعهما للضرائب.

ويضيف المراسل ان انسحاب غريغ سيثير التساؤولات حول الطرق التي تتبعها ادارة اوباما لاختيار مرشحيها الوزاريين. وقال غريغ في بيان انه quot;تشرفquot; بكونه اختير للمنصب، وانه quot;معجبquot; بعزم اوباما على التعاون مع الجمهوريين. لكنه quot;واجه ثلاثة اختلافات يستحيل تجاوزها في ملفات مختلفة، بما فيها خطة اوباما لانقاذ الاقتصاد،quot; حسب البيان.

واضاف السيناتور قائلا: quot;نحن (اي هو واوباما) نرى عددا من المواضيع المهمة من زوايا مختلفة.quot; وقال السيناتور للصحافيين انه quot;كان دائما محافظا في القضايا المالية، وانه اكتشف ان عمله في حكومة اوباما كان سيزداد صعوبة يوما عن يوم.quot; وينتقد الحزب الجمهوري خطة اوباما لانقاذ كبرى الشركات وقيمتها 789 مليار دولار، واصفينها بـquot;البذخ الحكومي الهائل.quot; لكن مجلس النواب ومجلس الشيوخ توصلا الى اتفاق بشأن الخطة هذا الاسبوع، بعدما وقع اختلاف في نسختي المشروع اللتين اقراها.

مدير المخابرات الأميركية: الازمة الاقتصادية تشكل أكبر تهديد أمني

من جانبه قال دينس بلير مدير المخابرات القومية الأميركي، وهو ارفع مسؤول استخباري في الادارة الأميركية، إن الازمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم تعتبر الهم الامني الاول الذي يواجه الولايات المتحدة. وقال بلير إن ربع دول العالم على الاقل قد تخلخل استقرارها الى حد ما نتيجة التباطؤ الاقتصادي الحالي. وقال المسؤول الاستخباري الذي كان يدلي بشهادته امام لجنة من مجلس الشيوخ بواشنطن ايضا إن قيادة quot;تنظيم القاعدةquot; قد اصابها الضعف في السنة الماضية.

الا ان بلير عبر عن قلقه من الاوضاع في كل من افغانستان وباكستان، إذ قال في مجال استعراضه للتهديدات الامنية التي تواجه الولايات المتحدة إن الوضع الامني في افغانستان قد تدهور في الآونة الاخيرة وان على باكستان استعادة سيطرتها على مناطقها الحدودية الشمالية الغربية حتى يتمكن الوضع من التحسن. واضاف ان ايران تنوي الابقاء على خيار تطوير الاسلحة النووية حتى لو لم تقم بانتاجها فعليا، اما كوريا الشمالية فمن غير المحتمل ان تستخدم اسلحتها النووية ما لم تشعر حكومتها بتهديد مباشر.

وقال بلير للجنة من مجلس الشيوخ: quot;إن الهم الامني الرئيسي الذي يواجه الولايات المتحدة على المدى القريب يتأتى من الازمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها الجيوسياسية.quot; واضاف: quot;ان من شأن الازمات الاقتصادية ان تزعزع استقرار انظمة الحكم خاصة اذا استمرت آثارها لسنة او سنتين.quot; وحذر بلير من مخاطر اللجوء الى السياسات الحمائية قائلا إن النظرة السائدة بأن الازمة الراهنة مصدرها أميركا قد تجعل من الصعب على الولايات المتحدة ان تستمر في قيادة الدعوة الى تحرير التجارة.

وحذر مدير اجهزة المخابرات الأميركية من ان quot;تنظيم القاعدةquot; ما زال يخطط لشن هجمات جديدة على الغرب، وانه - اي quot;تنظيم القاعدةquot; - ينظر الى اوروبا بوصفها منطلقا مناسبا لهذه الهجمات. ولكنه اضاف ان الضربات التي تلقاها المسلحون الموالون للـquot;قاعدةquot; في باكستان والعراق جعلتهم اقل فاعلية مما كانوا عليه منذ سنة.