سليمان يرعى اللقاء المنتظر بين بري والسنيورة في بعبدا
قمة الرياض تُطلق quot;بداية مرحلة جديدةquot; من التعاون العربي

جمال خاشقجي لإيلاف: قمة الرياض بداية لإعادة مفهوم الشراكة العربية

قادة السعودية والكويت ومصر وسوريا يستهلون القمة المصغرة

جهود مصرية ـ سعودية لإستعادة سوريا من أحضان إيران

عواصم القرار العربي في مواجهة التحديات الخارجية من جديد

محلل سوري لإيلاف: عقبات تقف أمام توسيع المصالحة العربية

لا لحديث الذكريات المُرّة بقمة الرياض

إيلاف من بيروت، وكالات: ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس على القمة العربية المصغرة التي إنعقدت يوم أمس الأربعاء في الرياض وجمعت خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك والرئيس السوري بشار الأسد رئيس وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح. وتأتي هذة القمة إستكمالاً لما بدأ في قمة الكويت من دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لطي صفحة الماضي وتجاوز الخلافات لمصلحة الأمة العربية.

وأكد القادة الذين عقدوا القمة ان لقاءهم يأتي تنفيذًا لإرادة جماعية لتنقية الأجواء العربية وتحقيق المصالحة، واعتبر العاهل السعودي والرئيسان المصري والسوري وامير الكويت في البيان الذي صدر عقب القمة ان اجتماعهم quot; يمثل بداية لمرحلة جديدة في العلاقات تسعى فيها الدول الأربع لخدمة القضايا العربية بالتعاون في ما بينها والعمل الجاد والمتواصل لما فيه خير الدول العربية والاتفاق على منهج موحد للسياسات العربية في مواجهة القضايا الأساسية التي تواجه الأمة العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية quot;. وجاءت القمة الرباعية في اطار تحرك عربي نحو التقارب والمصالحة تمهيداً لإنجاح القمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري في العاصمة القطرية، والتي يتوقع الجميع ان تكون قمة quot;فارقةquot; في مسيرة العمل العربي المشترك.

وكان الملك عبدالله قد عقد اجتماعًا ثلاثيًا مع الرئيسين مبارك والأسد في مطار قاعدة الرياض الجوية قبل ان ينضم اليهم امير الكويت. وسبق ذلك لقاءات ثنائية عقدها خادم الحرمين مع ضيوفه الثلاثة، وتناول فيها العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، اضافة الى الاوضاع على الساحتين الاقليمية والدولية. ثم عُقد اجتماع رباعي ثان في قصر الملك عبدالله في الرياض.

يذكر أنه انضم إلى الاجتماع من الجانب السعودي وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز. كما انضم إليه من الجانب المصري وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات العامة عمر سليمان. وشارك من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية الدكتورة بثينة شعبان. وانضم إلى الاجتماع من الجانب الكويتي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الدكتور محمد صباح السالم الصباح ومدير مكتب أمير الكويت أحمد فهد الفهد.

إلى ذلك أكد الرئيس الاسد أن quot;أجواء القمة كانت ممتازة، وما زال الجميع في مرحلة السير باتجاه المصالحة ولم نُنْهِ المواضيع كافة على الساحة العربية، ولا أقصد على مستوى العلاقات السعودية - السورية أو العلاقات السورية - المصرية، ولكن أجواء القمة كانت مطمئنة، وسنستمر كما اتفقناquot;. وأوضح رداً على سؤال لـ quot;الحياةquot; قبل مغادرته الرياض ان quot;الخلافات العربية من الطبيعي ألا تنتهي، وأننا سنبقى نختلف، ولكن المهم ألا نقلب الخلاف إلى خصام... والسؤال هو كيف ندير هذه الخلافات، ونحن اتفقنا في الاجتماع على آلية إدارة الخلاف، والبشر من طبيعتهم أن يختلفواquot;. وفي سؤال آخر لـ quot;الحياةquot; حول البداية الفعلية لإدارة الخلافات العربية، قال الاسد quot;إنها ستبدأ فعلياً من اليومquot;.

