السفير الأسبق لدى السعوديَّة وأحد أشد المنتقدين لإسرائيل
شاس فريمان في مركز استخباراتي أميركيّ بارز

إقرأ أيضًا
هيلاري كلينتون تعين دنيس روس مستشاراً خاصاً للخليج

أفشين مولافي، واشنطن: علمت إيلاف أنَّ الإدارة الأميركيَّة عرضت على شاسفريمان، السفير الأسبق لدى المملكة العربية السعوديَّة والمتخصّص في شؤون الشرق الأوسط،إدارة المجلس الوطني للاستخبارات الأميركيَّة.وسيرأس فريمان، الذي شغل منصب سفير لدى المملكة العربيَّة بين العام 1989 و1992، المنظمة التي تصدر بيانات استخباراتيَّة موجزة وبالغة الأهميَّة للرئيس الأميركي وكبار صانعي السياسات الأميركيين. وشغل فريمان، الذي يجيد العربيَّة فهمًا والصينيَّة نطقًا، عدَّة مناصب مؤثّرة في الديبلوماسية الأميركية والقطاع الخاص خلال سنواته المهنيَّة الـ35. وعرف بانتقاداته اللاذعة لإدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، وبإشاداته ووصفه للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز بأنَّه quot;صاحب رؤيةquot;.

شاس فريمانوتردّد خلال الأسبوع الماضي خبر تعيين فريمان، ولم تألُ القوى المؤيّدة لإسرائيل في واشنطن جهدًا لمنع هذا التعيين. وقد صرّح سياسيّ بارز مؤيّد لإسرائيل لمجلّة ميدل إيست فوروم بأنَّ تعيين تشاس فريمان في هذا المنصب أشبه بتعيين الأمير بندر بن سلطان كرئيس للاستخبارات الأميركيَّة.

وقد انتقدت بعض المطبوعات، بما فيها مجلَّة السياسة الخارجيَّة ومجلّة اتلانتك، تعيين فريمان بسبب ما سموه quot;علاقات فريمان القويَّة بالمملكة العربيَّة السعوديَّةquot;، بينما رحّبت أصوات أخرى في واشنطن بهذه الخطوة ورأت فيها نيَّة لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما لتحدّي اللوبي المؤيّد لإسرائيل من خلال تعيينه دبلوماسيًّا محنّكًا في احدى أبرز المراكز المؤثرة، حيث لا يوجد أيّ دبلوماسيّ أميركيّ آخر يضاهي فريمان بخبرته في كلّ من الصين والعالم العربيّ، وهما مناطق أساسيَّة في الدبلوماسيَّة الأميركيَّة.

وعلى الرغم من أنَّ فريمان لن يرسم السياسات في منصبه الجديد، إلا أنَّ مجموعته ستحدّد لواضعي الخطط أفضل مسارات العمل.

كلمة فريمان التي أدلى بها في عام 2006 تم تعميمها على نطاق واسع على شبكة الانترنت بين الجماعات الموالية لاسرائيل باعتبارها مثالاً لما ينبغي أن يعترض عليه. وقد عمّمت الجماعات المؤيدة لإسرائيل خطابًا أدلى به تشاس فريمان في العام 2006، كتبرير لرفضها تعيينه في منصب حساس، بينما وظّفت شخصيات بارزة في السياسة الخارجيَّة الخطاب للدلالة على استعداد فريمان لقول الحق.

خطاب شاس فريمان (عام 2006)
(علي مدار نصف العقد الماضي، حصلت إسرائيل علي تفويض مطلق من الولايات المتحدة لتجربة أي سياسة تفضلها من أجل تحقيق الاستقرار في علاقاتها مع الفلسطينيين وباقي جيرانها العرب ، التي اشتملت أيضا ً علي تلك المجهودات التي تم بذلها مؤخرا ً لقصف لبنان ومن ثم التعايش معها بشكل سلمي، والعمل في الوقت ذاته علي تلطيف الديمقراطية الفلسطينية التي لا زالت في مهدها. وقد أدي تعليق الممارسة المستقلة للحكم الأميركي حول ما يحقق مصالحنا وكذلك المصالح الإسرائيلية والعربية إلي فقدان العرب للثقة في الولايات المتحدة كشريك سلام. لذا نجحوا في إحراز تقدما في خطتهم الخاصة بالسلام الشامل. وعلي النقيض الحزين، كشف القرار الأميركي بالسماح لإسرائيل بإطلاق نداء الطلقات في الشرق الأوسط عن كم مشاعر الذعر التي تسيطر علي الإسرائيليين الآن من جيرانهم العرب وكيف أن تحجيم هذا الخوف جعلهم يخاطرون بمفهوم التعايش المحترم مع شعوب أخري في منطقتهم.

