واشنطن: أعرب الرئيس باراك أوباما عن رغبته بدء حوار مع سوريا قد يساعدها في إستعادة موقعها على الساحة الدولية ويدفعها لفك إرتباطاتها مع إيران والجماعات المناوئة لإسرائيل. ويقول دافيد شنيكر الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إنه إذا تمكنت إدارة أوباما من إعادة صياغة تحالفات سوريا الإستراتيجية ونقلـِها من محور إيران إلى معسكر السلام، فإن ذلك سيوجه ضربة قوية للجماعات المتطرفة.

وستجد سوريا صعوبة ً في مواصلة دعمها للفصائل المسلحة وتحالفها مع إيران إذا طبَّعت الولايات المتحدة علاقاتها معها وسعت إلى التوسط بينها وبين إسرائيل على غرار ما ظلت تفعله على مدى عقد كامل انتهى عام ألفين. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية قد قالت الأسبوع الماضي إنه من السابق لأوانه التكهن بانفراج في العلاقات بين البلدين في أعقاب اجتماع بين مسؤول أميركي كبير مع عماد مصطفى السفير السوري في واشنطن. غير أن مصطفى قال إن الاجتماع يؤذن بفتح فصل جديد في العلاقات بين البلدين، مؤكدا استعداد بلاده لبحث جميع المسائل العالقة.

وفي تطور يشير إلى حسن النية، أفرجت إدارة الرئيس أوباما عن مبلغ 500 ألف دولار تم جمعها في واشنطن لمؤسسة خيرية ترعاها قرينة الرئيس السوري بشار الأسد. غير أن الرئيس أوباما احتفظ في إدارته بستيورات ليفي الذي عيَّنه الرئيس بوش للتأكد من فعالية العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على كل من سوريا وإيران. وقال مصدر ديبلوماسي في العاصمة السورية إن دعم سوريا لحركة حماس يمثل حتى الآن مصدر قوة لها، غير أنه قد يتحول إلى نقطة ضعف إذا أبدت واشنطن جدية في تحقيق سلام بين سوريا وإسرائيل.

ومنذ أن تولى الرئيس أوباما السلطة في يناير/ كانون ثاني زارت أربعة وفود من الكونغرس دمشق، وكان السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ على رأس أحد تلك الوفود. وقال كيري بعد اجتماعه مع الأسد إن الرئيس السوري أعرب عن رغبته في المساعدة في تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية.

وقال مصدر غربي في دمشق إن بعض المسؤولين الإسرائيليين يفضلون حدوث تقارب أميركي سوري لأن ذلك سيساعد إسرائيل في التوصل إلى سلام مع سوريا، الأمر الذي سيؤدي إلى عزل إيران والفصائل المسلحة المعادية لإسرائيل.