أسامة مهدي من لندن: قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ان بلاده تسعى لتحويل علاقاتها مع العراق من عسكرية الى سياسية واقتصادية وثفافية بينما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي على ضرورة مساهمة الشركات البريطانية الى جانب الشركات العالمية التي بدأت تتنافس في الدخول الى العراق في عملية البناء والإعمار.

واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري في بغداد اليوم ان بلاده رغبة في مشاركة دول العالم المهتمة بالشأن العراقي في مؤتمر quot;الاستثمار في العراقquot; الذي سيعقد في لندن في نيسان (ابريل) المقبل برعاية الحكومة البريطانية. واشار الى ان بلاده تريد ان يأخذ العراق مكانته المميزة في المنطقة وان تكون علاقاته مع دول الجوار طيبة وحميمة من اجل اعادة الامن والاستقرار الى هذه المنطقة الحيوية. واكد سعي بلاده لدعم علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية والثقافية مع العراق موضحا بان زيارته الحالية للعراق هي من اجل الاطلاع عن كثب على تطور الاوضاع فيه ونقل صورة واقعية عن تلك الاوضاع الى حكومته.

ومن جانله قال زيباري ان زيارة الوزير البريطاني تحظى بقبول خاص من قبل الحكومة العراقية التي تعدتريد تحولا في العلاقات بين العراق وبريطانيا من الجانب العسكري الى الجانب المدني مشددا على رغبة حكومته بعلاقات سياسية واقتصادية متطورة مع بريطانيا. واشاد بالدور الذي لعبته القوات البريطانية خلال السنوات الماضية في العراق ومساهمتها في القضاء على النظام السابق كما قال.

وخلال مباحثات مع الوزير البريطاني قال رئيس الوزراء نوري كامل المالكي إن العراق يتطلع لإقامة أفضل العلاقات مع بريطانيا وأن يخرج التعاون بين البلدين من المجال العسكري ليشمل الجوانب التجارية والإقتصادية والثقافية والعلمية. واضاف quot;العراق الذي عانى من سياسات الحكم الدكتاتوري ومن المنظمات الإرهابية والخارجين عن القانون بعد سقوط النظام بحاجة الى علاقات متطورة مع جميع دول العالم لكي تساهم في عملية البناء والإعمارquot;. وقال quot;لقد شكلت إنتخابات مجالس المحافظات نقلة نوعية في العملية السياسية وكانت رسالة الى كل من يهمه الامر في العالم بأن الشعب العراقي مصمم على تعزيز التجربة الديمقراطية بعيدا عن الحسابات الطائفية والقومية والحزبية والفئويةquot;. وأكد على ضرورة أن تساهم الشركات البريطانية الى جانب الشركات العالمية التي بدأت تتنافس في الدخول الى العراق في عملية البناء والإعمار مشيرا الى ان الشعب العراقي يعرف جيدا التجربة الكبيرة لدى الشركات البريطانية.

من جانبه اشاد وزير الخارجية البريطاني بنجاح الإنتخابات وقدرة الأجهزة الأمنية في توفير الأجواء الآمنة للمرشحين والناخبين وقال ان هذه الانتخابات أعطت إنطباعا جيدا للرأي العام بأن حكومة الوحدة الوطنية مستمرة في تحقيق النجاحات على المستويات المختلفة. وشدد على رغبة بلاده الأكيدة في تطوير العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة وان تدخل في مرحلة جديدة.

وقد وصل ميليباند الى بغداد في وقت سابق اليوم لاجراء مباحثات تتعلق بالعلاقات بين البلدين وانسحاب القوات البريطانية من الجنوب العراقي بعد التوقيع على اتفاقية سحبها منتصف العام الحالي.

وسيجري ميليباند خلال زيارته هذه الى بغداد وهي الثانية له الى العراق مباحثات مع رئيس الوزراء نوري المالكي ومسؤولين عراقيين اخرين تتعلق بترتيبات انسحاب القوات البريطانية من العراق بدءا من نهاية ايار (مايو) المقبل والتعاون في مجالات الاعمار والاستثمار البريطاني في العراق.

وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية ان المناقشات مع المالكي وكبار الشخصيات من المرجح أن تركز على الروابط التجارية والتعليمية والثقافية فضلا عن عملية السلام في الشرق الأوسط وحقوق الإنسان. واضاف ان انتفاع طلبة عراقيين من خطة زمالات ممولة من المملكة المتحدة لمساعدة متفوقين عراقيين في القبول بجامعات في بريطانيا ستكون أيضا جزء من محادثات ميليباند. واشار الى انه من المنتظر أن يلتقي ميليباند القوات البريطانية المتمركزة في محافظة البصرة الجنوبية يوم غد الجمعة. وفقدت القوات البريطانية 178 جنديا من قواتها في العراق منذ الحرب فيه عام 2003 ولديها حاليا قوة عسكرية في هذا االبلد يبلغ عديد افرادها 4.100 عسكريا.

وكان الوزير الخارجية البريطاني قد زار بغداد في اذار (مارس) عام 2008 واكد عقب اجتماعين مع المالكي والرئيس جلال طالباني quot;ان لندن تدعم الحكومة وتركز على التعاون معها، خاصة في مجال الاستثمار ودعم مشاريع التطوير والبناءquot;. كما سستناول مباحثات الوزير الدعم اللوجستي ومهمات التدريب التي تقوم بها قوات بلاده للقوات العراقية اضافة الى المشاركة في عمليات اعادة الاعمار.

وبحسب الاتفاقية الموقعة مؤخرا بين بغداد ولندن فأن القوات البريطانية ستنسحب بشكل كامل من العراق في تموز (يوليو) المقبل في حين اكد مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية ان قوات بلاده سوف تنسحب من البصرة في غضون الأشهر القليلة المقبلة. وفي واشنطن اعلن نائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن ان الرئيس باراك اوباما سيعلن غدا الجمعة قراره بشأن انسحاب الجنود الاميركيين من العراق.وقال بايدن في تصريحات متلفزة ان اوباما على وشك الاعلان عن عودة الجنود الاميركيين من العراق في غضون 19 شهرا.