أما عن نتائج التجربة: فقد تركت لأجهزتهم الخاصة، ولن تقوم المؤسسة الإسرائيلية إلا باتخاذ قرارات تلحق الضرر بالإسرائيليين، وتهدد كل من له علاقة بهم، وتثير غضب هؤلاء الذين لا يرتبطون بهم. وبصورة مفجعة، فإنه وبرغم المزايا والفرص التي حصلت عليها إسرائيل منذ نشأتها قبل 59 عاما وحتي الآن، إلا أنها فشلت في تحقيق الوفاق والمصالحة مع أي شخص في المنطقة، ناهيك عن مشاعر الإعجاب والعاطفة التي تحظي بها، إلا أن سلوكيات إسرائيل كانت تحيد مع كل عقد يمر عليها عن المثل الإنسانية العليا لمؤسسيها والمستويات الأخلاقية العليا للدين الذي يتميز فيه معظم سكانها. كما كان يدور الإسرائيليون والفلسطينيون بصفة خاصة داخل حلقة لا تنتهي من الانتقام الذي يضمن استمرارية الصراع، الذي تأخذ فيه الفظاعات المرتكبة من كلا الجانبين منحني تصاعديا
ونتيجة لذلك، تتراكم أسباب جديدة لدي كل جيل من الإسرائيليين والفلسطينيين تكفل لهم مقت سلوكيات الطرف الآخر، كما يكن كل جيل من الأجيال العربية مشاعر كراهية تجاه إسرائيل بصورة تفوق الجيل الذي سبقه. وتلك هي ليست الطريقة التي يمكن من خلالها تحقيق السلام. كما أن إطار العمل الذي اقترحه العاهل السعودي الملك عبد الله في بيروت عام 2002 عرض علي إسرائيل فرصة لتطبيق كليهما. وقد حظي هذا الاقتراح بكامل الدعم من جميع الحكومات العربية. فقد كان يضمن مبادلة الاعتراف العربي بإسرائيل وتأمين مكان للدولة اليهودية في المنطقة مقابل الاعتراف الإسرائيلي بالفلسطينيين كبشر لهم نفس الحقوق وفقا للمنظور الإلهي. وبرغم الحقيقة التي تقول أن سلام من تلك النوعية هو سلام واضح تماما أيضا ً في مصالح إسرائيل الأخلاقية والمحورية، والتاريخ وكذلك الاستجابة الإسرائيلية علي حد سواء أمر تشير بقوة إلي أنه بدون الحصول علي قدر شاق من حب الأميركان، فإن إسرائيل لن تخاطر بشكوك السلام.

وعوضا ً عن ذلك، فإنها ستستمر في الاعتقاد، رغم كل الدلائل التي تشير إلى عكس ذلك، بأنها من الممكن أن تحصل علي الأمان من خلال عمليات الاغتيال التي يعاقب عليها رسميا للخصوم المحتملين، وبث الإرهاب في نفوس المدنيين العرب، واستخدام القنابل العنقودية في قصف جيرانها بدلا ً من الدخول في مفاوضات معهم. ولم تثبت تلك السياسات أي جدوي، كما أنها لن تثبت. لكن ما لم يتم تغييرها، فإن خطة السلام العربية سوف تتجاوز عمرها الافتراضي، وسوف يعود العرب لآرائهم السابقة بأن إسرائيل تعد واحدة من المجتمعات التي يستحيل علي الآخرين التعايش معها، وان السلام لن يكون من الممكن تحقيقه إلا بفناء إسرائيل إلي الأبد، تماما مثل الممالك الصليبية التي سبق لها احتلال الأراضي الفلسطينية وتم تدميرهم في نهاية الأمر. هذا فضلا ً علي أن الأميركيين بحاجة لأن يكونوا واضحين بشأن النتائج التي ستسفر عن استمرار أساليبنا العكسية الراهنة للأمن في منطقة الشرق الأوسط.

