رانيا تادرس من عمان: في خطوة مفاجئة شنت قطر حملة quot;اعلامية الواجهة quot;عبر حلقة quot;مع هيكلquot; حول موقف الأردن قبيل حرب 67 والاتصالات السرية مع إسرائيل لكن باطنها يشي بقرار سياسي لخلق أزمة بين البلدين رغم علاقات الانفراج النسبي التي سادت مؤخرا ما استدعى الأردن طلب وساطة سعودية لمعرفة أسباب الحملة، وكذلك الطلب من قطر عدم عرض الحلقة المقبلة والتي تتناول ملابسات موقف الملك حسين الراحل في حرب الـ67 .

والانتظار سيد الموقف فبث الحلقة سيكون رسالة سياسية من قطر إلى الأردن خصوصا بعد طلب الأردن الرسمي الوساطة السعودية والتي تمثلت بزيارة وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفصيل الى الدوحة الأحد الماضي ..ورغم الوساطة لم تحصل الحكومة على جواب بعد، بل إن الرد القطري جاء بشكل مبطن غير معلن بعد بث إعلانات متكررة عن موعد الحلقة ما فسره ساسة أردنيون أن quot;قطر تصر على المضي قدما نحو افتعال أزمة جديدة مع الأردنquot;.

وحول أسباب الانقلاب المفاجئ في علاقات البلدين عزا مصدر رسمي أردني لـquot;إيلافquot; هذا التحول إلى غضب الدوحة من غيابها عن قمة المصالحة السعودية المصرية مع سوريا ، إضافة إلى السبب الأهم وهو التقارب السوري الأردني الأخير والموقف الأردني من الإجماع العربي وضرورة المصالحة العربية قبل القمة quot;.

وأضاف المصدر أن قطر لديها أجندة خاصة في ابقاء حالة التأزم والانقسام العربي لتأخذ دائما دور القيادة والممانعة واللعب على قصة الانقسامات والتجاذبات quot;. واستطرد المصدر قائلا إن quot; الأردن في نهجه السياسي مصنف في محور الاعتدال التضامن العربي إذ وجدت قطر أن الأردن الحلقة الأنسب لشن هجوم على ذلك المحور مما يعني تخندق حلفائه معه وتقليل التمثيل الدبلوماسي لتلك القمة وهذا ما تسعى نحوه قطر. في الوقت الذي تؤكد المصادر الرسمية بضرورة تحقيق إجماع عربي لمواجهة التطورات التي ستعصف بالمنطقة كالانسحاب الأميركي من العراق والتعاطي معه والآثار التي قد تهدد، إضافة إلى صعود اليمين الإسرائيلي وموقفه من دولتين، والرفض لحقوق عرب 1948 quot;.

إلى ذلك ، اعتبر سياسيون أردنيون أن quot;إصرار قناة الجزيرة القطرية على بث الحلقة المقبلة من برنامج quot; مع هيكلquot; يوم الخميس ، ستحدد شكل العلاقة بين البلدين الذي ستنعكس آثارها على مستوى التمثيل الرسمي في قمة الدوحة المزمع عقدها في نهاية الشهر الحالي فان بث الحلقة يعني عدم حضور الملك عبدالله لتلك القمة بحسب المصادر السياسية الأردنية خصوصا أن الرسالة الأردنية التي نقلت عبر وساطة سعودية تضمنت تحذير من بث حلقة هيكل القادمة لان البث سيجعل الأردن يعيد النظر في حضور الملك عبدالله للقمة.

والأزمة القطرية المفتعلة بحق الأردن قوبلت باستهجان من قبل الشارع السياسي والرسمي والإعلامي والشعبي في توقيت بث حلقات هيكل التي شملت أكاذيب وتلفقيات واجتزاء في حقائق التاريخ السياسي الأردني خصوصا إن العلاقة بين البلدين اتسمت الفترة الماضية بانفراج وهدوء نسبي .
ورغم الغضب والاستهجان والضغط الشعبي درس مطبخ القرار السياسي الأردني آليات الرد فكان القرار بالرد على هيكل وعدم التعرض لقطر أو للجزيرة من قريب أو بعيد لتكن رسالة ايجابية من قبل صانع القرار السياسي الأردني نحو قطر والمحافظة على الرمق الأخير نحو أفاق العلاقات الايجابية مع قطر .