واشنطن: تخطط الولايات المتحدة الأميركية لسحب معظم قواتها من العراق بحلول شهر أغسطس/آب من العام 2010، أي بعد نحو 19 شهراً، وهي الخطة التي تستكمل تعهدات الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خلال حملته الانتخابية، وفقاً لمسؤولين في الحكومة. وكان أوباما تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب قواته من العراقي في غضون 16 شهراً، مما يعني أن الخطة الجديدة ستزيد ثلاثة شهور عما سبق وحدد، كما أنها تأتي بواقع سحب فرقة واحدة شهرياً، بدءاً من يوم حفل تنصيبه في يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال مسؤولان، اللذان رفضا الكشف عن هوياتهما نظراً لعدم الإعلان عن الخطة بعد، إنهما يتوقعان أن يعلن أوباما هذا القرار في غضون الأسبوع الجاري. وأوضح المسؤولان أن الجيش الأميركي سيحتفظ بقوات في العراق تتراوح بين 30 و50 ألف جندي، وذلك لتقديم الاستشارات والتدريب لقوات الأمن العراقية. وكشفا أنه إلى جانب هذه القوات، ستبقى في العراق عناصر استخباراتية متخصصة بكامل المعدات الضرورية لجمع المعلومات والرصد، بما في ذلك طائرات الاستطلاع من دون طيار.

وألمح المسؤولان إلى أنه سيتبع ذلك مزيد من سحب القوات الأميركية من العراق قبل شهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2011، وهو الموعد الذي وافقت عليه الولايات المتحدة مع الحكومة العراقية لسحب كامل قواتها، بموجب الاتفاقية الأمنية بين البلدين. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن في خطاب الأمة الأربعاء أن الولايات المتحدة ستترك العراق للعراقيين، لكنه لم يتحدث بالتفصيل حول هذا الشأن.

وفي حال اتخاذ القرار، فإنه يأتي بعد قرار سابق بزيادة كبيرة على عدد القوات الأميركية العاملة في أفغانستان، تقدر بنحو 17 ألف عنصر، اتخذه أوباما، والتي أوضح حينها أن ذلك سيكون ممكنا بصورة جزئية، من خلال سحب قوات من العراق.

وعلى الصعيد نفسه، قال مسؤول في البيت الأبيض الثلاثاء، إن أوباما قد يتخذ قراراً نهائياً بشأن القوات الأميركي بالعراق في غضون 24 ساعة. ولكنه استبعد أن يعلن عن ذلك الأربعاء، لكنه أكد أن الرئيس الأميركي يمكن أن يناقش ملف العراق خلال زيارته إلى ولاية كارولينا الشمالية الجمعة المقبل.

يشار إلى أن عدد القوات الأميركية في العراق يصل إلى 142 ألف عنصر، موزعون على 14 فرقة عسكرية، وهذا العدد يزيد بنحو 11 ألفاً عن العدد الذي كشف عنه الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، في يناير/ كانون الثاني عام 2007، والذي قال إنه سيزيده لمواجهة التمرد المسلح.

وكان بوش قد أرسل ما يقارب من 21 ألف جندي إلى العاصمة العراقية، بغداد، ومحافظة الأنبار، التي كانت تعتبر معقلاً للمسلحين وعناصر تنظيم القاعدة، إلا أنه تم تخفيض العدد إلى 14 ألف جندي.