لقد دفعنا في الماضي ثمنا باهظا وفي أغلب الأوقات دفعنا ما يقدر بالكنوز لدعمنا الثابت وغير المحدود لطريقة إسرائيل الخاصة بإدارة علاقاتها مع العرب. فمنذ خمسة أعوام، بدأنا في دفع الثمن من خلال دماء مواطنينا هنا داخل البلاد. والآن ندفع الثمن بأرواح جنودنا، وبحارينا، ورجال سلاح الجو ومشاة البحرية في ساحات القتال في مناطق عدة داخل العالم الإسلامي. فسياساتنا التي نتبعها في العراق وأفغانستان تضيف إلى الأخطار التي تهدد أمننا ورفاهيتنا، ولا تقوم بتخفيضهم كما يعتقد البعض. فقد أضافت ولا زالت تضيف للصعوبات التي تواجهنا وكذلك الصعوبات التي تجابه حلفائنا وشركائنا، ومن بينهم إسرائيل. فهي لا تقدم مساعدات لحل هذه المشكلات أو تجعل أي شخص يشعر بقدر أكبر من الأمان. كما أنها تحط من موقفنا الأخلاقي وتقلل من قيمتنا كدولة حليفة. بالإضافة إلي أنها تلعب دور بارز أيضا ً في إثارة البهجة بنفوس أعدائنا والرعب في نفوس أصدقائناquot;.

صورة ارشيفية للمفاوض الاميركي دينيس روس وهو يتحدث للصحافيين الاسرائيليين في قاعدة عسكرية اسرائيلية على الحدود مع قطاع غزة في 13 سبتمبر ايلول 1999 . رويترزدينيسروس مستشارًا خاصًا لكلينتون بشأن الخليج
من جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأميركيَّة أن الدبلوماسي دينيس روس عين مستشارًا خاصًا لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بشأن منطقة الخليج بما في ذلك إيران وجنوب غرب آسيا. وقال روبرت وود المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية في بيان يعلن تعيين روس quot;هذه منطقة تخوض فيها امريكا حربين وتواجه تحديات مع استمرار الصراع والارهاب وانتشار اسلحة التدمير الشامل وفي الحصول على الطاقة والتنمية الاقتصادية ودعم الديمقراطية وسيادة القانون.quot;

وسيقدم روس، وهو خبير مخضرم في المفاوضات العربية الإسرائيلية في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، المشورة لوزيرة الخارجية الأميركية بشأن كل من إيران ومنطقة الشرق الأوسط ككل. وتُجري إدارة الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما مراجعة لسياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. وتبحث سبلاً للتعامل مع إيران بشأن عدد كبير من القضايا من السعي للحصول على تعاونها في أفغانستان إلى التخلي عن أنشطة نووية حساسة يعتقد الغرب أنها تهدف إلى صنع قنبلة ذرية.

وقال وود quot;يتعين علينا أن نسعى جاهدين لبناء التأييد لأهداف وسياسات الولايات المتحدةquot;. وأضاف أنَّ روس سيتولى تنسيق السياسة العامة لحكومة الولايات المتحدة تجاه إيران وسيقدم quot;نصائح استراتيجيةquot; ورؤية للمنطقة.

وروس هو ثالث مستشار أو مبعوث دبلوماسي على مستوى عال يجري تعيينه لكلينتون والرئيس الأميركي الجديد. ففي الشهر الماضي عين السناتور السابق جورج ميتشل، وهو دبلوماسي محنك، مبعوثًا خاصًا إلى الشرق الأوسط مسؤولاً عن المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية. كما عين الدبلوماسي المخضرم ريتشاد هولبروك، الذي برز نجمه عندما توسط في اتفاقات السلام التي أنهت الحرب في البوسنة، مبعوثًا خاصًا بشأن أفغانستان وباكستان.

ويعمل روس حاليًّا مستشارًا في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.