وعلمت quot;الحياةquot; ان المحادثات ناقشت قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير، وتطرقت إلى توابع هذا القرار التي قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في السودان وتهديد سيادته ووحدة أراضيه، وشددت على مواصلة الجهود المشتركة لمواجهة الآثار المترتبة عليه.

وفي القاهرة نقلت quot;وكالة انباء الشرق الاوسطquot; عن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير سليمان عواد قوله ان قمة الرياض الرباعية كانت quot;ناجحةquot;، موضحاً ان القادة اجتمعوا في المطار ثم في قصر خادم الحرمين الشريفين مرة أخرى ثم ذهبوا الى عشاء وبعده عقدوا اجتماعا مغلقا ثم اتجهوا إلى عقد اجتماع موسع حضره مساعدان من كل جانب.

وقال سليمان في تصريح من الرياض ان quot;الرئيس مبارك جاء الى العاصمة السعودية عاقدا العزم على مصالحة حقيقية، وتحدث كعادته مع الرئيس بشار الأسد بمصارحة كاملة، وكعادته أكد صدق نيته في المصالحة، واستعاد ما حذّر منه امام قمة الكويت من الانقسام العربي والانقسام الفلسطيني، وذكر ان طبيعة المرحلة والتحديات التي تواجهها القمة العربية سواء تحديات اقليمية أو دولية تحتم تطبيع العلاقات العربية - العربيةquot;.

سعود الفيصل

وصرح الامير سعود الفيصل في نهاية القمة بان quot;المجهود مبذول ولا يزال مبذولا لتسوية كل الاجواء التي خيمت على العلاقات العربية ndash; العربية وتحقيق المصالحة لتوحيد الصف العربيquot;. وقال انه سيجري ابلاغ القادة العرب كل ما جرى في قمة الرياض.

رفعت الأسد

إلى ذلك ذكرت صحيفة النهار أن نائب الرئيس السوري السابق رفعت الاسد قد وجه من لندن رسالة تضامن الى العاهل السعودي تتعلق بقمة الرياض، قال فيها: quot;ان الاجيال المتعاقبة من ابناء هذه الامة المكافحة والتي انتظرت طويلاً وهي تعاني كل اشكال الاستبداد والقهر، وفي طليعتها اجيالنا الحاضرة، تنظر اليكم وملء عينيها الامل، وفي وجدانها تحضن مساعيكم الحميدة لرأب كل صدع في هذه الامة... وتريد ان تدفن شكواها من اجل حياة عربية كريمةquot;.

quot;قمة رئاسيةquot; في قصر بعبدا

وعلى الصعيد اللبناني الداخلي استضاف الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ليل أمس في القصر الجمهوري رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة الى العشاء وفي لقاء مصالحة بينهما، بمبادرة منه، بعدما كان خلافهما على موازنة مجلس الجنوب. ويفترض ان ينعكس لقاء المصالحة على جهود إنهاء الخلاف على التعيينات المطلوب انجازها لتسهيل اجراء الانتخابات النيابية، لا سيما استكمال أعضاء المجلس الدستوري. ولم يصدر اي بيان رسمي عن اللقاء كما لم يسمح للمصورين بالتقاط صورة للمجتمعين.

فؤاد السنيورة وميشال سليمان- دلاتي ونهرا

وقالت أوساط سياسية لـquot;النهارquot; انه في ظل السرية الذي احيط بها quot;العشاء السريquot; الرئاسي يقتضي انتظار جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد مساء اليوم والمقررة اساسا في السرايا. واوضحت ان احتمال التوصل الى مناخات ايجابية تنهي الازمة بين رئيسي المجلس والحكومة حول مأزق موازنة مجلس الجنوب والافراج عن الموازنة العامة لسنة 2009 قد يترجم بنقل الجلسة الى قصر بعبدا، علمًا ان الانفراج على هذه quot;الجبهةquot; سينسحب بدوره على الارجح على quot;جبهةquot; التعيينات المتصلة بالمجلس الدستوري والمحافظين والمدير العام للشؤون السياسية في وزارة الداخلية، مما يعني ان quot;رزمةquot; متكاملة من التفاهمات هي قيد المعالجة العاجلة.

