أبرز المرشحين لخلافته في بيروت السفير السعودي في هولندا
الخوجة واكب لبنان في أصعب أزماته ... وتوزيره مكافأة


لا حديث يعلو على حديث quot;التغيير الكبيرquot; في السعودية
إيلي الحاج من بيروت: واكب السفير السعودي في لبنان عبد العزيزالخوجة المغادر إلى بلاده ليتسلم فيها اليوم منصب وزير الثقافة والإعلام أحداثا جمة فائقة الأهمية والخطورة خلال توليه تمثيل بلاده في إحدى أدق المراحل التي عاشها لبنان في تاريخه الحديث، وعرف دائماً بشاعريته ومقاربته الهادئة للأمور ودبلوماسيته الراقية وفق عارفيه والقريبين منه أن يدوّر الزوايا الحادة ويهدّئ الخواطر، حتى عندما كان هو وطاقمه في السفارة يتعرضان للخطر والتهديد كما حصل في حوادث 7 أيار / مايو الفائت.

وأبدى سياسيون اعتقادهم بعدما علموا بخبر ترقية الخوجة إلى رتبة تولي وزارة بأن المملكة اطمأنت إلى حسن سير الأمور في لبنان إلى حد بعيد، ولذلك قررت إعادة الخبير السعودي الأبرز في قضاياه إلى بلاده وزيراً. ورجحوا أن يكون انتهى من حل بعض العراقيل والشكليات التي اهتم بها أخيراً على صعيد العلاقات والتحالفات الإنتخابية بين أعضاء فريق قوى الغالبية في عدد من المناطق.

وقالوا إن ترقية الخوجة جاءت مكافأة لجهوده الكبيرة التي بذلها في لبنان طوال سنوات، تكريسا لنجاح أدائه في بلد عرف اضطرابات متلاحقة وشديدة في فترة قصيرة. إذ عايش حقبة التمديد للرئيس السابق للجمهورية إميل لحود ، ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري فتظاهرة 14 آذار 2005 التي قلبت المقاييس والإنتخابات التي تلتها والصراع حول إنشاء المحكمة الدولية لقضية الرئيس الحريري،ومعها كلها مرحلة الإغتيالات والتفجيرات الدموية والإنقسامات ، وصولاً إلى حرب تموز/ يوليو 2006 والفراغ الرئاسي ، ثم توقف العمل البرلماني والمقاطعة ثم الإستقالة من الحكومة والإنقسامات القاسية الوطأة والإعتصام في وسط بيروت ومحاصرة مقر رئيس مجلس الوزراء في السرايا لإجبار الرئيس فؤاد السنيورة على الإستقالة ، وصولاً إلى حوادث 7 أيار/ مايو التي نالت فيها السفارة بعض الرصاصات والإعتداءات، لكنه فضل كتمان الأمر حفاظاً على أرواح العاملين فيها.

وغادر بيروت بحراً إلى قبرص من مدينة جونيه ليمكث مدة في المملكة ويعود إلى لبنان على تقطع، مساعدا الأطراف اللبنانيين باستمرار على التلاقي والإعتدال في التصرف والموقف والتصريح، وكان أيضاً يحض المسؤولين في المملكة على مساعدة لبنان بمختلف الوسائل ، ناقلاً إليهم بدقة صورة الأوضاع فيه، بحيث باتت القيادة السعودية مطلعة على كل شاردة وواردة في البلد الذي شاء قدره أن يتحوّل خط تماس سياسياً بين مشروعي quot;عرب الإعتدالquot; من جهة ، ومحور التحالف الإيراني ndash; السوري من جهة . وفي كل هذه الظروف ظل الخوجة أمينا على مهمته كدبلوماسي ورسالته كعامل تهدئة بين أفرقاء متنازعين في بلد تعب شعبه من الحروب والخصومات وعانى ويلات ومصائب لا توصف وظل معاندا عصياً على اليأس.

وعلمت quot;إيلافquot; أن أبرز المرشحين لخلافة الخوجة في منصب السفير في لبنان هو السفير السعودي في هولندا محمد البشر الذي يعرف لبنان جيدأً وأمضى فيه حقبة من الزمن وله فيه معارف كثر، وهو كان سفيرا لبلاده في المغرب قبل انتقاله إلى هولندا ، ويصفه بعض من يعرفونه بأنه واسع الإطلاع وكفوء، قوي الشخصية ودبلوماسي عريق.

أما الشخصية الثانية المرشحة لتولي منصب السفير في لبنان، وإن باحتمال أضعف فهي السفير السعودي في فرنسا محمد آل الشيخ، ويأتي بعده في الإحتمالات وزير الثقافة والإعلام أياد مدني، الذي يعني مجيئه إلى بيروت أن تبادلاً للمواقع جرى بينه وبن الخوجة.