تعاون أمني وسياسي وعقد اللجنة المشتركة في بغداد قريباً
إتفاق على إغلاق ملفات تعيق تطور العلاقات العراقية الكويتية

أسامة مهدي من لندن: أجرى أول مسؤول كويتي كبير هو الشيخ محمد الصباح السالم الصباح نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية أول مباحثات من نوعها منذ 19 عاما مع المسؤولين العراقيين في بغداد اليوم حيث تم الاتفاق على العمل لغلق ملفات عالقة تعيق تقدم وتطوير علاقات البلدين وعقد اللجنة المشتركة بينهما في بغداد قريبا حيث طمأنه رئيس الوزراء نوري المالكي مؤكدا ان العراق لايمكن ان يعود من جديد الى سياسة الحروب والمغامرات في اشارة الى احتلال النظام العراقي السابق للكويت عام 1990. وخلال اجتماعه مع الشيخ الصباح قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي quot; نبارك الجهود الكويتية في كل ما تسعى اليه من اجل وحدة الصف العربي،ونشكرها على عقد القمة الاقتصادية التي كان اتجاهنا داعما لها ولما تناولته من مواضيع مهمة وتخصيص يوم لغزة quot;.

واضاف quot; لقد أساء النظام السابق للعلاقات العربية وحينما تتجه الامور نحو تجمع القوى العربية فنحن معها ويجب ان نتعاون فيما بينناquot;. واشار الى quot;ان بعض العرب مازالوا ينظرون الى العراق كما كان في وقت صدام ونقول لهم ان العراق اليوم يقوم على الدستور والديمقراطية وان الانتخابات الاخيرة قد جسدت ذلك ونريد من الاخوة العرب ان ينظروا للعراق بالمنظار الجديد وليس على ما كان عليه لان العراقيين اليوم اصبحوا جميعا في مركب واحدquot;. وأضاف سالمالكي قائلا quot; لقد تطور العراق وانتهت صور الماضي التي كان عليها في زمن النظام البائد ولا إرهاب ولاقاعدة وبلدنا شريك مهم في المنطقة وفق سياسته الجديدة ولايمكن ان يعود من جديد الى سياسة الحروب والمغامراتquot; كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي.

وقال quot;ان المشاكل التي نواجهها هي من مخلفات النظام السابق وأننا نتعامل بمنطق الامن والاستقرار والبناء وليس بمنطق السلاح اوالدكتاتورية كما كان في وقت صدام ونريد ان نتعاون من أجل الوضع العربيquot;. واكد بالقول quot;لدينا ثقة باداء قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية في حماية البلاد وتثبيت الامن والاستقرار وليس لدينا مخاوف على العراق إذا إنسحبت القوات الاميركية فقد نجحنا والحمد لله في التخلص من الطائفية والعنصرية.

واعرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي بدوره عن ثقته بتنامي العلاقات بين البلدين مؤكدا حرصهما على تطويرهذه العلاقات من خلال اللجنة الثنائية بين البلدين. وهنأ الشيخ محم الصباح المالكي بنجاح إنتخابات مجالس المحافظات لالاخيرة وقال quot;هذا هو العراق الذي نراهن عليه جميعاquot;. واكد ان العراق والكويت يشتركان في قضايا ومواقف كثيرة وانهما يتفقان على زيادة اللحمة بين العرب ووحدة الصف العربي. وتمنى ان يعود العراق بقوة الى الساحة العربية مجددا دعم بلاده للحكومة العراقية والوقوف الى جانبها في كل ما تسعى اليه من أجل امن واستقرار وازدهار العراق.

وخلال اجتماعه مع نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بحث الشيخ الصباح العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها والارتقاء بها لما يخدم مصلحة شعبيهما quot;وذلك من خلال غلق العديد من الملفات التي لازالت معلقة والتي تعوق تطبيع العلاقات مع دولة الكويت الشقيقةquot; كما قال مصدر في مكتب المسؤول العراقي. واشاد الهاشمي بجهود دولة الكويت ونجاحها الذي تحقق في استضافة مؤتمر القمة الاقتصادي معربا عن امله في ان يساهم ذلك في وضع الحلول المناسبة للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها الاقطار العربية.

ومن جهته قال الشيخ الصباح ان بلاده وجهت دعوة للعراق لحضور مؤتمر قمة لمتابعة مقررات القمة الاقتصادية السابقة موجهة من امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ نواف الأحمد الصباح. وشدد على quot;حرص دولة الكويت حكومة وشعبا على تعزيز وتوطيد علاقاتها مع العراق ورغبتها بتطوير هذه العلاقات الثنائية متمنيا ان تعالج الملفات العالقة من خلال اللجنة المشتركة التي ستبدا اعمالها في القريب العاجلquot;.وتسلم نائب رئيس الجمهورية دعوة من امير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي عهده الشيخ نواف الاحمد الصباح لزيارة الكويت سيحدد موعدها لاحقاً.

العراق

وخلال مباحثات اجراها الصباح مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري تم الاتفاق على تعزيز العلاقات الثنائية وارساء التعاون الامني والاقتصادي بين البلدين. وقال الوزير الكويتي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيباري ان الكويت اعربت عن سعادتها للنجاحات التي حققتها الحكومة العراقية في مجال الامن والتطورات السياسية الاخيرة و لاسيما نجاح الانتخابات المحلية. واوضح ان هذه الانتخابات وضعت العراق في صف الدول الحرة المستقلة quot;التي راهنا عليه في الاتجاه نحو الحكم الديمقراطي وهو امر مهم لنا في الكويتquot;. واضاف انه بحث مع المالكي مجمل العلاقات بين البلدين حيث تم الاتفاق على عقد اجتماع اللجنة المشتركة العليا بين البلدين في بغداد قريبا اضافة الى قرارات القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت مؤخرا.

