كامل الشيرازي من الجزائر : شهدت الحدود الجزائرية المغربية اليوم السبت، حدثا لافتا مع افتتاح الحدود البرية بين البلدين على نحو استثنائي لتمكين قافلة تضامن بريطانية مع غزة من شق طريقها نحو تونس مرورا بعدد من الولايات الجزائرية.
واكتسى المعبر الحدودي quot;زوج بغالquot; على مستوى منطقة مغنية (800 كلم غرب الجزائر) بحلة خاصة، وحضرت شخصيات جزائرية ومغربية إلى المكان لاستقبال القافلة البريطانية التي ضمت قرابة ثلاثمائة شخصية وما يزيد عن المائة عربة محملة بمساعدات إنسانية، علما أنّ القافلة التي انطلقت في 14 من الشهر الجاري من لندن، تنوي قطع رحلة طولها خمسة آلاف ميل مرت عبر فرنسا وبلجيكا واسبانيا والمغرب، على أن تستكمل طريقها إلى تونس وليبيا ومصر، وتراهن المنظمة السلمية البريطانية غير الحكومية quot;أوقفوا الحربquot; المشرفة على الدخول إلى قطاع غزة عبر معبر رفح يوم الثامن آذار/مارس القادم.
ووسط الحضور الكثيف لممثلين عن سلطات البلدين وناشطي الجمعيات المدنية والهلال الأحمر والكشافة الإسلامية في الجزائر، تحوّل الافتتاح المؤقت للحدود إلى نقاش عام دعا من خلاله إلى إنهاء الغلق المزمن للحدود الموصدة أبوابها منذ 24 أغسطس/آب 1994 غداة اتهامات الرباط للجزائر بما سمته quot;السعي لضرب استقرارهاquot;، ولم يكن اجتياز قافلة تضامنية غربية للحدود ذاتها في خريف سنة 1999، لإيصال مساعدات غذائية للشعب العراقي أيام الحصار، ليحوّل السواكن إلى متحركات.
وحظيت عملية فتح الحدود باهتمام كبير من الجانب المغربي، وتجلى ذلك من خلال تواجد مسؤولين مغاربة بكثرة، بينما غاب مسؤولون جزائريون كبار عن الحدث، لكن ذلك لم يحد من عزيمة المنادين بفتح الحدود بصفة دائمة، وتمكين أبناء البلدين الجارين من التواصل سيما بعد إلغاء التأشيرة قبل أربع سنوات، ويدافع كثيرون على مبدأ فتح الحدود ويربطونه بغائية اقتصادية لدفع المشاريع المشتركة على غرار مشروعي الطريق السيار وسكة الحديد المكهرب.