بهية مارديني من دمشق: استاءت دمشق من بدء الاملاءات الاميركية عبر وفود الكونغرس ، وعبرت الصحف السورية اليوم على رفض دمشق لها ، ووصفت تصريحات وفد الكونغرس الاميركي الذي زار دمشق امس بأنها غير واقعية حيث طالب الوفد سوريا quot;بوقف دعمها للمنظمات الإرهابية، ووصفت العلاقات السورية الإيرانية بالمزعجةquot;.

وقال وضاح عبد ربه رئيس تحرير جريدة الوطن السورية هذا هو أول وفد أميركي من سلسلة الوفود الثلاثة التي تزور سورية خلال هذا الأسبوع ينهي زيارته الى دمشق بتصريحات أقل ما يمكن وصفها بأنها بعيدة عن الواقع العربي والعالمي والأميركي وقريبة جداً من المنطق والأجندة الإسرائيلية التي كانت تطبقها إدارة بوش السابقة بكل أمانة واقتدار، واضاف quot;إذا كان الوفدان القادمان يوم السبت المقبل لديهما التصور ذاته والمطالب ذاتها ، فربما من الأفضل لهما عدم تكبد عناء السفر الى دمشق لأنهما بكل تأكيد لن يجدا في سورية من سيستمع لإملاءات أميركية وخاصة إذا كانت إسرائيلية المصدر أو إسرائيلية الإلهامquot;.

واكدquot; إن السوريين يتطلعون اليوم الى التغيير في السياسة الأميركية لا إلى تغيير السياسة السورية، وإذا كانت التصريحات الرسمية في دمشق تتحدث عن تفاؤل بحذر، فهذا هو الحذر الذي تتحدث عنه سورية.. حذر من أن يكون التغيير شعاراً في واشنطن وليس حقيقة، وأن يكون تغييراً في الداخل وليس في الخارج. واشار الى الامل أن يكون الوفدان القادمان أكثر واقعية وأكثر حيادية وأن يساهما في اطلاق حوار مبني على المصالح المشتركة والصراحة والشفافية وعلى الالتزام الأميركي الكامل بسلام عادل وشامل في المنطقة يعيد الحقوق إلى أصحابهاquot;.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد التقى مع وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة رئيس اللجنة الفرعية للأمن ومكافحة الإرهاب في مجلس الشيوخ السيناتور بنيامين كاردن الذي قال قبيل مغادرته دمشق في مؤتمر صحافي مساء امس quot;مرت العلاقات السورية الأميركية بصعوبات، وسورية عزلت نفسها بدعمها للإرهاب والمنظمات الإرهابية مثل حركة المقاومة الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إضافة إلى علاقاتها المزعجة مع إيرانquot; ، وعلى صعيد العلاقات الثنائية وإمكانية إرسال سفير أميركي جديد إلى سورية، أكد السيناتور الديمقراطي شيلدون وايتهاوس أن القرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأميركية تعد من قبل السلطة التنفيذية ممثلةً بالإدارة الأميركية، لافتاً إلى أن هذا القرار يرتبط بالحوار مع الحكومة السورية والسياسات التي تقوم بها، وهذا ما يمكن أن ينطبق أيضاً على قانون محاسبة سورية.
وأكد كاردن ضرورة أن تأخذ سورية وإسرائيل خطوات للتقدم إلى الأمام نحو السلام، لافتاً إلى أنه قدم بعض الاقتراحات في هذا الخصوص للرئيس الأسد أثناء لقائه مع الوفد.
وقال من المؤكد أن السلام يأتي عندما يتقدم الطرفان السوري والإسرائيلي على طريق المفاوضات، وإذا كان هناك أي دور يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة الأميركية فإن الوفد سيكون مهتماً بالمساعدة، وقال أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ستقدم خدماتها في هذا المجال.
واعتبر ان ادارة أوباما عبرت عن توجهاتها نحو السلام عندما قامت بتعيين السيناتور جورج ميتشل .
وأكد أن السلام في الشرق الأوسط يشكل أولوية بالنسبة للإدارة الأميركية، موضحاً أن تقدم مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل سيشكل إنجازاً هاماً لتحقيق السلام في المنطقة.
وأضاف ان إسرائيل تمر بمرحلة تشكيل حكومة جديدة ونأمل أن تلتزم الحكومة المقبلة بعملية السلام.
وأعرب كاردن عن الرغبة في أن تتحسن العلاقات السورية الأميركية، لافتا في الوقت نفسه إلى ضرورة معالجة بعض الممارسات السورية في مجال حقوق الإنسان وحرية التعبير.
وأضاف نحن متحمسون لوجود رئيسٍ أميركي جديد مهتم بإعادة إحياء العلاقات مع الخارج، وقال اتينا إلى هنا لطرح السؤال هل سورية مستعدة للتقدم إلى الأمام لنصل إلى علاقات أفضل؟.
وأوضح كاردن أن وفد الكونغرس سينقل ما تم التحاور فيه مع الرئيس بشار الأسد والمسؤولين السوريين إلى الولايات المتحدة الأميركية، وخصوصاً أن هذه المعلومات ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة لإدارة أوباما.
وأكد ضرورة أن تشكل الأفعال معياراً لتحسين العلاقات السورية الأميركية، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه سيتم العمل على مراقبة أعمال سورية وتصرفاتها في الوقت الراهن.