من جانبه قال الوزير العراقي ان الوفد الكويتي سلم رئاسة الجمهورية رسالة من امير الكويت الى الرئيس طالباني تتعلق بقرارات القمة الاقتصادية. واوضح ان البلدين اتفاقا على تنسيق المواقف بما تخدم القضايا العربية بصورة عامة. وقال بيان لوزارة الخارجية العراقية quot;ان مباحثات الوزيرين تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل الارتقاء بها الى اعلى المستويات من خلال تفعيل اعمال اللجنة المشتركة لتسوية كافة الملفات العالقة لما فيه مصلحة البلدين الجارينquot;.

ووصل الشيخ الصباح الى العاصمة العراقية اليوم زيارة تاريخية لبغداد هي الاولى لمسؤول كويتي كبير منذ احتلال النظام العراقي السابق للكويت لها عام 1990. وكان في استقباله زيباري الذي قال للصحافيين ان هذه الزيارة تحمل اهمية كبيرة حيث تاتي بعد يوم واحد من احتفال السفارة الكويتية في بغداد بالعيد الوطني كما تشكل اساسا لزيارات مستقبلية من شانها ان تسهم في تمتين العلاقات بين البلدين. وابدى ترحيبه بالزيارة وقال انها ستكون بداية لزيارات اخرى لمسؤولين كويتيين مؤكدا ان quot;زيارات العمل ستأتي لاحقاquot;.

يذكر ان هناك ملفات عالقة بين البلدين تتطلب حلها ومن بينها الاستغلال المشترك لاحد الحقول النفطية الحدودية وترسيم الحدود البحرية وتعويضات بمليارات الدولارات تطالب بها الكويت. وقد اعلنت الكويت الاثنين الماضي انها حصلت حتى الآن على 13,3 مليار دولار كتعويضات من العراق عن الغزو والاحتلال. وكان مجلس الامن الدولي ارغم العراق على دفع 5% من عائداته النفطية لصندوق تابع للامم المتحدة للتعويض عن اجتياح الكويت. وتلقى الصندوق طلبات للتعويض قدرها 368 مليار دولار، الا انه اقر 52 مليارا فقط بينها 39 مليارا للكويت وذلك استنادا الى ارقام من الكويت ومن الصندوق. ويطالب العراق مرارا منذ سقوط النظام السابق الدول الاجنبية والكويت خصوصا بشطب عشرات مليارات الدولارت المستحقة عليه، او تخفيضها بشكل ملحوظ على الاقل.

وقد وقع العراق والكويت مؤخرا على محضر أجتماع مشترك يتعلق بعدد من هذه القضايا اثر مباحثات تراسها من الجانب العراقي محمد الحاج حمود وكيل الوزارة للشؤون القانونية والعلاقات متعددة الاطراف ومن الجانب الكويتي خالد سليمان الجار الله وكيل وزارة الخارجية الكويتية. وتناول المحضر عدد من القضايا العالقة بين البلدين كالحدود البرية وإستثمار الحقول النفطية المشتركة وانهاء ملف الخطوط الجوية العراقية وتفعيل اللجنة المشتركة للبحث عن الاسرى والمفقودين الكويتين في العراق.

طارق الهاشمي مجتمعا مع الشيخ الصباح

وقالت الخارجية العراقية في بيان صحافي ان الجانبين اتفقا خلال المباحثات التي جرت في الكويت اضافة الى القضايا المذكورة على تعويض المواطنين العراقيين التي تاثرت املاكهم نتيجة ترسيم الحدود وتسهيل حركة المرورعبر المنفذ الحدودي بين البلدين. وقد أحتفلت سفارة الكويت في بغداد الليلة الماضية بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لتحرير الكويت من احتلال النظام العراقي لها والذي استمر سبعة اشهر من آب (غسطس) عام 1990 الى شباط (فبراير) 1991.

وقال السفير الكويتي الفريق علي محمد المؤمن quot;انها المرة الاولى التي نحتفل فيها بتحرير الكويت في بغداد. هناك صفحة جديدة من الاحترام نتطلع قدما الى علاقات جيدة بين البلدينquot;. واعتبر ان الحفل الذي حضرته حوالى 300 شخصية من دبلوماسيين وسياسيين وعسكريين يحمل دلالة خاصة بالنسبة لبلاده. وقال ان quot;اقامة الاحتفال هنا امر يعني الكثير بالنسبة لي شخصيا ولشعبنا وقيادتنا. لدينا مهام كبيرة امامنا وسنبذل اقصى الجهودquot;. وكتب على قالب ضخم من الحلوى quot;اشقاء للابدquot; تم تزيينه بالعلمين العراقي والكويتي. وقد عينت الكويت في تموز (يوليو) الماضي الفريق المؤمن وهو رئيس اركان سابق سفيرا لها في العراق للمرة الاولى منذ عام 1990 وقدم اوراق اعتماده الى الرئيس العراقي جلال طالباني في 22 تشرين الاول (اكتوبر) الماضي.