قمة الدوحة لن تقدم شيئا للبشير والحكومات العربية اضعف منه
خبراء: مصالح الحكام الشخصية لن تجمد الخلافات العربية

محمد حميدة من القاهرة: جاء قرار تمثيل القاهرة بوفد منخفض وغياب الرئيس مبارك عن قمة الدوحة مناقضا تماما لما أعلنته عن انفتاحها وتمسكها بالمصالحات العربية الشاملة. واعتبر خبراء رد فعل القاهرة نحو قمة الدوحة quot; سلبي quot;, وان كان ذلك متوقعا في ظل ما شهدته الأيام الأخيرة من تقدم نسبى في تنقية الأجواء بين مصر وسوريا والسعودية باستثناء قطر , واعتبروا مصالح الحكام الشخصية عقبه أمام حل الخلافات.

ويؤكد الدكتور احمد ثابت أستاذ العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة لـ quot; إيلاف quot; , ان كثير من الآمال كانت معقودة على التقاء القادة العرب في قمة الدوحة لتنقية الأجواء, quot; لكن تغيب الرئيس مبارك عن حضور القمة العربية جاء ليوجه ضربة كبيرة للجهود الرامية لإنهاء الانقسامات السياسية العميقة بين قادة المنطقة quot;. ويرى الدكتور احمد ثابت ان المصالحة العربية بالمعنى المتعارف عليه لن تتم , لأنها لا تعدو مجرد مصافحات ولقاءات شكلية يتم تبادل فيها الكلمات الطيبة دون النظر إلى الخلافات مؤكدا انquot; السياسة العربية تفتقد الموضوعية quot;.

وقال ثابت ان الدول الديمقراطية تطرح أسبابا موضوعية للخلافات , quot;لكن لأسباب شخصية خاصة بالحاكم ومزاجه وتحالفاته الشخصية مع الخارج وتحالف الثروة السلطة الذي يستند عليه , يفضل الحاكم مصالحة الشخصية على مصالح الوطن , وهذه أمور عالقة ولن تستطيع تجميد هذه الخلافات quot;.

ويأتي قرار القاهرة بعدم حضور الرئيس مبارك مع تواصل الخصام بين الفصائل الفلسطينية المتناحرة وتزايد النفوذ الايرانى . ويعزو خبراء توتر العلاقات بين القاهرة والدوحة الى دور قطر المتزايد في المنطقة كوسيط بارز ، وهو الدور الذي طالما هيمنت عليه القاهرة منذ فترة طويلة , كما يشير عمرو الشوبكى الخبير بمركز الأهرام للدراسات quot;بعض التبريرات الرسمية التي قيلت لتفسير غياب الرئيس مبارك عن القمة هو انه لم يأت اي مسئول قطري رفيع المستوى الى مصر لنقل الدعوة إليهاquot;. ولكن quot;الحقيقة هو ان هناك بعض الحساسيات المتعلقة بمنافسات شكليةquot;.

ويضيف الشوبكى ان موضوع المصالحة لن يحل المشكلة وان دول الممانعة والاعتدال كلاهما غير فعال , لافتا ان الأحداث أثبتت ان قمة تنقية الأجواء التى عقدت بالسعودية حبر على ورق ولم نر لها نتائج على ارض الواقع .

وكان الرئيس السوري بشار الأسد أكد خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الايرانى نقلت وسائل الأعلام مقتطفات منه , تمسك سوريا بعلاقاتها مع طهران وان الأمور تتجه نحو شعوب المنطقة وأنهما جبهة واحدة .

ومن جانبه اعتبر وحيد عبد المجيد نائب رئيس مركز الدراسات بالاهرام تغيب الرئيس مبارك ووزير الخارجية خطا مصريا جديدا فى التعامل مع الواقع العربى quot;فمصر اكبر من ان تغيب مرتين متتاليتين quot; وبسؤاله عن اثر ذلك على المصالحة العربية قال عبد المجيد quot;قطعا سيؤثر ذلك بشكل سلبي على أعمال القمة والمصالحات بشكل خاص quot;.

وحول ما يتعلق بجدوى القمة إزاء مذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير, لا يعتقد الدكتور ثابت ان تقدم القمة العربية شيئا ذي قيمة لعدم اعتقال البشير , في ضوء الضعف العام والمهانه التى ميزت سياسات الحكام العرب منذ فترة طويلة وخصوصا تجاه مذابح إسرائيل يوميا على غزة. وquot;الأكثر من ذلك من الممكن ان تشكل القمة لجنة من القوى العربية منبثقة لنقل وجهة النظر العربية او السودانية حول الموضوع الى الحكومات الغربية , ومجرد نقل وجهات نظر وحمل رسائل دون ان يكون هناك قوى معنية لا فى يد الجامعة العربية ولا الحكومات العربية يجعل جدوى ذلك غير مؤكدا . وقال ثابت ان quot;النظام السوداني سياساته غير معقولة و أسلوب الرقص وسط الجماهير لا ينفع مع قرار مستند الى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ومجلس الأمن ملزم وبالتالي ينبغي ان لا تتحرك معه الحكومات العربية بنفس المعنى, لكن الحكومات العربية اضعف منه وخاصة بعد ان طالبت إدارة اوباما بعد ان كان موقفها محايد مع النظام السوداني بطلب محدد لتسليم البشير نفسه .