وجاء اللقاء قبل أيام من توجّه الرئيس سليمان الى باريس الاثنين المقبل ليبدأ زيارة دولة لفرنسا بين 16 آذار/ مارس و18 منه. وأُعد للزيارة برنامج حافل بالمحادثات واللقاءات ابرزها مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء فرنسوا فيون، ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشيه، ورئيس الجمعية الوطنية برنار اكوييه، الى نشاطات ومراسم تكريمية للرئيس اللبناني.

وذكرت quot;النهارquot; ان دعوة الرئيس سليمان قبل الانتخابات النيابية المقررة في 7 حزيران المقبل تشكّل رسالة فرنسية مزدوجة لدعم لبنان وديموقراطيته ومساعدته على استعادة دوره الكامل في محيطه بعدما وضع على سكة الأمان من جهة، ولتأكيد ثقتها بالدور الذي يضطلع به الرئيس سليمان منذ توليه مهماته كحَكَم فوق النزاعات الداخلية وبعيداً من المحاور العربية والاقليمية.

عون: لن أقبل بأن تمر التعيينات كما مرت التشكيلات القضائية

من جهة أخرى أشار رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; العماد ميشال عون لـquot;السفيرquot; أن التفويض لرئيس الجمهورية ميشال سليمان حول التعيينات المتصلة بالانتخابات قد حصل ولكن على قاعدة إعادة التوازن الطائفي والسياسي وليس على قاعدة احداث اخلال جديد بالتوازنات من خلال ما شاب عملية التعيينات القضائية.
ولفت عون الانتباه الى أهمية دور رئيس الجمهورية في الحفاظ على التوازنات والمواصفات الضرورية في التعيينات، ورأى انه يجب ان يكون معنيا بحماية شروط إنجاز تعيينات سليمة ونزيهة.

ميشال عون
ميشال عون- دالاتي ونهرا

وقال العماد عون انه quot;لم يعد مقبولاً ولا مسموحًا الاستمرار في التعاطي معه بالطريقة التي عومل بها عند إقرار التشكيلات القضائية وانتخاب أعضاء المجلس الدستوري في مجلس النواب، مشددا على أنه لن يقبل بأي شكل من الاشكال ان تمر التعيينات الادارية المقبلة في النفق ذاتهquot;. وأضاف انه quot;يجب مراعاة الحيثية التمثيلية التي أرمز اليها، تمامًا كما تراعى الحيثيات التمثيلية للآخرين الذين تؤخذ حقوقهمفي الاعتبار، أما ان يستمر تهميشنا، كما كان الامر خلال السنوات الماضية، فهذا أمر مرفوض وسنتصدى له بقوة.quot;

وأكد رئيس تكتل quot;التغيير والاصلاحquot; معارضته الشديدة لإعادة إنتاج المحاصصة، مشيرا الى انه سيكون صلبا في الدفاع عن المعايير الأخلاقية التي تضمن إعطاء كل ذي حق حقه واختيار الشخص المناسب للمكان المناسب بمعزل عن طبيعة انتمائه السياسي. وأشار عون الى انه يخوض العمل السياسي لتحقيق التغيير والاصلاح، quot;وليس لكي أتحول الى سياسي تقليديquot;. وقال: لست من الساعين الى تعيين الاشخاص التابعين في القضاء والادارة بل يهمني ان أكــــون واثقا في انهم من النـوع الذي يواصل مهــامه بتجــرد حــين يعود المسؤول الذي اخــتارهم او تولى تزكيتهم الى منـزله.